ماذا حملت الطائرات الروسية التي هبطت في فنزويلا؟ القصة الكاملة للدعم الروسي لعدو أمريكا

عربي بوست
تم النشر: 2019/03/26 الساعة 11:11 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/03/30 الساعة 15:06 بتوقيت غرينتش
مادورو يلجأ إلى روسيا لمواجهة الدعم الأمريكي للانقلاب في بلاده/ رويترز

هبطت في العاصمة الفنزويلية كراكاس طائرتان روسيتان تنقلان نحو 100 عسكري و35 طناً من العتاد، وذلك في أحدث تطورات للأزمة التي تشهدها البلاد منذ تنصيب رئيس الجمعية الوطنية وزعيم المعارضة خوان غوايدو نفسه قائماً بأعمال الرئيس، ورفض الرئيس نيكولاس مادورو التنحي، فما هي القصة هناك؟ وما هو دور موسكو وواشنطن؟ وما تأثير ذلك كله على الشعب في فنزويلا؟

أسباب الأزمة السياسية الحالية في فنزويلا اقتصادية بامتياز، فرغم أنها كانت تعتبر واحداً من أغنى الاقتصاديات في أمريكا اللاتينية، بفضل احتياطاتها النفطية التي يقال إنها الأكبر في العالم.

ولكن الفساد وسوء الإدارة وتراكم الديون الخارجية أثناء حكم الرئيس الراحل هوغو تشافيز ومن بعده نيكولاس مادورو الذي تولى السلطة عام 2013، أدت لانهيار الاقتصاد في البلاد.

معدلات تضخم كارثية وانهيار الاقتصاد

فبحسب دراسة أعدها المجلس الوطني الذي تسيطر عليه المعارضة، وصلت نسبة التضخم السنوي 1,300,000 % في الأشهر الـ12 التي سبقت  نوفمبر/تشرين الثاني  2018، بحسب تقرير للبي بي سي.

وبحلول نهاية العام الماضي، كانت أسعار السلع تتضاعف كل 19 يوماً بالمعدل، مما ترك العديد من الفنزويليين يعانون للحصول على السلع الأساسية كالغذاء والمواد الصحية.

كما انهارت قيمة العملة المحلية (البوليفار) مقابل الدولار الأمريكي. 

مادورو الروسي وغوايدو الأمريكي

نيكولاس مادورو هو الرئيس الحالي وكان يشغل منصب نائب الرئيس قبل وفاة تشافيز في 2013، وتم انتخابه رئيساً للمرة الثانية في الانتخابات التي أجريت في مايو/أيار 2018 وقاطعتها أحزاب المعارضة.

مادورو أعلن أنه سيبدأ فترته الثانية في العاشر من يناير/كانون الثاني الماضي وبعدها بأسبوعين قضت الجمعية الوطنية ببطلان انتخابات الرئاسة معلنةً تولّي رئيسها غوايدو رئاسة البلاد.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان أول المعترفين بغوايدو رئيساً للبلاد، وكتب على تويتر:

"لقد عانى شعب فنزويلا طويلاً على أيدي نظام الرئيس غير الشرعي مادورو واليوم اعترفت رسمياً برئيس الجمعية الوطنية الفنزويلية خوان غوايدو كرئيس مؤقت للبلاد".

مادورو – الذي كان يردد دائماً أن أمريكا تحاول إزاحته من السلطة – ردّ بشكل سريع بقطع العلاقات مع واشنطن وأمهل الدبلوماسيين الأمريكيين 72 ساعة لمغادرة فنزويلا.

دعم روسي غير مشروط

وداخلياً أصبح النظام الحاكم ومسؤولوه والجيش في صف مادورو وأقسموا على الدفاع عن الرئيس ضد "المحاولات الاستعمارية".

وأعلنت روسيا دعمها غير المشروط لمادورو. وتزامن وصول الطائرتين الروسيتين مع دعوة غوايدو الأحد لمسانديه من المعارضة بالاستعداد للسيطرة على السلطة في البلاد، حيث إن موسكو الداعمة لمادورو قد أكدت من قبل أنها "لن تسمح بالانقلاب على السلطة بدعم من واشنطن".

وبحسب وكالة سبوتنيك الروسية، فإن "هذه الرحلات ليست مستغربة"، مضيفة أن الجنرال فاسيلي تونكوشكوروف قائد القوات البرية الروسية يقود بنفسه العسكريين الذين وصلوا كاراكاس.

تنسيق عسكري وتواجد للحماية

وصول قائد القوات البرية الروسية إلى فنزويلا يأتي بعد ثلاثة أشهر من المناورات العسكرية بين قوات من البلدين في فنزويلا والتي وصفتها واشنطن بأنها "تسلل روسي إلى المنطقة"، بحسب موقع صحيفة موسكو تايمز الروسية.

جدير بالذكر هنا أن دوافع موسكو وراء دعم مادورو ومن قبله شافيز ليست سرية، فمن الناحية السياسية ولو رمزياً يمثل الوجود الروسي هناك شوكة في ظهر واشنطن، لكن أيضا من الناحية الاقتصادية أنفقت موسكو مليارات الدولارات في صورة قروض وأسلحة لنظام مادورو وسوف تخسر كل ذلك حال سقوط نظامه.

في الوقت ذاته وفي ضوء مساندة الجيش حتى الآن لمادورو، تقول التقارير الواردة من موسكو إنها مستعدة لمواصلة وزيادة دعمها للنظام الحالي، بحسب تقرير للبي بي سي.

نفس التقارير أفادت بوجود مرتزقة روس يتولون حماية مادورو دون تحديد أعدادهم ولا أماكن تواجدهم بالتحديد.

الدول التي أعلنت اعترافها بغوايدو رئيساً هي الولايات المتحدة ومعظم دول أمريكا اللاتينية عدا المكسيك وأستراليا وألبانيا وجورجيا وإسرائيل إضافة لمنظمة الدول الأمريكية.

أما الدول التي لا تزال تعتبر مادورو الرئيس الشرعي للبلاد فهي روسيا وروسيا البيضاء وبوليفيا وكوبا وإيران ونيكاراجوا والسلفادور وسوريا وتركيا، بينما تمسك الصين العصا من المنتصف مطالبة بحل الأزمة سلمياً، ومحذرة من التدخل الخارجي، والأمم المتحدة تدعو للحوار!

ورغم عقد اجتماع رفيع المستوى بين مسؤولين روس وأمريكان الأسبوع الماضي لنزع فتيل الأزمة في فنزويلا، لا يزال التصعيد هو سيد الموقف، ولا أحد يعرف كيف ستنتهي الأزمة.

تحميل المزيد