أكد سليم بن خدة، نجل رئيس أول حكومة جزائرية بعد الاستقلال، الراحل بن يوسف بن خدة، وفاة شقيقه في التظاهرات التي شهدتها البلاد الجمعة.
وعمّت الجزائر، الجمعة 1 مارس/آذار 2019، تظاهرات سلمية غير مسبوقة، ضد الولاية الخامسة للرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، نتج عنها سقوط أول ضحية.
وليلة الجمعة، أعلن بن خدة، وهو رئيس قسم أمراض القلب بمستشفى مصطفى باشا بالعاصمة، عبر صفحته في "فيسبوك"، وفاة شقيقه "حسن" في المسيرات.
Gepostet von بن خدة سليم am Freitag, 1. März 2019
وأوضح أنه بعد تأدية شقيقه "صلاة العصر في الشارع جماعة على الرصيف بجانب قصر الشعب، واصل المسيرة مع الشباب".
وتابع: "وعلى مستوى نزل (فندق) الجزائر (يقع على الطريق المؤدي إلى قصر الرئاسة بالمرادية) وقفت المسيرة التي كانت تجري بكل سلمية، وفجأة تدخَّلت قوات الأمن بعنف، مما أدى إلى ازدحام كبير بين النازلين والصاعدين، وفقد الاتصال بالأخ".
وبحسب مراسل الأناضول، فإن التدافع حدث عندما منعت قوات الشرطة المتظاهرين من التقدم نحو مقر الرئاسة بالعاصمة.
وأعلنت عائلة الضحية أن الفقيد سيُوارى الثرى عصر اليوم بمقبرة سيدي يحيى بالعاصمة، وحمّل شقيقه السلطات والبلطجية مسؤولية وفاة أخيه، كما نشر صوراً له خلال مشاركته في التظاهرات.
وزير الداخلية يزور الجرحى
من جهة أخرى، أجرى وزير الداخلية نور الدين بدوي زيارة لجرحى التظاهرات من عناصر شرطة ومواطنين، بمستشفيات بالعاصمة، وظهر في صور نشرتها صفحته على "فيسبوك" مع شقيق الضحية.
وترحَّم الوزير في منشوره على روح الفقيد "ابن قامة الثورة التحريرية بن يوسف بن خدة (…) وإذ نتقدم بأخلص تعازينا لأهله وذويه، نؤكد أن التحقيقات الطبية الشرعية ستوضح أسباب وظروف وفاته".
وحسن، هو نجل بن يوسف بن خدة، أحد قادة الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي (1954 ـ 1962)، ورئيس أول حكومة مؤقتة بعد الاستقلال عام 1962، الذي توفي في 2003.
وعين الراحل بن خدة في 28 أغسطس/آب 1961، رئيساً للحكومة المؤقتة، خلفاً لفرحات عباس، وغادرها في 27 سبتمبر/أيلول 1962، لينسحب من الحياة السياسية ويتفرغ بعدها لمهنته في الصيدلة.
وفي 10 فبراير/شباط الماضي، أعلن بوتفليقة ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة، 18 أبريل/نيسان المقبل، تلبية "لمناشدات أنصاره"، متعهداً في رسالة للجزائريين بعقد مؤتمر للتوافق على "إصلاحات عميقة" حال فوزه.
ومنذ ذلك الوقت، تشهد البلاد حراكاً شعبياً ودعوات لتراجع بوتفليقة عن الترشح، شاركت فيه عدة شرائح مهنية، من محامين وصحفيين وطلبة.