تصعيد دبلوماسي بين الصين وتركيا بسبب الأويغور المسلمين

عربي بوست
تم النشر: 2019/02/11 الساعة 14:44 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/02/11 الساعة 14:44 بتوقيت غرينتش
An ethnic Uighur man sits outside his house near a busy market in Turpan, Xinjiang province October 31, 2013. REUTERS/Carlos Barria (CHINA - Tags: SOCIETY)

قدمت الصين احتجاجاً رسمياً إلى تركيا؛ رداً على الانتقادات التي وجهتها أنقرة إلى بكين بشأن معاملتها أقلية الأويغور المسلمين في الصين، ووصفت اتهاماتها بأنها كاذبة.

وأدانت الصين، الإثنين 11 فبراير/شباط 2019، الانتقادات التي وجهتها تركيا إليها بشأن معاملتها الأويغور، ونفت تأكيدات أنقرة أن شاعراً معروفاً من الأقلية المسلمة توفي في السجن، واصفة ذلك بـ "الكذبة السخيفة".

وانتقدت وزارة الخارجية التركية، السبت 9 فبراير/شباط 2019، بشدة، عمليات الاعتقال الصينية واسعة النطاق التي طالت أفراد أقلية الأويغور العرقية الناطقة بالتركية، مشيرة إلى أن الشاعر عبد الرحيم هييت تُوفي في أثناء قضائه حكماً بـ "السجن 8 أعوام، بسبب إحدى أغنياته".

بكين تدعو أنقرة لسحب اتهاماتها بخصوص الأويغور المسلمين

لكن الصين نشرت، الأحد 10 فبراير/شباط 2019، تسجيلاً مصوراً يُظهر شخصاً عرّف نفسه بأنه الشاعر هييت، قال إنه لا يزال على قيد الحياة وبخير.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، هوا شونينغ، للصحفيين، إن "الصين قدمت احتجاجاً رسمياً إلى الجانب التركي. نأمل أن تتمكن الجهات المعنيَّة في تركيا من التفريق بين الحقيقة والكذب، وتصحيح أخطائها".

ووصفت "هوا" بيان وزارة الخارجية التركية بأنه "دنيء"، وحضَّت أنقرة على سحب "اتهاماتها الكاذبة". وقالت: "شاهدت تسجيله المصور على الإنترنت بالأمس، ولم يظهر فيه على قيد الحياة فقط، بل كان بصحة جيدة كذلك".

وأفادت لجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة بأن السلطات الصينية تحتجز نحو مليون من الأويغور المسلمين وغيرهم من الأقليات الناطقة بالتركية، في "معسكرات إعادة تعليم" بمنطقة شينغيانغ في شمال غربي البلاد، حيث يعيش معظم أفراد الأقلية، البالغ عددهم أكثر من 10 ملايين شخص.

واعتبرت تركيا، في بيان أصدرته السبت 9 فبراير/شباط 2019، أن طريقة تعامل الصين مع الأويغور المسلمين تشكل "عاراً على الإنسانية"، في أقوى رد فعل يصدر حتى الآن من دولة مسلمة على المسألة. والتزمت الدول المسلمة الصمت بشأن هذا الملف؛ تحسباً للعواقب الدبلوماسية والاقتصادية الصينية.

ويرصد الأتراك من كثب، معاناة الأويغور؛ نظراً إلى الروابط اللغوية والثقافية والدينية بين الطرفين، إضافة إلى وجود عشرات الآلاف من أفراد الأقلية العرقية في تركيا.

وتنفي سوء معاملتها إياهم، وتطالب بالحفاظ على "الثقة"

لم تكشف تركيا في بيانها، كيفية معرفتها بوفاة هييت، لكنها قالت إن "المأساة عززت بشكل أكبر، الرأي العام التركي إزاء انتهاكات حقوق الإنسان الخطيرة" في شينغيانغ.

لكن إذاعة "تشاينا راديو إنترناشونال" الرسمية نشرت مقطع فيديو، مدته 26 ثانية، على خدمتها التركية الأحد 10 فبراير/شباط 2019.

ويقول الرجل في المقطع المسجل، بحسب الترجمة الإنجليزية: "اسمي عبد الرحيم هييت. تاريخ اليوم هو العاشر من فبراير/شباط 2019". ويضيف بلغة الأويغور المسلمين على ما يبدو: "أخضع لعملية تحقيق بشبهة انتهاك القوانين الوطنية".

ويؤكد الرجل، الذي كان مرتدياً كنزة سوداء وبيضاء تحتها قميص، إنه في "صحة جيدة"، و"لم يتعرض لسوء معاملة قَط"، بحسب الترجمة. ولم تتمكن وكالة الأنباء الفرنسية من التحقق من صحة المقطع أو تاريخ تصويره.

وقالت المحطة الإذاعية إن حكومة أقليم شينغيانغ وزعت المقطع على وسائل الإعلام الرسمية.

"مراكز تدريب" وليس معسكرات اعتقال

وتكثفت عمليات مراقبة الشرطة إقليم شينغيانغ بالسنوات الماضية، عقب أعمال عنف متكررة وتفجيرات وهجمات على قوات الأمن الصينية ومدنيين.

ونفت بكين في البدء وجود أي معسكرات اعتقال بإقليم شينغيانغ، لكنها أقرت في وقت لاحق، بإرسال أشخاص إلى ما وصفته بـ "مراكز للتدريب المهني".

لكن المنتقدين يقولون إن الأويغور المسلمين يتعرضون في المعسكرات لضغوط لاعتناق عادات المجتمع الصيني، والتخلي عن ممارساتهم الدينية والثقافية التي تعتبرها بكين مصادر محتملة للمقاومة.

وقال بيان وزارة الخارجية التركية، إن الأويغور المسلمين "يتعرضون للتعذيب وغسل الدماغ السياسي في مراكز اعتقال وسجون".

غير أن المتحدثة باسم الخارجية الصينية تركت -على ما يبدو- الباب مفتوحاً للتهدئة، قائلة إن على الجانبين أن يسعيا للحفاظ على "الثقة والتعاون المتبادلَين".

تحميل المزيد