في أول تعليق لها على الاحتجاجات في السودان منذ اندلاعها قبل أكثر من شهر، دعت الولايات المتحدة، الأربعاء 23 يناير/كانون الثاني 2019، الخرطوم إلى إطلاق سراح النشطاء الذين احتُجزوا خلال الاحتجاجات على غلاء الأسعار والسماح بالتعبير السلمي.
وحذرت الولايات المتحدة السودان من أن الأمر يضعف فرص تحسين العلاقات مع واشنطن.
وهذا هو أول بيان يصدر عن واشنطن بعد شهر من الاحتجاجات في السودان التي تزداد اتساعاً، فيما يُعد على نطاق واسع أنه يمثل أكبر خطر يهدد الرئيس عمر البشير، الذي يحكم البلاد منذ 30 عاماً بقبضة من حديد.
واشنطن "قلقة" من الاعتقالات في الاحتجاجات في السودان
وقالت الولايات المتحدة إنها "قلقة بشأن تزايد عدد الاعتقالات والاحتجازات" خلال الاحتجاجات في السودان ، وحضت الحكومة السودانية على إطلاق سراح "جميع الصحفيين والنشطاء والمتظاهرين السلميين الذين تم اعتقالهم بصورة تعسفية".
وقال مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، روبرت بالادينو، في البيان: "ندعو الحكومة أيضاً إلى السماح بإجراء تحقيق موثوق ومستقل في مقتل وإصابة محتجين".
وأضاف أنه "علاوة على ذلك، ومن أجل معالجة المظالم المشروعة للسكان، يجب على الحكومة توفير أجواء من الأمن والأمان، للتعبير العام عن الرأي، والحوار مع المعارضة والمجتمع المدني، في عملية سياسية أكثر شمولاً".
وقال إن الاستخدام المفرط للقوة خلال الاحتجاجات في السودان وتخويف الصحافة والناشطين في مجال حقوق الإنسان سيهددان فرص تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة.
وقال بالادينو: "إن قيام علاقة جديدة أكثر إيجابية بين الولايات المتحدة والسودان يتطلب إصلاحاً سياسياً ذا مغزى، وتسجيل تقدُّم واضح ومستمر بمجال احترام حقوق الإنسان".
في ظل إصلاح "بطيء" للعلاقات بين واشنطن والخرطوم
تعمل الولايات المتحدة ببطء على إصلاح العلاقات مع السودان بعد عقود من التوتر، وضمن ذلك ما يخص لجوء زعيم "القاعدة"، أسامة بن لادن، إليه في التسعينيات، وشن حملة على متمردي إقليم دارفور غرب البلاد، وصفتها واشنطن بأنها إبادة جماعية.
ورفعت إدارة الرئيس دونالد ترامب العقوبات عن السودان في عام 2017، وقالت إنه في مقابل إحراز مزيد من التقدم، فإنها ستزيل البلاد من قائمتها للدول "الراعية للإرهاب"، وهو تصنيف ما زال يعيق الاستثمارات الأجنبية.
وتقول جماعات حقوق الإنسان إن أكثر من 40 شخصاً، من بينهم عاملون بالمجال الصحي قُتلوا خلال الاحتجاجات في السودان أثناء اشتباكات مع قوات الأمن منذ اندلاع الاحتجاجات في 19 ديسمبر/كانون الأول 2018. ولكن الحصيلة الرسمية تحدثت عن 26 قتيلاً بينهم طبيب، في حين تلقي السلطات باللوم على محرضين، تقول إنهم تسللوا بين صفوف المتظاهرين.