ذكرت أسرة الداعية السعودي أحمد العماري أنه توفي بعد مرور خمسة أشهر على احتجازه، وسط انتقادات متزايدة لسجل الرياض في مجال حقوق الإنسان في أعقاب مقتل الصحفي جمال خاشقجي.
وقالت جماعة قسط الحقوقية ومقرها لندن ونشطاء في وقت متأخر من مساء الأحد 20 يناير/كانون الثاني 2019، إن العماري، الذي سبق له العمل عميداً بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، نقل إلى مستشفى حكومي هذا الشهر بعد إصابته بنزيف في الدماغ. وأكد عبد الله نجل العماري وفاته على تويتر.
اعتقال الداعية السعودي أحمد العماري بسبب سفر الحوالي
ويقول النشطاء إن قوات الأمن كانت قد ألقت القبض على الداعية السعودي أحمد العماري في أغسطس/آب الماضي عندما داهمت منزله ثم احتجزته في حبس انفرادي.
ومن المعتقد أن الداعية السعودي أحمد العماري وآخرين احتجزتهم السلطات في نفس التوقيت على صلة وثيقة بالعالم الديني البارز سفر الحوالي الذي ألقي القبض عليه في يوليو/تموز 2018 بعد نشره كتاباً ينتقد فيه الأسرة السعودية الحاكمة.
وتشهد السعودية حملة على المعارضة شملت اعتقال ناشطات، وردت أنباء عن تعرضهن للتعذيب، ومفكرين ليبراليين ونشطاء إسلاميين، حتى مع إدخال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بعض الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية البارزة.
وتقول السعودية، التي تحظر الاحتجاجات العامة والأحزاب السياسية، إنه ليس لديها سجناء سياسيون وتنفي مزاعم التعذيب. ويقول المسؤولون إن مراقبة النشطاء لازمة لضمان الاستقرار الاجتماعي.
لكنه ليس الوحيد من الشيوخ المعتقلين في السعودية
إذ كانت النيابة العامة السعودية قد طالبت بالإعدام للداعية المعروف الشيخ سلمان العودة في بداية محاكمته بالرياض، الثلاثاء 4 سبتمبر/أيلول، بعدما وجَّهت له 37 تهمة، حسبما أفادت وسائل إعلام محلية.
وقالت صحيفة "عكاظ" في حسابها بتويتر: "بدأت قبل قليل المحكمة الجزائية المتخصصة في محاكمة مساعد الأمين للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين المصنف ككيان إرهابي"، في إشارة إلى العودة.
والعودة إضافة غلى الداعية السعودي أحمد العماري من رجال الدين المعروفين الذين أوقفوا في سبتمبر/أيلول الماضي ضمن حملة اعتقالات قالت السلطات إنها موجهة ضد أشخاص يعملون "لصالح جهات خارجية ضد أمن المملكة ومصالحها".
كما سبق أن قال حساب على منصة تويتر مهتم باحتجاز سياسيين ورجال دين في السعودية، إن السلطات اعتقلت الدكتور عبد العزيز الفوزان، أستاذ الفقه المقارن في المعهد العالي للقضاء، على خلفية تغريدات في تويتر.
وعند العودة إلى حساب الفوزان الذي يتابعه ما يزيد عن 2 مليون شخص في تويتر تجد أنه أعاد قبل 10 أيام نشر تغريدة تتحدث عن الجو البوليسي والتشبيح الإلكتروني، وبعدها بيومين كتب تغريدة كأنها توديعية قال فيها: "أحبتي في كل مكان لا تنسوني من صالح دعواتكم، وحسبنا الله ونعم الوكيل".