أظهر مقطع فيديو على تويتر استمرار عملية ترحيل المئات من لاجئي الروهينغا المسلمين من السعودية إلى بنغلاديش، وحسب الفيديو الذي نشره موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، فإن السلطات السعودية قامت بتصفيد مجموعة من اللاجئين داخل أحد مراكز احتجاز اللاجئين الروهينغا بالسعودية في انتظار ترحيلهم.
#BREAKING The Saudi government is deporting hundreds of #Rohingya refugees to Bangladesh.
Here's a video sent to me by an inmate in Shumaisi showing Rohingya being lined up, handcuffed, and prepared for deportation. pic.twitter.com/6gGWTVey5d
— Areeb Ullah (@are_eb) January 6, 2019
وذكر الموقع البريطاني، أن المملكة العربية السعودية مستمرة في ترحيل عشرات من الروهينغا عديمي الجنسية -المحتجزين إلى أجل غير مسمى من قبل المملكة- إلى بنغلاديش، حيث سيصبحون لاجئين.
وأضاف المصدر أن مقاطع الفيديو للروهينغا، وبعض لاجئي الروهينغا المسلمين قضوا ما يقرب من خمس إلى ست سنوات في الاعتقال السعودي، ويجري إعداده يوم الأحد للترحيل في مركز احتجاز الشميسي في جدة. ويُظهر أحد مقاطع الفيديو معتقلاً من الروهينغا يجلس، يصور سراً، بينما يصطف عشرات الروهينغا ليتم نقلهم إلى شوميسي.
وقال الرجل في الفيديو الذي يتحدث روهينغا: "لقد كنت هنا في السنوات الخمس إلى الست الماضية، والآن يرسلونني إلى بنغلاديش. يرجى الدعاء من أجلي"، وقال محتجز من الروهينغا، "لقد جاؤوا إلى زنازيننا في منتصف الليل في الساعة 12 ظهراً، وأخبرونا أن نعبئ حقائبنا وأن نستعد لبنغلاديش"، وأضاف "أنا الآن مقيد بالأصفاد ويجري نقلنا إلى بلد لست منها – أنا روهينغا، ولست بنغلاديشياً".
مئات من لاجئي الروهينغا المسلمين محتجزون في السعودية
وكان موقع Middle East Eye البريطاني قد كشف أنَّ العديد من أفراد المجموعة المضطهدة من من لاجئي الروهينغا المسلمين قد قدموا إلى السعودية بعد عام 2011 بجوازات سفر مزيفة للهروب من الاضطهاد الذي يتعرضون له في ميانمار وإيجاد مصدرٍ للرزق، لكنَّ اللاجئين الروهينغا أُلقي القبض عليهم في سلسلةٍ من الحملات شُنَّت ضد العمالة المخالفة.
وأوضح الموقع البريطاني أن المئات من رجال ونساء وأطفال الروهينغا، "احتجزوا إلى أجلٍ غير مسمى لعدة سنوات دون توجيه تهم إليهم داخل مركز احتجاز في السعودية".
وتحدَّث موقع Middle East Eye خلال استقصاءٍ دام لأربعة أشهر مع محتجزين سابقين وحاليين، إلى جانب أفراد لاجئي الروهينغا المسلمين الذين يعيشون في السعودية، واللاجئين الذين يعيشون في مخيمات اللجوء البنغالية، والنشطاء الذين أكدوا أن هناك المئات من المعتقلين في السعودية.
وقال المحتجزون الحاليون وأولئك الذين فروا إلى بنغلاديش لموقع Middle East Eye إنَّ كثيرين أمضوا ما بين سنة إلى ست سنوات عالقين داخل مركز احتجاز الشميسي في جدة بالسعودية، غير قادرين على المغادرة، ومحتجزين لفترةٍ غير محددة. ويوجد أطفال بين المحتجزين، إلى جانب رجال ونساء من جميع الأعمار.
في انتظار نقلهم إلى معسكرات سرية بجزيرة متآكلة
نشرت صحيفة The Guardian البريطانية مقطع فيديو حصلت عليه لمعسكرات سرية مبنية لإيواء لاجئي الروهينغا المسلمين بجزيرةٍ متآكلة في بنغلاديش، ضمن خطةٍ مثيرةٍ للجدل تهدف إلى إعادة توطين مئات الآلاف من اللاجئين هناك.
وعلى الرغم من السرية الشديدة المفروضة على تجهيز جزيرة باسان تشار البنغالية، فإن أحد الأشخاص تمكَّن من تصوير مقطع فيديو سراً، كشف فيه عن الظروف المعيشية التي تنتظر 100 ألفٍ من لاجئي الروهينغا ، قد يُنقَلون إلى الجزيرة الموحشة مطلع العام القادم (2019).
ووفقاً لخطة حكومة بنغلاديش، فإنَّ جزءاً من لاجئي الروهينغا، البالغ عددهم 700 ألف -الذين فرَّوا من القمع العسكري الوحشي في ميانمار والذين يعيشون الآن بمخيماتٍ بمدينة كوكس بازار- سيُنقلون إلى تلك الجزيرة التي لم تكن مأهولةً سابقاً بالسكان، وهي جزيرةٌ متآكلة معزولةٌ، في مصبِّ نهر ميغنا ببنغلاديش، ولا يمكن الوصول إليها إلَّا بالقوارب خلال ساعتين من الزمن.
ويتضح من المقطع المنشور أن العائلات اللاجئة ستُسكّن في غرفٍ خرسانيةٍ خانقة، مساحتها صغيرة جداً، تكاد تتسع لشخص واحد، وبها نافذةٌ صغيرةٌ عليها قضبان. وهناك حمامٌ واحدٌ لكل مُجمَّعٍ سكني، ويتكون كل مجمعٍ من نحو 25 غرفةً، كل غرفةٍ تسكنها أسرةٌ واحدةٌ.
وفي حين كان يُفترض إعادة تسكين لاجئي الروهينغا في باسان تشار بالشهر الماضي (أكتوبر/تشرين الأول 2018)، لكن يبدو أنَّ بناء الوحدات ما زال جارياً حتى الآن.
يقصدها القراصنة وغير صالحة للعيش
بهاسان تشار"، جزيرة نائية في خليج البنغال، لا تزال عرضة للفيضانات وتعد غير صالحة للعيش البشري -بحسب كثير من المنظمات الإنسانية- تنوي السلطات البنغالية تحويلها إلى مسكن لمئات الآلاف من لاجئي الروهينغا المسلمين .
هذه ليست أول مرة تطرح فيها الحكومة البنغالية هذه الخطة المثيرة للجدل، فقد طرحتها قبل الآن مرتين: الأولى في عام ٢٠١٥، والثانية العام الماضي ٢٠١٧، إلا أنها لاقت معارضةً كبيرة من قبل كثير من المنظمات الإنسانية حول العالم.
الجزيرة التي تغمرها المياه على نحو ثابت خلال فترة الأمطار الموسمية، تتحول إلى مركز لقراصنة البحر، فما إن تهدأ البحار حتى يجوب القراصنة المياه القريبة منها بحثاً عن صيادين لخطفهم مقابل فدى، وكانت تستخدم في الغالب لرعي الماشية، بحسب وسائل إعلام محلية.
وتبلغ مساحة جزيرة بهاشان تشار نحو 15 ألف فدان (أثناء المد المنخفض) و10 آلاف فدان (أثناء المد العالي)، وفقاً لمصادر حكومية بنغالية.
ويستغرق الوصول إلى الجزيرة من أقرب الأراضي إليها عبر قارب صيد أو قارب مزوّد بمحرك حوالي الساعتين. ووفقاً لبيانات إدارة الغابات البنغالية والمعلومات المتاحة، يختفي جزء من الجزيرة في البحر كل عام بسبب التآكل.