ترامب: أميركا لم تعد «شرطي» العالم.. إنه أمر سخيف أن نكون منتشرين في كل هذه الدول

عربي بوست
تم النشر: 2018/12/27 الساعة 09:22 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/12/27 الساعة 11:51 بتوقيت غرينتش
ترامب يخطب في قاعدة عين الأسد الأميركية في العراق (رويترز)

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب انتهاء دور بلاده كـ "شرطي للعالم" بحسب وصفه، خلال زيارته السرية لقاعدة أميركية في محافظة الأنبار بالعراق، الأربعاء 27 ديسمبر/كانون الأول.

وخلال زيارة مفاجئة إلى العراق استمرت 3 ساعات والتقى خلالها جنوداً أميركيين في قاعدة الأسد، والتي تعد الأولى له منذ انتخابه، قال ترامب: "لا تستطيع الولايات المتحدة أن تبقى شرطي العالم. إنه أمر غير عادل عندما يقع العبء على الولايات المتحدة".

وكتبت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز التي رافقت ترامب، في تغريدة على تويتر، إن الرئيس والسيدة الأولى "توجها إلى العراق في وقت متأخر ليلة عيد الميلاد لتفقد قواتنا والقيادة العسكرية العليا لشكرهم على خدماتهم ونجاحهم وتضحياتهم وليتمنيا لهم عيد ميلاد سعيداً".

"لا أنوي سحب القوات من العراق"

لكن في الوقت نفسه، قال ترامب رداً على أسئلة صحافيين خلال الزيارة إنه لا ينوي "إطلاقاً" سحب القوات الأميركية من العراق، بل يرى "على العكس" إمكانية لاستخدام هذا البلد "قاعدة في حال اضطررنا للتدخل في سوريا".

وأكد ترامب: "لقد هزمنا (تنظيم الدولة الإسلامية) بالضربة القاضية"، حيث لم يستبعد "العودة للمساعدة" في سوريا إذا تطلبت الظروف ذلك، مخففاً بالتالي من الرهانات بعد تعرضه لانتقادات باعتبار إعلانه الانسحاب من هذا البلد "سابقاً لأوانه".

وقال ترامب: "إن رأينا تنظيم الدولة الإسلامية يقوم بشيء لا يعجبنا، بإمكاننا ضربهم بسرعة وبقوة فائقتين بحيث إنهم لن يدركوا حتى ما يحصل لهم، محذراً:  "سنراقب عن كثب فلول التنظيم".

"نحن منتشرون في جميع أنحاء العالم، إنه أمر سخيف"

وخلال التقاط الصور مع الجنود، دافع ترامب عن قراره سحب القوات الأميركية من سوريا، مؤكداً مرة جديدة أن تنظيم الدولة الإسلامية "مهزوم بشكل شبه تام".

ودافع ترامب عن سياسة "أميركا أولاً" التي يتبعها مؤكداً أن الولايات المتحدة تخوض معارك نيابة عن دول أخرى منذ فترة طويلة. .

وقال: "لا نريد أن نكون عرضة للاستغلال بعد الآن من جانب دول تستخدمنا وتستخدم جيشنا القوي لحمايتها. إنها لا تدفع في مقابل ذلك لكنها ستكون مضطرة إلى ذلك".

وأضاف: "نحن منتشرون في جميع أنحاء العالم، نحن في بلدان لم يسمع بها معظم الناس، بصراحة، هذا أمر سخيف".

وقال ترامب للصحافيين إنه عارض جنرالات طلبوا تمديد الانتشار في سوريا، حيث يوجد نحو ألفي جندي إلى جانب جنود من جنسيات أخرى، مضيفاً أنه أبلغهم أنه "لا يمكنكم الحصول على مزيد من الوقت، كان لديكم ما يكفي من الوقت".

وتابع: "في سوريا، قال الرئيس التركي رجب أردوغان إنه يريد القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية، ما تبقى منه. والسعودية قالت للتو إنها ستدفع كلفة التنمية الاقتصادية. هذا رائع، يعني أنه لن يتحتّم علينا أن ندفع".

وأثار قرار ترامب سحب القوات من سوريا "زلزالا" في الولايات المتحدة ولا سيما مع استقالة وزير الدفاع جيم ماتيس الذي كان يختلف معه في الملف السوري، تلتها الجمعة استقالة الموفد الأميركي للتحالف الدولي لمحاربة الجهاديين بريت ماكغورك المعارض أيضا  للانسحاب.

كما أعلن ترامب سحب نصف الجنود الـ14 ألفا المنتشرين في أفغانستان لمحاربة حركة طالبان، ما أثار العديد من الأسئلة حول الاستراتيجية العسكرية الجديدة والسياسة الخارجية التي تقودها واشنطن.

وباغت قرار ترامب حلفاء الولايات المتحدة المشاركين في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا وحركة طالبان في أفغانستان.

وتصرف زيارة ترامب الانتباه عن المشاكل السياسية الداخلية المتفاقمة التي يواجهها، ولا سيما إغلاق الحكومة الفدرالية بسبب خلافه مع الكونغرس حول تمويل الجدار الحدودي مع المكسيك، والتحقيقات بشأن التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية والشبهات حول تواطؤ فريق حملته مع موسكو.  

تحميل المزيد