فرقت السلطات السودانية، الثلاثاء، 25 ديسمبر/كانون الأول آلاف المحتجين على الأوضاع المعيشية في السودان قرب القصر الرئاسي في العاصمة الخرطوم.
وأفاد شهود عيان للأناضول، أن آلاف المحتجين انطلقوا من منتصف شارع "القصر"، متوجهين نحو مقر الرئاسة السودانية.
وذكر الشهود أن المحتجين طالبوا رئيس البلاد عمر البشير، بالتنحي عن السلطة.
وقامت الشرطة بتفريق المتظاهرين بواسطة قنابل الغاز المسيل للدموع والهراوات، فضلاً عن اعتقال عشرات منهم، بحسب ذات المصادر.
ويشهد شارعا "القصر" و"الجمهورية" المؤديان إلى قصر الرئاسة، عمليات كر وفر بين الشرطة والمحتجين.
ويشهد السودان احتجاجات منددة بتدهور الأوضاع الاقتصادية وغلاء الأسعار، اتسعت رقعتها لاحقاً حتى طالت 13 ولاية من أصل 18.
البشير يحذر من مروجي الشائعات
وأكد المشير عمر حسن أحمد البشير رئيس الجمهورية السودانية، لدى لقائه مع هيئة قيادة جهاز الأمن والمخابرات الوطني، استمرار الدولة في إجراء إصلاحات اقتصادية في السودان توفر للمواطنين حياة كريمة.
وحسب وكالة الأنباء السودانية الرسمية "سونا"، أشاد بالجهود التنسيقية بين القوات النظامية، مثمناً جهود الجهاز في الحفاظ على أمن المواطنين وسلامتهم كالعهد به دائماً، إلى جانب إسناد الجهاز التنفيذي في ضمان انسياب السلع والخدمات.
ودعا البشير، المواطنين إلى عدم الالتفات إلى ما أسماهم، مروجي الشائعات، والحذر من الاستجابة لمحاولات زرع الإحباط، ووعد بإجراءات حقيقية تعيد ثقة المواطنين بالقطاع المصرفي.
من جانبه، أكد الفريق أول صلاح عبد الله محمد، المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات الوطني، التفاف قوات الجهاز حول قائدها الأعلى، واضطلاع الجهاز بمهامه الدستورية في الحفاظ على أمن الوطن وسلامة المواطنين، وحماية المكتسبات الوطنية، مع الالتزام بالمعايير المهنية، مشيراً إلى احترام الجهاز حق التعبير السلمي، محذراً بأن المساس بالممتلكات العامة وترويع المواطنين والتعدي على ممتلكاتهم خط أحمر.
وبدأ في السودان، الإثنين 24 ديسمبر/كانون الأول 2018، إضراب عام في إطار موجة الاحتجاجات الشعبية منذ أن رفعت الحكومة أسعار الخبز، وأعقبها تحرّك احتجاجي تخلّلته صدامات دامية، قد يكون الأضخم على الإطلاق خلال 3 عقود من حكم الرئيس عمر البشير.
ولبّت قطاعات مختلفة الدعوة إلى الإضراب التي أطلقها الأحد 23 ديسمبر/كانون الأول 2018، "تجمّع المهنيين السودانيين"، في حين كانت التظاهرات لا تزال مستمرة حتى وقت متأخر من ليل الأحد في مدن عدة، ولا سيّما أم درمان، المدينة التوءم للعاصمة الخرطوم.