كشف المُدّعي العام في المغرب، الخميس 20 ديسمبر/كانون الأول 2018، أنَّ الرجال الأربعة المُشتبه بهم في قتل السائحتين، لويزا يسبرسن (24 عاماً) من الدنمارك، و مارين أولاند (28 عاماً) من النرويج، في سلسلة جبال الأطلس الكبير بالمغرب، قد بايعوا تنظيم داعش في وقتٍ سابق في مقطع فيديو مُسجَّل.
ونقل تقرير نشره موقع Business Insider الأميركي عن خبير في شؤون الحركات الإسلامية تعليقاً على مقتل السائحتين الاسكندنافيتين في المغرب، أنَّه من الصعب حماية المناطق ذات الكثافة السياحية العالية من هجمات تنظيم الدولة (داعش).
ونقل موقع Business Insider تصريحات عبدالله رامي، الخبير المغربي في شؤون الحركات الإسلامية، التي قالها لصحيفة The New York Times الأميركية ومفادها، أنَّ الفيديو مُثبَت ومُتحقّق من صحته، ودوافع القتلة متصلة بالإرهاب، إذ يستهدف الهجوم "مسائل حسَّاسة للغاية مثل السياحة، التي تُعد مكوناً حيوياً للاقتصاد المغربي".
وأضاف: "من الصعب على السلطات حماية تلك المناطق، ومن الأسهل على تنظيمات مثل داعش بدء عمليات هجومية في تلك الأماكن".
رجال جالسون أمام علم داعش
ويُبيِّن مقطع الفيديو، التي نُشِر على موقع تويتر، الرجال المُشتبهين وهم جالسون أمام علم داعش، فيما يقول أحدهم لزعيم داعش أبوبكر البغدادي إنَّ "أعداد جنودك في المغرب لا يعلمها إلا الله، وإنَّهم يمضون قدماً لدعم دين الله والدفاع عن العائلات المسلمة".
وأفاد موقع "BBC Monitoring"، التابع لهيئة الإذاعة البريطانية BBC، الخميس 20 ديسمبر/كانون الأول 2018، بأنَّ واحداً من هؤلاء الرجال، الذين ظهروا في الفيديو ويتحدث اللغة العربية، قال عن ذلك الهجوم: "هذا انتقامٌ لإخواننا في هجين"، وهي بلدة سورية فَقَدَ داعش سيطرته عليها مؤخراً.
ولم يُعلِن داعش مسؤوليته عن مقتل السيدتين اللتين خرجتا في تجوال عبر قنوات التنظيم المعتادة.
الخبير في الحركات الإسلامية عبدالله رامي قال لصحيفة The New York Times حول المشتبه بهم: "الهوية الأيديولوجية للهجوم واضحة، لكن من غير المعلوم التنظيم الذي ينتمي إليه". وأضاف: "لذا، السؤال هو: هل نفّذوا ذلك الهجوم بشكلٍ مستقل أم كانوا خلية نائمة؟".
خزان دعم كبير لداعش في المغرب
من جانبه، قال نيكولاس هيراس، الزميل الخبير في شؤون الشرق الأوسط بمركز الأمن الأميركي الجديد، لموقع Business Insider الأميركي، إنَّ "المغرب كان يحاول جاهداً تحديد هوية أعضاء تنظيم داعش والقبض عليهم، وكذلك المتعاطفين معهم. لكن لا يزال هناك خزان دعم كبير لداعش في المغرب".
وأضاف: "لا تستطيع أي سياسة استخباراتية مضادة القضاء تماماً على خطر وقوع هجمات مُستلهمة من تنظيم داعش قد يُنفذها مناصرو التنظيم، لاسيما إذا كانوا قد تحوّلوا إلى التطرف من خلال دعاية داعش، التي يُمكن الوصول إليها بسهولة على شبكة الإنترنت".
وأشار هيراس أيضاً إلى أنَّ الوجهات السياحية تُعَد عادةً أهدافاً لداعش. وقال: "السائحون الغربيون، لاسيما الأوروبيين، يُعتبرون هدفاً سهلاً للجهاديين، الذين يسعون لتوجيه ضربة ضد الغرب باسم الإسلام".
وقد اكتُشفت جثتا يسبرسن وأولاند على بعد 6 أميال (9 كيلومترات تقريباً) خارج قرية إمليل في جبال الأطلس يوم 18 ديسمبر/كانون الأول.
وقالت وزارة الداخلية المغربية في بيانٍ إنَّ كلا الجثتين "ظهرت عليها آثارٌ للعنف عند الرقبة".
وفي العموم، يُعتبَر المغرب بلداً آمناً للاستكشاف ويندرج تحت المستوى رقم 1 الخاص بمستويات تحذيرات السفر من جانب وزارة الخارجية الأميركية، الذي يشير إلى اتخاذ إجراءات "احتياطية عادية".
ووفقاً لتقرير صادر عن منظمة "مشروع مكافحة التطرف"، فكَّكت قوات الأمن المغربية عدداً من الخلايا الإرهابية المرتبطة بداعش مبكراً منذ عام 2014.
وقالت المنظمة في تقريرها إنَّ المغرب واجه عدداً أقل من الهجمات الإرهابية في آخر 15 عاماً مقارنةً بجيرانه في شمال إفريقيا: الجزائر وتشاد وليبيا ومالي وموريتانيا والنيجر وتونس.