قال مساعد الرئيس السوداني فيصل حسن إبراهيم، السبت 22 ديسمبر/كانون الأول، إن الرئيس عمر البشير، عقد الجمعة، اجتماعاً ضم نائبيه، ومدير جهاز الأمن، ووزير شؤون الرئاسة، ووزيري الدفاع والداخلية، ورئيس البرلمان، لبحث أزمة الاحتجاجات في البلاد.
جاء ذلك لدى لقائه القوى السياسية المشاركة في الحكومة، وفق الأناضول. وأضاف إبراهيم: "قرر الرئيس البشير خلال الاجتماع حراسة المنشآت الحيوية بواسطة الجيش السوداني، واستمرار تعليق الدراسة في كل مستوياتها، لأن الذين بدأوا التخطيط للاحتجاجات يستهدفون إحداث خسائر كبيرة وسط الطلاب وصغار السن"، بحسب تعبيره.
وكان وزير التعليم العالي الصادق الهادي المهدي أعلن، تعليق الدراسة في مؤسسات التعليم العالي الحكومية والخاصة بالخرطوم.
في حين، أقر إبراهيم، بوجود أزمات في الخبز والوقود، وبالمقابل نفى حجب الحكومة لأموال الناس.
وأردف، "المشكلة تكمن في نقص المخزون النقدي في بنك السودان، ونقص الدواء، وكل الأزمات اعترفت بها الحكومة وتعمل حالياً على حلها، لكن لن تحل بين يوم وليلة".
وتابع مساعد البشير: "لا يزال هناك استقرار سياسي وأمني في البلاد، والمظاهرات الاحتجاجية مشروعة ومقبولة، لكن ليس مسموحاً أن تتحول إلى عمل تخريبي".
زيادة حصة مخابز الخرطوم من الطحين
من جانبه أعلن، جبارة الباشا، الأمين العام لاتحاد المخابز، زيادة حصة الطحين للمخابز الأسبوع المقبل، بصورة دائمة لولاية الخرطوم.
ونقلت وكالة الأنباء السودانية، عن الباشا قوله إن "حاجة ولاية الخرطوم تبلغ 50 ألف "شوال" يومياً (50 كيلوغراماً)، بينما المتوفر حالياً 43 ألف شوال فقط".
ومنذ الأربعاء، تشهد مدن سودانية مظاهرات توسعت الخميس، ما أسفر عن مقتل 8 أشخاص بولايتي القضارف (شرق) ونهر النيل (شمال)، بحسب ما أعلنته السلطات.
لكن رئيس تحالف "نداء السودان" المعارض الصادق المهدي، أعلن السبت، سقوط 22 قتيلاً جراء الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ أيام، وليس كما تقول السلطات.
"إضراب عام وانتفاضة"
وتحدَّث المهدي عن نية التحالف "تقديم مذكرة للحكومة حول وضع رئاسة جديدة للبلاد"، مشيراً إلى أنه "سيتم التشاور مع كل القوى السياسية في البلاد حول بنود المذكرة وتوقيت تقديمها".
ومضى بالقول: "إذا تجاوبت الحكومة مع المذكرة سيكون أفضل، وإن لم تتجاوب ندعو لإضراب عام، ويليه باقي سيناريو الانتفاضة".
واستدرك قائلاً: "موقفنا إيجابي تجاه التحرك الذي يشهده الشارع من احتجاجات"، إلّا أنه دعا إلى "حكومة انتقالية جديدة بدستور".
ونفى المعارض السوداني أن تكون عودته إلى البلاد، قبل أيام، مبنية على اتفاق مع الحكومة السودانية. وكان المهدي قد عاد إلى العاصمة الخرطوم، الأربعاء، بعد غياب دام 10 أشهر.
الاحتجاجات تتجدد وتتوسع
وتجددت موجة الاحتجاجات المنددة بالأوضاع الاقتصادية والغلاء، السبت، في مدن بربر (شمال) والجزيرة آبا، والرهد (جنوب).
وتلت الاحتجاجات إعلان حالة الطوارئ في ولاية النيل الأبيض (جنوب) السبت، لترتفع أعداد الولايات السودانية المعلنة في بعض مدنها حالات طوارئ، عقب موجة احتجاجات تشهدها البلاد منذ الأربعاء، إلى أربع ولايات من جملة 18 ولاية.
كما فرضت السلطات الأمنية حالة الطوارئ في مدينتي دنقلا (شمال) والقضارف، إلى جانب عطبرة.
ويعاني السودان من أزمات في الخبز والطحين والوقود وغاز الطهي، نتيجة ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه في الأسواق الموازية (غير الرسمية)، إلى أرقام قياسية تجاوزت أحياناً 60 جنيهاً مقابل الدولار الواحد.