قال عادل الحسني، وهو عضو في المجلس العسكري بالمقاومة الجنوبية في اليمن، الأربعاء 19 ديسمبر/كانون الأول 2018، إنه تعرض للاعتقال والتعذيب في سجن خاضع للإمارات في محافظة عدن (جنوب).
ولم يتسن على الفور الحصول على تعقيب من سلطات أبوظبي، التي تشرف بشكل رئيسي على الملف العسكري والأمني في المحافظات اليمنية الجنوبية والشرقية المحررة من جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، منذ منتصف 2015.
وبثت فضائية الجزيرة القطرية، مساء الأربعاء، مقابلة متلفزة مع الحسني، قال فيها إنه اعتقل لأكثر من عام في سجن المنصورة الخاضع لسيطرة الإماراتيين في عدن.
وقال الحسني الذي كان في صفوف المقاومة ضد الحوثيين: "تم اعتقالي وتعذيبي بتهمة التحريض على الإمارات وخلق فوضى ضدهم، طلبوا مني العمل معهم لتصفية الشيخ أحمد صالح العيسي، نائب مدير مكتب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي".
وأوضح أن "أساليب التعذيب الوحشية بلغت من الإماراتيين حد التهديد بالاغتصاب (…) جميع اليمنيين يتم تعذيبهم وهم عراة لكسر نفسياتهم".
وتابع أن "عصابات محمد بن زايد (ولي عهد أبو ظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة) صفّت حتى الآن أكثر من 100 من معارضي الإمارات في الجنوب (اليمن)".
وتابع أن "ضابط استخبارات إماراتي يدعى (أبوخليفة سعيد المهيري) في البريقة (إحدى مديريات عدن) يقود عصابات الاغتيالات (…) وهو الذي أمر باعتقالي في سجن المنصورة، الذي يخضع للإمارات".
وأردف أن "ضابطًا إماراتيًا يدعى (أبو متعب علي بن حمدان الشحي) توعد بعض المسجونين (اليمنيين) بالتصفية (…) و آخر يدعى (هاني بن بريك) توعد بأسر الأئمة للاستيلاء على مساجدهم في اليمن".
وأضاف الحسني أن أحمد، نجل الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح (1978-2012) نفذ أوامر أبو ظبي بانسحاب قوات الحرس الجمهوري، إذ ينص اتفاق بين الطرفين على أن ينسحب الحرس الجمهوري من الجنوب كاملًا، مقابل ضمان مستقبل أحمد وإخوته.
وشغل أحمد صالح (46 عامًا) منصب قائد الحرس الجمهوري لمدة 8 سنوات (2004 – 2012)، ثم سفير اليمن في الإمارات (2013-2015).
والإمارات هي ثاني أكبر دول تحالف عسكري عربي، تقوده الجارة السعودية، ويدعم القوات الحكومية اليمنية، في مواجهة المسلحين الحوثيين، المتهمين بتلقي دعمًا من إيران.
وبين الحين والآخر، تواجه الإمارات اتهامات بالابتعاد عن الهدف الذي جاءت من أجله إلى اليمن.
واتهم وزير النقل اليمني، صالح الجيواني، في فبراير/ شباط الماضي، أبو ظبي بـ"دعم فصائل مسلحة خارج نطاق الشرعية لتعميم الفوضى".
وطال دور الإمارات، خلال العامين الماضيين، اتهامات بـالعمل على إضعاف سلطة الحكومة الشرعية في المناطق التي يفترض أنها خاضعة لها، وامتلاك أهداف خفية في اليمن.
وتنفي أبوظبي عادة صحة هذه الاتهامات، وتقول إنها قدمت مساعدات لليمنيين منذ بداية الحرب بأكثر من 2.7 مليار دولار، فضلًا عن تقديم مساعدات طبية عبر الهلال الأحمر الإماراتي لمكافحة الكوليرا، استفاد منها أكثر من 300 ألف يمني.
ويعاني اليمن، منذ أكثر من أربع 3 سنوات، من حرب خلفت أوضاعًا معيشية وصحية متردية للغاية، بات معها معظم السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية، بحسب الأمم المتحدة.