كشف تقريران وُضعا بطلب من الكونغرس الأميركي، أن حملة الدعاية التي قامت بها روسيا على شبكات التواصل الاجتماعي قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية في 2016 سعت إلى تحريض السود على الامتناع عن التصويت، قبل أن تستهدف المدعي الخاص روبرت مولر شخصياً، بعد فوز دونالد ترامب.
روسيا تنفي
ونفى الكرملين، الثلاثاء 18 ديسمبر/كانون الأول 2018، اتهامات واشنطن، وقال إنها "غير مفهومة". وقال ديمتري بيسكوف، الناطق باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن التقريرين "لم يُسبِّبا شيئاً سوى عدم الفهم".
وأضاف بيسكوف، الذي كان يتحدث للصحافيين في مؤتمر هاتفي: "إنهما ينقلان اتهامات عامة، وبعضها غير واضح إطلاقاً بالنسبة لنا".
وقال التقريران إن وكالة "إنترنت ريسيرتش إيجنسي" الروسية، التي تتخذ من مدينة سان بطرسبورغ مقراً لها، ويعتبرها القضاء الأميركي دمية يحركها ويمولها الكرملين، عملت خلال حملة الانتخابات الرئاسية على ردع شريحة واسعة من الأميركيين الأقرب بشكل عام للديمقراطيين، مثل الشباب والأقليات العرقية المثليين، عن التصويت.
وقد ركَّزت الوكالة الروسية خصوصاً على الناخبين السود، بعد تحليل هو الأكمل حتى اليوم، لآلاف الرسائل والمنشورات التي وضعتها على شبكات التواصل الاجتماعي بين 2015 و2017. وأجرت التحليلات جامعة أوكسفورد، وخبراء في وسائل الإعلام الجديدة في مؤسسة "غرافيكا".
أما التقرير الثاني الذي طلبه الكونغرس، فقد أعدَّته شركة "نيو نوليدج" وجامعة كولومبيا خصوصاً.
وأوضح هذا التقرير أن وكالة "إنترنت ريسيرتش إيجنسي" أنشأت عدة حسابات تحت أسماء أميركية كاذبة، موجَّهة إلى السود. وكان أحد هذه الحسابات باسم "بلاكتيفيست"، يطلق رسائلَ سلبية حول المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، التي اتَّهمها بأنها "انتهازية"، و"لا يهمها سوى كسب الأصوات".
رجل "فاسد"
وكتب مُعدّو التقرير أن "هذه الحملة كانت تهدف إلى إقناع الناخبين بأن أفضل طريقة للدفاع عن قضية مجموعة الأميركيين من أصل إفريقي، هي مقاطعة الانتخابات والتركيز على قضايا أخرى".
في الوقت نفسه، كشف التقرير الأول أن قسماً من 3841 حساباً على فيسبوك وإنستغرام وتويتر ويوتيوب، التي رُصدت، كانت تسعى لدفع الناخبين البيض القريبين من الجمهوريين إلى المشاركة في الانتخابات.
وأضاف أن هذه الرسائل كانت تدعم مواقف الجمهوريين في عدد من القضايا -الدفاع عن الحق في حيازة السلاح ومكافحة الهجرة- من دون أن تشير إلى مرشح مفضل. لكن عندما تبيَّن أن ترشيح ترامب بات ثابتاً أصبحت رسائل الوكالة الروسية ترجح كفّته بشكل واضح.
وأفادت دراسة لمعهد "بيو" للأبحاث (بيو ريسيرش سنتر)، سجلت مشاركة الناخبين البيض ارتفاعاً في انتخابات 2016، بينما تراجعت نسبة السود الذين صوَّتوا 5 نقاط، إلى 59,6%.
ووجَّه القضاء الأميركي اتهامات عدة إلى عاملين في الوكالة الروسية التي يمولها المسؤول الثري يفغيني بريغوجين، بتهمة التدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016.
دورهم بعد فوز ترامب
وتطوّرت الحملة الدعائية؛ إذ وجدت هدفاً جديداً بعد فوز الرئيس ترامب في الانتخابات، تَمثَّل بالمدعي الخاص روبرت مولر، المكلف بالتحقيق في شبهات بالتواطؤ بين فريق حملة المرشح الجمهوري وروسيا، كما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" مساء الإثنين.
فقد تقاسمت حسابات يغذيها الروس منشورات تؤكد أن مولر رجل "فاسد". ووصل الأمر بأحد مستخدمي إنستغرام إلى حد القول إنّ المدعي الخاص عمل في الماضي مع "جماعات إسلامية متطرفة".
وكرَّر بيسكوف نفي روسيا لأي تدخل في الانتخابات. وقال إن "الدولة الروسية، والحكومة الروسية لا علاقة لهما بأي تدخل، وخصوصاً نوع التدخل الذي وصف بهذه العبارات المبهمة".