قالت وكالة رويترز نقلاً عن مصادر، إن رئيس المخابرات التركية سافر إلى واشنطن للقاء أعضاء في مجلس الشيوخ ومسؤولين بالمخابرات، في محاولة لتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة بعد تدهورها الصيف الماضي.
وأكدت الوكالة نقلاً عن "خمسة مصادر مطلعة، طلبت عدم ذكر أسمائها"، أن هاكان فيدان، وهو من المقربين للرئيس رجب طيب أردوغان، التقى أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي، لمناقشة ملفات متعلقة بحلف شمال الأطلسي، ومن المتوقع أن يلتقي مسؤولي استخبارت أميركيين في وقت لاحق من الجمعة 7 ديمسبر/كانون الأول 2018.
وأضافت أن قضية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، نوقشت في اجتماع مع أعضاء مجموعة مراقبة حلف شمال الأطلسي، التي تضم أعضاء من الحزبين بمجلس الشيوخ تدعم الحلف.
وأشارت إلى أن القضية لم تكن موضوع المناقشات المحوري مع أعضاء مجلس الشيوخ، كما أحجم الجانب التركي عن تركيز الاجتماعات عليها. لكن أعضاء بارزين في مجلس الشيوخ الأميركي قالوا إنهم يريدون معاقبة السعودية على جريمة مقتل خاشقجي رغم قرار الرئيس دونالد ترامب مساندة الرياض، حليفة واشنطن منذ فترة طويلة.
هل تتحسن العلاقات بين الدولتين؟
وعلى الرغم من تعاون الدولتين فيما يتعلق بالتحقيق في جريمة مقتل خاشقجي، فإن العلاقات الأميركية-التركية شهدت الكثير من التوتر، بسبب خلافات حول عدد من القضايا، بدءاً بسوريا وانتهاء برغبة أنقرة في شراء أنظمة دفاعية روسية.
وبدأت العلاقات بين أنقرة وواشنطن في التحسن بعد الإفراج عن القس الأميركي أندرو برانسون، في أكتوبر/تشرين الأول 2018، بعد محاكمته بتهم متعلقة بالإرهاب وسجنه في تركيا.
لكن، ما زالت هناك خلافات بين الدولتين العضوتين بحلف شمال الأطلسي فيما يتعلق بقضايا أخرى، من بينها السياسة الأميركية في سوريا، ومساعي أنقرة لشراء أنظمة صاروخية دفاعية روسية، وطلبها من الولايات المتحدة تسليم فتح الله غولن، رجل الدين التركي الذي تتهمه بتدبير انقلاب فاشل في 2016. وينفي غولن أي ضلوع في الأمر.
فيدان ربما يلتقي هاسبل
وقالت المصادر إنه من المتوقع أن يناقش فيدان مقتل خاشقجي، خلال اجتماعه بمسؤولي الاستخبارات الأميركيين. ولم يتضح بعدُ إن كان فيدان سيلتقي مديرة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) جينا هاسبل.
حيث خلصت "سي آي إيه"، بدرجة ثقة مرتفعة، إلى أن ولي العهد، وهو الحاكم الفعلي للمملكة، أمر بقتل خاشقجي عندما زار القنصلية في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول 2018.
لكن ترامب شكك في تقدير "سي آي إيه"، وقال إن الوكالة لم تصل إلى نتيجة حاسمة بهذا الشأن. كما قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، إنه ليس هناك دليل مباشر يربط الأمير بعملية القتل.
أردوغان علّق على إحاطة فيدان للكونغرس بقضية خاشقجي
في السياق ذاته، وفي وقت سابق من نهار الجمعة، علّق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على تقارير تحدثت عن إحاطة فيدان الكونغرس الأميركي حول جريمة قتل خاشقجي، الجمعة. وقال أردوغان: "إنه قد يكون رئيس جهاز الاستخبارات التركي زار الكونغرس الأميركي".
وأضاف الرئيس التركي بحسب ما نقلته وكالة الأناضول: "ربما يكون قد حدث تطور من هذا القبيل (زيارة الكونغرس)، لأننا نرغب أيضاً في إطلاعهم على ما لدينا من معلومات، ولكنني لست على علمٍ بما إذا كانت إحاطة (الكونغرس) قد حدثت".
جدير بالذكر أن وسائل إعلامية عالمية تحدثت مؤخراً عن "إحاطة" رئيس جهاز الاستخبارات التركي، هاكان فيدان، الكونغرس الأميركي بخصوص قضية قتل خاشقجي، وبحث الموضوع في العاصمة واشنطن مع مديرة وكالة الاستخبارات الأميركية "سي آي إيه"، جينا هاسبل.