تبنى الاتحاد الأوروبي، الخميس 6 ديسمبر/كانون الأول 2018، تعريفاً جديداً لـ"معاداة السامية"، استثنى مناهضة الصهيونية وإسرائيل، في قرار شكّل خيبة أمل لتل أبيب، وفق إعلام عبري.
حيث ذكرت صحيفة "هآرتس"، أن الاتحاد الأوروبي لم يعتبر، في قراره، "مناهضة الصهيونية وحملات مقاطعة إسرائيل ممارسات معادية للسامية، الأمر الذي يشكل خيبة أمل لإسرائيل ومناصريها".
ورفضت عدة دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي أن تشمل الممارسات التي يصنفها الاتحاد الأوروبي بأنها معادية للسامية، المواقف المناهضة للصهيونية، وحملات مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها، المعروفة اختصار بـ "BDS".
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن الدولتين اللتين عارضتا اعتبار مناهضة إسرائيل والصهيونية ممارسات معادية للسامية، هما السويد وإسبانيا. وأوضحت أن السويد طالبت بأن يشمل القرار العنصرية ضد المسلمين أيضاً، وتم رفض طلبها، لأن القرار يشمل أشكال العنصرية كافة.
ما السبب وراء معارضة السويد وإسبانيا للقرار؟
إلى ذلك، ذكرت "يديعوت أحرونوت"، أن السبب الحقيقي وراء معارضة السويد وإسبانيا هو قلقهما من استخدام تعريف معاداة السامية لقمع منتقدي إسرائيل.
وقالت "يسرائيل هيوم"، إن البيان دعا جميع الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي إلى تبني تعريف معاداة السامية المتعارف عليه لدى التحالف الدولي لذكرى "الهولوكوست".
ويضم هذا التعريف بنوداً تربط بين معاداة السامية وبعض الممارسات المرتبطة بإسرائيل، مثل "رفض الاعتراف بحق اليهود في تقرير مصيرهم"، و"مقارنة ممارسات إسرائيل بتلك النازية" وغيرها.
تل أبيب تريد قمع منتقدي ممارسات إسرائيل كـ"قوة احتلال"
وأضافت الصحيفة أن بيان الاتحاد الأوروبي لم يتطرق بصراحة إلى ما تصفه إسرائيل ومناصروها، بـ "معاداة السامية الإسلامية" التي تعتبر أشد خطراً على الأقليات اليهودية في أوروبا، لكنه تطرق بشكل صريح إلى "مناهضة السامية النابعة من النازية الجديدة".
ومن أبرز النقاط التي وردت في بيان الاتحاد الأوروبي، حسب صحيفة "يسرائيل هيوم"، دعوة الدول الأعضاء كافة بالاتحاد إلى تبني وتطبيق استراتيجية مكافحة أشكال معاداة السامية كافة، كجزء من سياسات مكافحة العنصرية وكراهية الأجانب والتطرف والعنف.
كما يدعو البيان دول الاتحاد التي لم تقم حتى الآن بتبني تعريف معاداة السامية الخاص بالتحالف الدولي لذكرى "الهولوكوست" كأداة إرشادية في التعليم، ولدى وكالات إنفاذ القانون بجهودها في التحقيق في الاعتداءات المناهضة للسامية.
وتسعى المنظمات المؤيدة لإسرائيل إلى استخدام تعريف معاداة السامية المذكور، لقمع منتقدي ممارسات إسرائيل كـ "قوة احتلال".
ويتم ذلك عبر ربط الانتقاد لها باعتبارها "دولة اليهود"، وهذا ما تنفيه المنظمات المؤيدة للحقوق الفلسطينية مثل "BDS"، التي قالت على موقعها الالكتروني، إنها ترتكز على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بشكل شامل، وتعارض بشكل قاطع ومبدئي، جميع أشكال العنصرية، وضمن ذلك الإسلاموفوبيا ومعاداة السامية.