قالت صحيفة The Sun البريطانية، إن البريطاني الذي ضرب وحاول خنق اللاجئ السوري ببريطانيا في أثناء عودته من المدرسة بالمياه، لجأ إلى الاختباء بعد تلقيه تهديدات بالقتل.
وقال الفتى، البالغ من العمر 16 عاماً، إنَّه كان "يشعر بالخوف على حياته" بعد انتشار الفيديو الذي يوضح الاعتداء، على نطاق واسع بالإنترنت.
وفي مقابلة مع تومي روبنسون مؤسس رابطة الدفاع الإنكليزية، قال المراهق، الذي لا يُمكن ذكر اسمه لأسباب قانونية: "أصبح عنوان منزلي مَشاعاً، وكان أشخاصٌ يظهرون فجاة أمام منزلي في سيارات، (لقد تعرضت) لكل هذا النوع من الأمور. لجأنا إلى الاختباء، لأننا تعرضنا لكل هذه التهديدات، تهديدات بالاغتصاب والقتل"، بحسب الصحيفة البريطانية.
يأتي هذا بعد انتشار مقطع فيديو على نطاق واسع بشبكة الإنترنت، يظهر فيه الصبي الضحية، الذي يدعى جمال ويبلغ من العمر 15 عاماً، وهو يُطرح أرضاً ويُهدَّد في مدرسة بمدينة هادرزفيلد في غرب يوركشير.
الشاب البريطاني ينكر واقعة التنمر
لكن المراهق نفى للموقع الإلكتروني لصحيفة The Sun البريطانية، أنَّه كان يتنمر على زميله السوري، مدعياً أنَّ الاثنين كانا "على وفاق".
وفي بيان مكتوب بخط اليد أرسله إلى الموقع، أنكر الفتى أنَّه كان عنصرياً في تصرفه، قائلاً إنَّه يتحمل المسؤولية كاملة عما حدث.
وسبق أن شارك الفتى على الشبكات الاجتماعية منشورات لحركة "بريطانيا أولاً"، التي توصف بأنَّها جماعة عنصرية.
وقال الفتى، الذي لجأ إلى الاختباء هو وأسرته منذ ذلك الحين، إنَّ الجماعة اليمينية"تفعل الصواب" وشارك روابط لتومي روبنسون يسخر فيها من النقاب.
وانتشرت تقارير تفيد بأنَّ والدته مُدانة بالعنصرية، ومثلت للمحاكمة بعد أن بصقت في وجه مالك مطعم مسلم، ونعتته بأنَّه "عديم الأخلاق" و"إرهابي".
منذ الهجوم على اللاجئ السوري، تحدث والد الضحية علناً، وكشف كيف أنَّه محطَّم، لاستهدف ابنه في الواقعة.
وقال الوالد إنَّه شعر بالراحة بالمجيء إلى إنكلترا، لكنَّه لا يشعر بعد الآن لا هو ولا أسرته بالأمان.
وقال: "في البداية، اعتقدت أننا قادمون إلى الملاذ والأمان، لكن عندما رأيت ما حدث لأطفالي لا أعرف ماذا أقول".
وتعهدت أسرة الفتى أيضاً بمقاضاة تومي روبنسون بعدما زعم الناشط اليميني المتطرف أنَّ الفتى استُهدف في هجوم انتقامي.
محاولة الوقيعة بين اللاجئين والبريطانيين
والأسبوع الماضي، اعترف روبنسون بأنَّه نشر أخباراً كاذبة تتضمن مهاجمة مسلمين للأطفال البيض بعد الخوض في الشجار على خلفية واقعة التنمر التي تعرض لها اللاجئ السوري.
وجرت مشاركة مقطع الفيديو، الذي يُظهر الضحية ويده في الجبيرة وهو يُطرح على أرض ملعب المدرسة عن طريق جذبه من رقبته، في حين يقول مهاجمه: "سأُغرقك بالماء"، عشرات الآلاف من المرات.
ثم سكب المهاجم زجاجة ماء على وجه الصبي السوري، في حين كان آخرون يشاهدون الأمر ويهتفون.
بعد إطلاق صفحة تحمل اسم "GO Fund ME" لجمع التبرعات للفتى السوري وأسرته، تبرع أشخاص بأكثر من 125 ألف إسترليني (160 ألف دولار) في أقل من 48 ساعة.
تحدثت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، عن الواقعة بعد حدوثها، قائلة إنَّ الأموال التي جُمعت لدعم الضحية أظهرت "الروح الحقيقة للبريطانيين".
وأكدت شرطة غرب يوركشير في وقتٍ سابقٍ، أنَّ الفتى المهاجِم خضع للاستجواب على خلفية الواقعة.
وقالوا إنَّه جرى استدعاؤه للمثول أمام محكمة الشباب، لارتكابه جريمة الاعتداء على شخص.