قال الصبي السوري اللاجئ في بريطانيا، الذي تعرّض للضرب والتهديد بالإغراق على يد تلاميذ آخرين، إنه لم يعد يشعر بالأمان في مدرسته.
وقالت صحيفة Independent البريطانية إن تعلقيات الصبي السوري جاءت بعد نشر مقطع فيديو جديد لفتاة يُقال إنَّها شقيقة الصبي، في أثناء تعرضها للإيذاء الجسدي في نفس المدرسة، وهي مدرسة ألموند بيري كوميينتي، في مدينة هدرسفيلد الإنكليزية.
وقالت الشرطة البريطانية، إنَّها أجرت مقابلةً مع صبي يبلغ من العمر 16 عاماً، كان من بين المعتدين، بشأن الهجوم على الصبي اللاجئ، وأُبلِغ باستدعائه للمثول أمام إحدى محاكم المُراهقين بتهمة ارتكاب جريمة اعتداء.
استجواب الجاني
واستجوبت الشرطة الصبي بشأن مقطع الفيديو الذي يظهر فيه الضحية، البالغ من العمر 15 عاماً وذراعه داخل جبيرة، وهو يُطرَح أرضاً، بحسب الصحيفة البريطانية.
ويُجَرُّ الفتى أرضاً من رقبته في الفيديو قبل أن يقول المُهاجِم: "سأُغرِقك"، وهو يصب الماء من زجاجةٍ إلى داخل فمه بالقوة.
وكان الصبي الضحية قد نزح من محافظة حمص السورية، التي مزقتها الحرب، مع أسرته، ولا يشعر الآن بالأمان تجاه الذهاب إلى المدرسة، في أعقاب الحادثة التي وقعت الشهر الماضي.
وقال الصبي لشبكة ITV News البريطانية: "أستيقظ ليلاً وأنهار في البكاء بسبب هذه المشكلة. فهم يرونني مختلفاً، مختلفاً عنهم جميعاً. لا أشعر بالأمان في المدرسة، وأحياناً أقول لوالدي (لا أرغب في الذهاب إلى المدرسة بعد الآن). لقد كنت أبكي فقط، ولم أفعل شيئاً لأنني أحترم قواعد المدرسة".
وقال بعض مؤيدي اللاجئين إنهم بصدد تنظيم تظاهرةٍ أمام المدرسة، مُؤكِّدين على سلميتها.
أخته هي الأخرى تعرضت للاعتداء
ويبدو أنه ليس الضحية الوحيدة، إذ أظهر مقطع فيديو آخر نُشِر مؤخراً فتاةً ترتدي الحجاب، يقول مُحامي العائلة إنها شقيقة الصبي، وهي تُدفَع إلى الأرض بالقوة على حافةٍ عُشبيةٍ، بواسطة مجموعةٍ من الناس.
ويبدو أن الجاني في الحادثة الأولى كان وراء المئات من التهديدات العنيفة على شبكة الإنترنت.
ويحتوي حسابٌ على موقع فيسبوك، يُعتقد أنه صاحبه، على العديد من الموضوعات التي أعاد نشرها من حساب مؤسِّس رابطة الدفاع الإنكليزية تومي روبنسون، وهو مُحتال مُدان بحكمٍ من المحكمة، واسمه الحقيقي ستيفن ياكسلي-لينون.
ويتضمن أحد تلك المنشورات، التي تُشير على الأغلب إلى تعليقات بوريس جونسون عن النساء المسلمات اللاتي يرتدين الحجاب: "هل يتعيَّن على بريطانيا أن تحظر صناديق البريد بسبب كل تلك المتاعب التي يُحدِثونها؟".
وسُجِنَ روبنسون بتهمة ازدراء المحكمة في وقتٍ مبكرٍ من العام الجاري، بعد أن نشر مقاطع فيديو عن قضية استدراج أطفالٍ تورَّط فيها رجالٌ آسيويون من هدرسفيلد. وأُطلق سراحه باستئنافٍ بعد ذلك.
وقدَّم الصبي، البالغ من العمر 16 عاماً، بياناً مكتوباً لصحيفة The Sun Online البريطانية، أعلن فيه تحمله مسؤولية أفعاله، لكنَّه أنكر ممارسة التنمر ضد الصبي الأصغر.
وأضاف: "هذه حادثةٌ فردية ونتجت عن مشادة وقعت بيننا في وقتٍ سابقٍ من ذلك اليوم. ليست الحادثة عرقية، فعلاقتنا كانت جيدةً حتى ذلك اليوم".
وشجَّع مقطع الفيديو، الذي يُظهِر الهجوم الأول، والذي انتشر على نطاقٍ واسعٍ، عدداً من فاعلي الخير على إطلاق صفحة تمويلٍ جماعيٍ للضحية على الإنترنت، وجمعت الصفحة أكثر من 105 آلاف يورو (119 ألف دولار أميركي) من التبرعات في يومٍ واحد.