أعلن حزب جبهة التحرير الوطني تشكيل "هيئة مسيرة" لقيادة الحزب الحاكم في الجزائر برئاسة رئيس المجلس الشعبي الوطني (البرلمان) معاذ بو شارب بأوامر من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، مؤكداً بذلك استقالة الأمين العام السابق قبل أسبوعين.
وجاء في بيان للحزب الحاكم، الأحد 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، الذي يترأسه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة "تطبيقاً لتعليمات فخامة رئيس الجمهورية، رئيس حزب جبهة التحرير الوطني السيد عبدالعزيز بوتفليقة (…) فقد تقرر انشاء هيئة لتسيير (الحزب) برئاسة المنسق معاذ بوشارب" رئيس مجلس النواب، وهو من وقع البيان.
وكان إعلان استقالة الأمين العام السابق جمال ولد عباس من الحزب الحاكم في الجزائر "لأسباب صحية" عبر وكالة الأنباء الرسمية في 14 تشرين الثاني/نوفمبر، ثم نفيه في نفس اليوم من أحد قياديي الحزب، أحدث لغطاً لدى وسائل الإعلام.
التحضير لمؤتمر استثنائي في الحزب الحاكم في الجزائر
وضمت الهيئة الجديدة في حزب جبهة التحرير الوطني ، إضافة إلى المنسق ستة أعضاء خمسة منهم كانوا في المكتب السياسي السابق للحزب، يشكلون "أمانة هيئة التسيير" على أن يتم تشكيل هيئة تنفيذية "في وقت لاحق" في الحزب الحاكم في الجزائر ، بحسب البيان الذي نقلته وكالة الأنباء الفرنسية.
وأضاف البيان أن القيادة الجديدة في الحزب الحاكم في الجزائر ستقوم بتحضير مؤتمر استثنائي لم يتم تحديد موعده، ينتظر أن ينبثق منه أمين عام جديد ولجنة مركزية ومكتب سياسي.
وخلف ولد عباس في 22 تشرين الأول/أكتوبر 2016 عمار سعداني الذي استقال بدوره بشكل مفاجئ "لأسباب صحية".
ولم يشر بيان القيادة الجديدة في حزب جبهة التحرير الوطني بأي شكل من الأشكال إلى ترشيح بوتفليقة لولاية خامسة.
وكان ولد عباس أعلن نهاية تشرين الأول/أكتوبر ترشيح الحزب بوتفليقة لولاية خامسة في الانتخابات المقررة في 2019، بينما يثير وضعه الصحي جدلاً كبيراً في الساحة السياسية.
واضطر ولد عباس المؤيد بقوة لبوتفليقة (81 عاماً) الذي يحكم البلاد منذ 1999، إلى تغيير لهجته بعد 24 ساعة من إعلان ترشيح الرئيس بالتأكيد أنه "لم يتلق رداً على طلبه" من المعني الأول بالأمر.
رئاسة بوشارب حزب جبهة التحرير الوطني بـ"أوامر" من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة
وتفادى بوشارب خلال الندوة الصحافية التي عقدها عقب تنصيبه رئيسا للجنة المنسقة في حزب جبهة التحرير الوطني ، الحديث عن قضية ترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة خامسة في انتخابات 2019، موضحاً قوله بالعامية "الخبر يجيبوه التوالا" بمعنى أن قرار ترشح الرئيس بوتفليقة في حال ما تم فعلاً سيعلن عنه في وقته.
في مقابل ذلك، دافع خليفة جمال ولد عباس، عن برنامج الرئيس بوتفليقة مع تأكيده على حزب جبهة التحرير الوطني سيبقى وفياً لرئيسه الفعلي وسيسانده، وقال "سنبقى أوفياء للخط الأصيل لحزب جبهة التحرير وسنبقى داعمين لبرنامج رئيس الجمهورية".
ودافع رئيس المجلس الشعبي الوطني، معاذ بوشارب عن منصبه الجديد كمنسق الحزب الحاكم في الجزائر ، خلفاً للأمين العام السابق المستقيل جمال ولد عباس، بالقول "أنا منسق للأفلان بقرار من الرئيس بوتفليقة".
في رد صريح على بعض أعضاء المكتب السياسي الذين عارضوا خيار توليه الأمانة العامة للأفلان بسبب عدم حيازته عضوية اللجنة المركزية.
وقال معاذ بوشارب الأحد، بالجزائر العاصمة، إن استحداث أمانة هيئة التسيير جاء "بتعليمات وأوامر رئيس الجمهورية لتسير شؤون حزب جبهة التحرير الوطني"، وبرّر المتحدث ذلك بـ"إعادة الاعتبار للأفلان ولملمة مناضلي حزب جبهة التحرير الوطني والتحضير لمؤتمر استثنائي سيبدأ التحضير له انطلاقاً من اليوم".