اعتبر وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، الأربعاء 21 نوفمبر/تشرين الثاني، أن الدعوات إلى تحميل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان المسؤولية في قضية قتل الصحافي جمال خاشقجي تشكل "خطاً أحمر"، مطالباً الجانب التركي بوقف التسريبات الإعلامية.
وقال الجبير في مقابلة مع تلفزيون "بي بي سي" البريطاني إنّه لن يتم التسامح مع أي نقاش يحط من شأن ولي العهد أو والده العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز.
الدعوة لعزل ولي العهد خط أحمر
وتعهد الجبير بمعاقبة المسؤولين عن ذلك، وحث تركيا على وقف تسريبات بشأن تفاصيل التحقيقات الجارية والكشف عما لديها من أدلة.
وأضاف: "في المملكة العربية السعودية، حكومتنا خط أحمر. خادم الحرمين الشريفين وولي العهد هما خط أحمر". والدعوة إلى عزل ولي العهد "خط أحمر" ولا تسامح بشأنها.
وكانت وكالة رويترز قد نقلت عن 3 مصادر وصفتها بالمقرّبة من البلاط الملكي السعودي، الثلاثاء 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، أن العديد من أفراد العائلة الحاكمة يسعون لمنع وليّ العهد محمد بن سلمان من أن يصبح ملكاً.
وأضافت أن عشرات من الأمراء وأبناء العم من فروع قوية لأسرة آل سعود يريدون أن يروا تغييراً في خط الخلافة على رأس الهرم.
وأشار الجبير إلى "أن الملك وولي عهده يمثلان كل مواطن سعودي، وكل مواطن سعودي يمثلهما، ولن نقبل أي نقاش يشوّه سمعة ملكنا أو ولي عهدنا".
وشدد الجبير على أنّ ولي العهد لا علاقة له بجريمة القتل، قائلاً: "كنا واضحين جداً. وفتحنا تحقيقاً ما زال مستمراً وسنعاقب الأفراد المسؤولين".
الجبير يطالب تركيا بوقف التسريبات
وطالب الجبير تركيا بتوفير المعلومات التي تملكها ووقف إرسالها إلى وسائل الإعلام.
واعتبر وزير الخارجية السعودي أن مقتل الصحافي كان "عملية خارجة عن السيطرة" لعناصر مخابرات.
وقال الجبير رداً على سؤال بشأن الدعوة إلى فرض عقوبات أميركية إنه حديث "قصير النظر"، ونفى مزاعم التعتيم مشيراً إلى وجود ثغرات في التحقيقات بما في ذلك موقع جثة خاشقجي التي قيل إنها تعرضت لتشويه.
وتجاهل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأربعاء، الانتقادات بسبب تصريحاته بشأن مقتل خاشقجي، وأشاد بالسعودية مقدماً لها الشكر على مساعيها لإبقاء أسعار النفط منخفضة.
وواجه ترامب انتقادات لأنّ بيانه الذي صدر بلهجة غير معتادة الثلاثاء تجاهل قتل خاشقجي بسبب ما وصفها بأنها مصالح استراتيجية واقتصادية أكثر أهمية.
وقتل خاشقجي في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول وقطعت جثته بعد دخوله القنصلية السعودية في إسطنبول. وكان مقيماً في الولايات المتحدة ويكتب في صحيفة واشنطن بوست، ودأب على انتقاد ولي العهد السعودي.
وبعد نفي طويل، أقرت السلطات السعودية بالمسؤولية عن مقتله، وقالت إنها اعتقلت 21 شخصآ. إلا أن تحليلاً للسي آي إيه تم تسريبه إلى الإعلام الأميركي أشار بأصابع الاتهام لولي العهد الذي يقيم علاقات وثيقة مع البيت الأبيض.