اتهمت تركيا، الأربعاء 21 نوفمبر/تشرين الثاني، الولايات المتحدة بمحاولة غض الطرف عن قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في إسطنبول، ووصفت تعليقات من الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن المسألة بأنها "كوميدية".
وتعهّد ترامب، أمس الثلاثاء، بأن يظل "شريكاً راسخاً" للسعودية على الرغم من قوله إن وليّ العهد الأمير محمد بن سلمان ربما كان لديه علم بخطة قتل خاشقجي.
وعن احتمال ضلوع الأمير محمد في عملية القتل قال ترامب: "ربما كان على علم به وربما لا!". وتتناقض تصريحاته مع تقييم وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه) التي تعتقد أن موت خاشقجي كان بأمر مباشر من وليّ العهد، الحاكم الفعلي للسعودية.
ورفض نعمان قورتولموش، نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، تقييم ترامب وقال لتلفزيون (تي آر تي خبر) الحكومي: "تصريحات أمس تصريحات كوميدية".
وأضاف: "لا يمكن لوكالة مخابرات مثل السي آي إيه التي تعرف حتى لون القط الذي يتجول في حديقة القنصلية السعودية ألا تعرف مَنْ أعطى هذا الأمر.. هذا شيء لا يمكن أن يصدقه لا الرأي العام الأميركي ولا الرأي العام العالمي".
وكان وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو، أكد أمس الثلاثاء، إصرار تركيا على الكشف عن جميع ملابسات مقتل الإعلامي السعودي جمال خاشقجي، وذلك بعد البيان الذي أصدره الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن جريمة القتل.
وقال تشاويش أوغلو: "هناك أسئلة لا تزال دون أجوبة بشأن مقتل خاشقجي، ونريد الكشف عن الجهة التي أصدرت التعليمات"، وأضاف أن تركيا تصرُّ "على كشف جميع ملابسات مقتل خاشقجي، وإبلاغ الولايات المتحدة بذلك"، وفقاً لما نقلته وكالة أنباء "الأناضول" التركية الرسمية.
وأوضح أن "تركيا ترى حادثة خاشقجي جريمة ينبغي الكشف عنها، ولا تنظر لها كموضوع سياسي". وقال إن "العديد من الدول لا ترغب في تقويض علاقاتها مع السعودية بسبب مقتل خاشقجي ونحن لا نرغب في ذلك.. ولكن يجب الكشف عن الجريمة".
وفي بيانه الذي صدر مساء الثلاثاء بعنوان "أميركا أولاً"، قال ترامب: "تواصل وكالاتنا الاستخباراتية تقييم جميع المعلومات، لكن من المحتمل جداً أن يكون ولي العهد على علم بهذا الحدث المأساوي، ربما كان وربما لم يكن!".
وأضاف: "قد لا نعرف أبداً الحقائق المحيطة بمقتل خاشقجي"، وتابع بالقول إن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز ووليّ عهده نفيا أي علم بتخطيط أو تنفيذ عملية قتل خاشقجي.
وأكد ترامب أن "السعودية حليف قوي وسنحافظ على شراكتنا معها من أجل مصالح دولتنا وإسرائيل وشركائنا بالمنطقة". وقال إن "السعودية تساعدنا في مواجهة إيران والإرهاب وفي الحفاظ على أسعار النفط".
وأشار ترامب إلى أن السعودية وافقت على استثمار 450 مليار دولار في أميركا، منها 110 مليارات دولار لشراء أسلحة من الولايات المتحدة، قائلاً إنه يجب أن يضع المصالح الأميركية في اعتباره وإن "أميركا أولاً".