يزور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ، ثلاث دول عربية تشمل الإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر يوم الجمعة المقبل قبل التوجه إلى الأرجنتين للمشاركة في قمة العشرين. في الوقت الذي تتصاعد فيه أزمة مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، وتوجيه أصابع الاتهام بشكل غير رسمي إلى الأمير محمد بن سلمان بالمسؤولية عن جريمة القنصلية
زيارة ولي العهد السعودي للدول العربية الثلاث، في أولى جولاته الخارجية، تأتي بعد زيارات وتصريحات، قام بها ممثلين لمصر والإمارات، والبحرين، للمملكة، لإعلان دعمهم للملك سلمان وولي العهد، ما يربط بين الزيارة ومناقشة ملف خاشقجي.
وقال مصدر دبلوماسي خليجي في العاصمة السعودية الرياض، اليوم الثلاثاء، 20 نوفمبر/تشرين الثاني، طلب عدم الكشف عن هويته، لوكالة الأنباء الألمانية "د.ب.أ"، إن محادثات ولي العهد السعودي في الإمارات والبحرين ومصر ستتناول تطورات الوضع في اليمن وسبل مواجهة الإرهاب وإيران ومسار عملية السلام في المنطقة، إضافة إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين الرياض وعواصم تلك الدول.
دعم عربي للمملكة في أزمة مقتل جمال خاشقجي
وزير الخارجية المصري سامح شكري زار المملكة العربية السعودية في نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والتقى الملك سلمان، وسلّمه رسالة من الرئيس عبدالفتاح السيسي.
ونقل شكري إلى خادم الحرمين الشريفين تحيات وتقدير الرئيس عبدالفتاح السيسي، فيما أبدى الملك تحياته وتقديره للرئيس المصري.
وقالت الخارجية، في بيان لها نشرته على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إن الرسالة تضمنت التأكيد على متانة العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تعزيز التشاور والتنسيق تجاه القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
لكن تقارير صحفية قالت، إن الرسالة لها علاقة بالأزمة الخاصة بمقتل جمال خاشقجي وما تراه القاهرة، من آليات لحل الأزمة.
تبع ذلك تعليق للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، حول الأزمة في لقائه بممثلي الصحف الأجنبية على هامش المؤتمر العالمي للشباب الشهر الجاري، قال فيه إن السعودية دولة كبيرة ولا أحد يستطيع هز استقرارها، مشيراً إلى أن المملكة العربية السعودية أكبر من قضية "جمال خاشقجي" وأن الإعلام مارس دوراً سلبياً فيها.
وأوضح السيسي، خلال اللقاء الذى عقده مع ممثلي وسائل الإعلام الأجنبية في مصر، أن الجميع بحاجة للتوقف وانتظار إعلان الجهات المسؤولة والقضائية نتيجة التحقيقات حول قضية "خاشقجي".
تلا ذلك، إعلان مملكة البحرين دعمها للمملكة العربية السعودية، فكتب خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، وزير الخارجية البحريني على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي تويتر: "دعم البحرين للمملكة العربية السعودية".
ثم أعقب ذلك زيارة ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، للمملكة ولقاؤه بالملك سلمان في قصر العوجا بالرياض، في أول زيارة له بعد قضية قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية بإسطنبول مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأفادت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية (وام)، بأن الجانبين بحثا بالإضافة إلى العلاقات الثنائية، عدداً من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، دون ذكر مزيد من التفاصيل.
ونقلت عن ولي عهد أبوظبي قوله، إن "الإمارات ستظل دائماً في خندق واحد مع السعوديين".
يذكر أن تليفزيون "العربية" قال إن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان سيشارك في قمة العشرين بالأرجنتين في نهاية الشهر الجاري (نوفمبر/تشرين الثاني 2018).
ونقل تليفزيون "العربية"، الإثنين 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، عن وزير الطاقة السعودي، خالد الفالح، قوله إن الأمير محمد بن سلمان سيتوجه إلى قمة العشرين كجزء من جولة خارجية سيقوم بها، وأوضح أن ولي العهد السعودي سيكون على رأس وفد المملكة في قمة الـ20 بالأرجنتين.
وستكون هذه أول قمة لمجموعة العشرين تستضيفها أميركا الجنوبية. ومجموعة الـ20 منتدى تأسس سنة 1999، على خلفية الأزمات المالية في التسعينيات.
ويمثل هذا المنتدى ثلثي التجارة في العالم، كما يمثل أكثر من 90% من الناتج العالمي الخام. وتهدف المجموعة إلى جمع الدول الصناعية والمتقدمة، لمناقشة قضايا الاقتصاد العالمي.
ويحاول ولي العهد السعودي محمد بن سلمان استيعاب ردود الفعل الدولية بخصوص قضية مقتل الصحافي جمال خاشقجي، ويبدو أنه يستعد للعودة إلى رحلاته الخارجية، بعد أن بدأ قبل أيام، رفقة والده الملك سلمان، رحلات داخل مدن المملكة.