ما زالت تفاصيل مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في مقرِّ قنصلية بلاده في إسطنبول تحوي الكثير، الذي لم يكشف بعدُ من قِبَل الأجهزة الأمنية التركية، التي فيما يبدو في حوزتها الكثير.
صحيفة "صباح" التركية، كشفت الثلاثاء 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، بعضاً من خفايا مهمة سمَّتها معركة "كشف وطمس" الأدلة، حول اغتيال الصحافي السعودي.
وبحسب الصحيفة التركية فإن الرياض "حاولت إخفاء معالم جريمة اغتيال الصحافي جمال خاشقجي عن طريق أمن القنصلية السعودية، الذي "قام بشكل سرّي بتشفير مشاهد الكاميرات التي تعود للشرطة التركية، بجانب القنصلية".
وأضافت أن ذلك كان يهدف "لإخفاء دخول الصحافي خاشقجي، وكذلك حركة فريق الإنفاذ في القنصلية".
تشفير المشاهد
وأشارت الصحيفة إلى أن المسؤولين في القنصلية "لم يكتفوا فقط بنزع أجهزة تسجيل الكاميرات داخل القنصلية، بل إنهم قاموا أيضاً بالدخول إلى نظام الكاميرات التابع للشرطة التركية هناك".
وأوضحت أن أمن القنصلية "دخلوا على جهاز الحاسوب التابع للشرطة التركية، بحجة تفحُّص الكاميرات، الساعة الـ01:00، في 6 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إلا أنهم قاموا بتشفير جميع مشاهد يوم مقتل خاشقجي، للتستر على الجريمة".
وذكرت المصادر الأمنية، أن الأمن التركي كان في الساعة الـ19:00، في 5 أكتوبر/تشرين الأول، قد استحوذ على تلك المشاهد، قبل تشفيرها.
ولفتت إلى أنه "على الرغم من تشفير المشاهد، فإن المخابرات والشرطة التركية، تمكنتا من كسر التشفير الذي قام به المسؤولون السعوديون".
وأشارت إلى أن الأمن التركي "قام بفحص تسجيلات 3500 كاميرا، أثبتت بشكل تفصيلي أن الصحافي خاشقجي اختفى بعد دخوله القنصلية، ما أجبر الرياض على الاعتراف بالحادثة".
وعلى الصعيد السياسي قال مسؤول تركي، اليوم، إن الرياض لم تبدِ تعاونها بشكل كبير في التحقيقات الخاصة، التي تُجرى على الأراضي السعودية.
وأضاف المصدر التركي لقناة الجزيرة، أن موظفي القنصلية التركية مُنعوا من الصعود للطابق الثاني في القنصلية السعودية، يوم مقتل خاشقجي، بحجة اجتماع دبلوماسي هام.
وتابع المصدر أن التحقيق مع المتهمين بقتل الصحافي السعودي لم يقدم جديداً لنظرائهم الأتراك حول جريمة الاغتيال.
وبحسب المصدر فإن تركيا ليس لديها أي دليل بشأن جثة خاشقجي، كما أن المدعي العام السعودي لم يفد بأي معلومة حولها.
وتابع المصدر بأن السلطات السعودية أبلغت تركيا دفع الدية الشرعية لأسرة جمال خاشقجي، بما فيهم خطيبته التركية خديجة جنجيز.
وأشار المصدر التركي إلى أن مدير الاستخبارات الأميركية جينا هاسبل، اطّلعت على كل التفاصيل التي تُثبت اغتيال خاشقجي بأوامر عليا.
من الذي أشرف على تقطيع جثة الصحافي السعودي؟
وكانت الصحيفة التركية قد قالت إن من قاموا بالإشراف على تقطيع جثة الصحافي السعودي جمال خاشقجي ونقلها من القنصلية السعودية في إسطنبول كانوا ثلاثة من الفريق السعودي الذي جاء إلى تركيا.
وأفادت بأن هؤلاء الثلاثة أشخاص هم: ماهر المطرب، وصلاح الطبيقي، وثائر غالب الحربي.
وقال تقرير نشرته الصحيفة التركية، إن الثلاثة أشخاص قاموا بتقطيع الجثة ووضعها في 5 حقائب، ونقلها من خلال إحدى سيارات القنصلية التي توجهت إلى منزل القنصل السعودي، ليتم إخفاؤها.
الفريق قام بتقطيع الجثة حتى الساعة 3 عصراً، ونقلوها في الحقائب الخمس بواسطة سيارة تابعة للقنصلية تحمل رقم CC 1865 34 وتم رصدها أمام منزل القنصل العام الساعة 3:09 عصراً.
وأوضحت الصحيفة، أن المطرب غادر منزل القنصل في الساعة 16:53 دقيقة، ليتوجه بعدها إلى الفندق ثم إلى مطار أتاتورك، حيث أقلعت طائرته في الساعة 18:20 دقيقة.
ما الطبيقي، والحربي فبقيا في القنصلية حتى الساعة 19:30 دقيقة، ثم خرجا إلى الفندق، وتوجها بعدها إلى المطار، ليغادرا عبر طائرة خاصة في الساعة 22:46.
كانت صحيفة The Wall Street Journal الأميركية ذكرت إن سعود القحطاني، المستشار الإعلامي بالديوان الملكي والمقرّب من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، هو رئيس فريق الاغتيال الذي أُرسل إلى مدينة إسطنبول التركية لقتل الصحافي جمال خاشقجي.
واستناداً إلى شخصيات من الأسرة الحاكمة في السعودية ومستشارين حكوميين ومسؤولين غربيين، أشارت الصحيفة إلى أن القحطاني هو الذي قاد فريق الاغتيال المكلف بجريمة خاشقجي التي وقعت داخل القنصلية السعودية بإسطنبول، واعتبرت أن الجهود الرامية إلى إخراج وليّ العهد السعودي من نطاق الجريمة باتت صعبة، جرّاء الدور المحتمل للقحطاني في قتل خاشقجي.