لا تزال شرطة نيويورك تحاول كشف غموض يكتنف موت شابتين سعوديتين عُثر على جثتيهما قبل أسبوع على ضفة نهر هدسون الصخرية في مانهاتن مربوطتين معاً بشريط لاصق حول الخصر والكاحل. وقد نشرت الشرطة صورتين حقيقيتين بعد أن كانت استخدمت رسوماً لهما.
وتوصلت الشرطة منذ ذلك الحين إلى أن تالا فارع (16 عاماً) وروتانا فارع (22 عاماً) أختان من المملكة العربية السعودية كانتا تعيشان في ولاية فرجينيا، وأن هناك بلاغاً باختفاء واحدة منهما على الأقل قبل شهرين.
ولم يحدد الطب الشرعي بعد سبب الوفاة إن كانت نتيجة قتل أو انتحار. وقال مكتب الطب الجنائي إن الجثتين لم تكونا في حالة تحلل عندما وجدهما أحد المارة عصر يوم 24 أكتوبر/تشرين الأول، مما يشير إلى أن وفاتهما ليست منذ فترة بعيدة.
وكشفت وكالة أسوشيتد برس، الأربعاء 31 أكتوبر/تشرين الأول 2018، أن الفتاتين السعوديتين اللتين عُثر على جثتيهما في ظروف غامضة في نيويورك، تقدمتا بطلب لجوء سياسي إلى الولايات المتحدة الأميركية.
ونقلت الوكالة عن الشرطة الأميركية قولها: إن والدة الفتاتين أبلغت المحققين أنها تلقّت اتصالاً من مسؤول في السفارة السعودية بواشنطن، قبل العثور على جثتيهما بيوم، يأمر فيها الأسرة بمغادرة الولايات المتحدة؛ لأن بنتيها تقدمتا بطلب لجوء سياسي.
كانت السلطات تعتقد أن الشقيقتين ربما قد انتحرتا معاً، إلا أن الأسئلة ما زالت تدور حول اختفائهما، وكيف انتهى بهما المطاف في نيويورك.
ولم تعلّق القنصلية العامة السعودية في نيويورك على تقرير الصحيفة بصورة مباشرة.
وقالت القنصلية، في بيان، إنها عيّنت محامياً لمتابعة القضية "لتجنب التقارير غير الدقيقة". وقال البيان إن السفارة السعودية في واشنطن تقدم أيضاً "دعمها ومساعدتها" لأسرة الفتاتين "في هذه الفترة الصعبة".
وأضافت القنصلية أن الأختين كانتا تدرسان برفقة أخيهما في واشنطن. وذكرت تقارير إعلامية أن روتانا كانت مسجلة بجامعة جورج ميسون في فيرفاكس بولاية فرجينيا، غير أنها تركت الولاية في الخريف وربما انتقلت إلى نيويورك في مرحلة ما.
وقالت الشرطة إن الكشف على الجثتين لم يظهر أي علامات واضحة على وجود كدمات، مؤكدة أنهما كانتا ترتديان ملابس كاملة.
وبحسب ما ذكرت صحيفة Daily Mail البريطانية، فقد كشفت التحرّيات أن آخر موقع سكنته الأخت الكبرى، وتدعى روتانا فارع، هو إحدى الشقق الفاخرة بعقارات سكايلاين الواقعة بمدينة فولز تشيرش بولاية فيرجينيا.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأختين كانتا تعيشان في مدينة جدّة بالسعودية، قبل الانتقال إلى الولايات المتّحدة الأميركية بصحبة والدتهما التي تعيش بولاية فيرجينيا.
وتوجه محققون من نيويورك إلى فيرفاكس لمعرفة تحركات الأختين هناك. ونشرت الشرطة صوراً جديدة كتلك المستخدمة في جواز السفر أمس الأربعاء، حيث ظهرتا فيها وقد غُطّي رأسهما.
وكانت الشرطة نشرت رسوماً تقريبية لوجه الفتاتين بينما كانت تبحث عنهما.
وقال ديرموت شيا، كبير المحققين في شرطة نيويورك، للصحافيين هذا الأسبوع: "هل توجد أي أدلة في فرجينيا عن حياتهما السابقة؟ نحن نسعى لجلب حق هاتين الفتاتين".