حذَّر الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي ، من اندلاع احتجاجات شعبية في إيران إذا أصرَّ النظام على أخطائه.
وقال خاتمي، الثلاثاء 30 أكتوبر/تشرين الأول 2018، في تصريحات عبر حسابه على تلغرام: "إذا أصرَّ النظام على أخطائه ستتحول الانتقادات إلى مظاهرات، وليس من الواضح ما الذي سيحل بمصير البلاد بعد ذلك".
احتجاجات شعبية في إيران شبيهة بالثورة الإسلامية
ولفت الرئيس الأسبق إلى أن التيار الإصلاحي الذي ينتمي إليه، يعترف بالنظام والثورة الإيرانية التي اندلعت عام 1979 ضد الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية آنذاك.
وأكد أن مطالب الإصلاحيين تقتصر على إجراء إصلاحات ضمن النظام وليس تغييره.
وأردف: "إذا تشكَّلت قناعة لدى المجتمع بأن الإصلاحيين ليس بوسعهم فعل شيء، فسينجرّ الشارع وراء الراغبين في تغيير النظام" وهو ما يهدد باندلاع احتجاجات شعبية في إيران .
وشدَّد خاتمي على ضرورة مواصلة دعم حكومة الرئيس الحالي حسن روحاني، عبر النقد البنَّاء.
ويوجّه الإصلاحيون انتقاداتٍ إلى المرشد الأعلى علي خامنئي، بذريعة "تقييده للحريات، وتبنّيه خيارات خاطئة في الاقتصاد والسياسة الخارجية".
الاتفاق النووي يضيّق الخناق على الرئيس حسن روحاني
يهاجم المتشددون الرئيس الإيراني حسن روحاني، بسبب الاتفاق النووي الإيراني المتداعي؛ ما أدى إلى تراجع شعبيته.
وتُصوِّر النساء أنفسهن في الشوارع وهنَّ يُزِلن حجابهن الإلزامي تعبيراً عن الاحتجاج. وفي الوقت نفسه، يبثُّ التلفزيون الحكومي لقطات من إجراءات محاكمة كبيرة متعلقة بالفساد.
وقد سمت وكالة Associated Press الأميركية، هذه الحالة في طهران بـ "عالم السياسة الإيرانية المضطرب".
قبل حلول الذكرى الأربعين للثورة الإسلامية في إيران، تسمح حكومة البلاد بظهور مزيد من الانتقادات على السطح.
يقول محللون إنَّ ذلك قد يُمثِّل أداة تهدئة في هذه الدولة التي يبلغ عدد سكانها 80 مليون نسمة، التي شهدت بالفعل احتجاجات شعبية في إيران واسعة النطاق دون أن تكون لها قيادة، وهزَّت البلاد في بداية العام الجاري 2018.
الناس لا يريدون تغيير النظام لكنهم يريدون تحقيق مطالبهم الاقتصادية
إذ قالت الناشطة فائزة هاشمي، ابنة الرئيس الإيراني الراحل أكبر هاشمي رفسنجاني، لوكالة Associated Press الأميركية: "إذا استمررنا على ذلك، سيكون الوضع أكثر تعقيداً، لأنَّ الناس متعبون للغاية، ولديهم قدر أقل من التسامح". وأضافت: "لا أعتقد أنَّ غالبية الناس يسعون إلى تغيير النظام، لأنَّ الجميع يشعرون بالقلق مما قد يحدث بعد ذلك، لكن الناس يسعون لتحقيق مطالبهم".
ربما يكون الشخص الأكثر قلقاً الآن من اندلاع احتجاجات شعبية في إيران هو الرئيس روحاني، إذ يبدو أنَّ أميركا تستعد لمواصلة فرض عقوبات على إيران، بالرغم من أنَّ طهران ملتزمة بصفقة روحاني النووية مع القوى العالمية، التي بموجبها تحدُّ إيران من تخصيبها لليورانيوم مقابل رفع العقوبات.
رداً على ذلك، استبدل روحاني ببطء رسالته للتقارب مع الغرب بتلميحات متشدِّدة حول قدرة إيران على إغلاق مضيق هرمز، الذي يمرُّ عبره ثلث إنتاج النفط العالمي.
جزء من تلك الاستجابة قد يكون محاولة للحفاظ على مستقبله السياسي. إذ يمكن أن يُنظَر إلى روحاني (69 عاماً)، وهو نفسه رجل دين شيعي، حين تختار إيران مرشدها الأعلى الثالث.
لكن تصاعد الغضب ضد روحاني ربما يهدد مستقبله السياسي
كتب آلكس وطن خواه، المحلل في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، مؤخراً: "من منظور روحاني أهم شيء هو أن يُنهي فترة رئاسته دون التعرُّض لضرر سياسي وإبقاء نفسه في سباق الترشح لأعلى وظيفة، المرشد الأعلى، التي ستكون جاهزة ليشغلها أحدهم يوم وفاة خامنئي البالغ من العمر 79 عاماً".
لكن يستمر الغضب الشعبي في التصاعد ضد روحاني، الأمر الذي يهدد أي تكليف يمكن أن يطالب به في المستقبل، خاصة في حال اندلاع احتجاجات شعبية في إيران
شهدت أيضاً استطلاعات الرأي التليفونية التي أجرتها شركة IranPoll، التي يقع مقرها في مدينة تورونتو الكندية، انخفاضاً شديداً في الدعم الشعبي الذي يتمتّع به روحاني.
فبعد تسجيله شعبية بلغت 89%، في أغسطس/آب 2015، في أعقاب الاتفاق النووي، سجَّلت شعبية روحاني الآن "أدنى مستوى لها على الإطلاق" بنسبة حوالي 20% فقط، وفقاً للرئيس التنفيذي للشركة أمير فرمانش. وبلغ هامش الخطأ في استطلاعات الشركة حوالي 3 نقاط مئوية.