أصبحت كلية بابسون الأميركية، التي ساعدت مؤخراً في إنشاء كلية سعودية تحمل اسم وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أحدث مؤسسة تعلن أنها تعيد النظر في علاقاتها مع المملكة العربية السعودية الآن بعدما اتُّهِم الأمير بأنَّه أَمَرَ بقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في مقر قنصلية بلاده بإسطنبول، بحسب تقرير لصحيفة The Boston Globe الأميركية.
إذ كتبت كيري هيلي، رئيسة كلية بابسون وإحدى الشخصيات الرئيسية التي شاركت في تأسيس كلية الأمير محمد بن سلمان للإدارة وريادة الأعمال في السعودية، في رسالة إلى هيئة التدريس والموظفين هذا الأسبوع: "نشعر بقلق بالغ إزاء مقتل خاشقجي بقنصلية السعودية في تركيا".
وكتبت هيلي: "إنَّ مجلس إدارة بابسون العالمية ومجلس أمناء الكلية منخرطان بقوة في هذه المسألة المهمة، ويلتقي كلاهما مع الأعضاء والإدارة لتقييم المعلومات والمدخلات التي جمعناها تقييماً دقيقاً في ظل استمرار تطور هذه المسألة. وهذه المداولات مستمرة وتُركِّز على ضمان بقاء أنشطة الكلية وارتباطاتها متوافقة مع قيمنا الأساسية وأهدافنا التعليمية العالمية".
الكلية الأميركية تراقب
وأضافت هيلي، التي كانت تشغل منصب نائب حاكم ولاية ماساتشوستس الأميركية، أنَّه في الأيام القادمة ستواصل بابسون "مراقبة الوضع عن كثب وتقييم المسارات المحتملة". وبابسون هي كلية خاصة في مدينة ويلزلي بولاية ماساتشوستس الأميركية تضم حوالي 3 آلاف طالب وطالبة، بحسب الصحيفة الأميركية.
وتأسست كلية الأمير محمد بن سلمان كأول مؤسسة سعودية تقدم شهادة جامعية ودراسات عليا في مجال ريادة الأعمال عام 2016 نتيجة الشراكة بين بابسون العالمية، وهي هيئة فرعية مملوكة بالكامل لكلية بابسون، وشركة Lockeheed Martin، وهي شركة متعهِّدة دفاع أميركية تجمعها بالسعودية عقود تبلغ قيمتها مليارات الدولارات؛ وشركة إعمار، وهي شركة عقارية سعودية، ومؤسسة مسك، وهي مؤسسة وليّ العهد الخيرية.
وقد أُنشِئَت الكلية لتعزيز أجندة وليّ العهد التي تهدف لزيادة النمو الاقتصادي، والسياحة، والحراك الاجتماعي في السعودية. وتشير وثائق الإقرار المالي لبابسون العالمية إلى أنَّها تنتظر تلقي حوالي 52.2 مليون دولار خلال فترة زمنية قدرها 10 سنوات بدأت في عام 2014، وذلك باعتبارها طرفاً في الشراكة التي أسَّست كلية بن سلمان.
مؤسسة مسك طرفاً في الاتفاق
وصدر إعلانٌ صحافي في أغسطس/آب عام 2016 من مؤسسة مسك، يُظهِر هيلي إلى جوار محمد بن سلمان في واشنطن عند توقيع الاتفاقية الرسمية التي بموجبها أُنشِئَت الكلية، التي تقع في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية في السعودية.
وقالت هيلي، في خطاب ألقته بالكلية عام 2017، إنَّ تحديد ما إذا كانت ستمضي قدماً في المشروع كان هو أول عمل تجاري يتعين عليها التعامل معه منذ أصبحت رئيسة للكلية عام 2013. لكن بمجرد أن التقت الشركاء السعوديين المعنيين، قالت وفقاً لمقطع فيديو لتصريحاتها: "أقنعوني بأنَّ هذا هو المكان المناسب".
وقال هيلي: "تلقينا دعماً كبيراً من حكومة السعودية، ونشعر بامتنانٍ عميق تجاه ذلك".
وأضافت أنَّ كلية بن سلمان "ستكون المؤسسة التي تخلق فرص العمل لجيل الشباب هنا في السعودية".
وليست كلية بابسون هي الكلية الوحيدة التي تعيد تقييم علاقاتها مع السعوديين بعد وفاة خاشقجي، وهو أحد الكُتَّاب في صحيفة The Washington Post الأميركية يقول مسؤولون أتراك إنَّه تعرَّض للتعذيب وقُطِّعت أوصاله داخل القنصلية السعودية في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول.
أيضاً جامعة هارفارد تعيد النظر في علاقاتها
إذ تقول جامعة هارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، اللذان تلقيا أكثر من 20 مليون دولار من التبرعات السعودية منذ عام 2005، إنَّهما يعيدان النظر في علاقاتهما مع العائلة المالكة.
وكان بن سلمان زار جامعة هارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا خلال زيارة سرية في شهر مارس/آذار الماضي، في مستهل جولة استمرت 3 أسابيع بالولايات المتحدة تهدف إلى تحسين صورته كمُصلِح.
وقالت هارفارد، في بيانٍ لم يتطرَّق إلى التبرعات السعودية أو وفاة خاشقجي بشكلٍ مباشر هذا الأسبوع، إنَّها "تتابع الأحداث الأخيرة بقلق" و"تُقيِّم الآثار المحتملة على البرامج القائمة".
وقال معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، الذي وصف موت خاشقجي بأنَّه مسألة "مثار قلق بالغ"، إنَّه يُجري "إعادة تقييم سريعة وشاملة لمعاملات معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا على المستوى المؤسسي مع الهيئات السعودية حتى نتمكن من تحديد مسار العمل الذي سيتخذه المعهد".