نقلت Washington post عن مصدر مطلع أن التسجيلات الصوتية الخاصة بواقعة مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي التي استمعت لها مديرة وكالة الاستخبارات المركزية سي آي إيه، جينا هاسبل في تركيا "كانت مقنعة".
وأضاف المصدر أن التسجيلات تضع المزيد من الضغط على الولايات المتحدة؛ لكي تعتبر السعودية مسؤولة عن مقتل خاشقجي. وقال مسؤول سابق بالاستخبارات المركزية الأميركية ومحلل بمعهد بروكينغز إن هذا الأمر يضع الكرة بحزم في ملعب واشنطن، مشيراً إلى أنه لن يكون هناك ضغط إضافي من وسائل الإعلام فحسب، بل إن الكونغرس سيرغب في الاستماع إلى ما عرفته مديرة الاستخبارات المركزية أيضاً.
وبحسب ما ورد في الصحيفة، فإن المصدر قال بحق التسجيلات الصوتية: "لقد كانت مقنعة"، وإن هذا من شأنه أن يشكل مزيداً من الضغوط على المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية.
عاجل | ترمب: حصلنا على قدر كبير من المعلومات وسنجتمع اليوم مع أشخاص كانوا بالشرق الأوسط
— الجزيرة – عاجل (@AJABreaking) October 24, 2018
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب، قال في تصريح إن واشنطن حصلت على قدر كبير من المعلومات بخصوص مقتل جمال خاشقجي.
وقال إنه سوف يجتمع مع قادة عسكريين لمناقشة هذه المعلومات، وبحث الإجراءات التي سوف يتَّخذها، لكن الرئيس لم يظهر ويتحدث عن ما جاءت به مديرة الـ سي آي إيه بعد.
تركيا عرضت على مديرة الـ"سي آي إيه" فيديوهات وتسجيلات صوتية
وكانت صحيفة قريبة من السلطة التركية قالت في وقت سابق من يوم الأربعاء 24 أكتوبر/تشرين الأول، أن أجهزة الاستخبارات التركية أطلعت مديرة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية سي آي إيه على العناصر التي جمعتها، في إطار التحقيق في قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي خلال زيارتها تركيا.
وذكرت "صباح" إحدى أبرز الصحف التي تنشر "تسريبات" تركية منذ بدء قضية خاشقجي، أن أجهزة الاستخبارات التركية "أطلعت جينا هاسبل على الأدلة المرتبطة" بقتل الصحافي السعودي خلال زيارتها لتركيا الثلاثاء.
وقالت الصحيفة، خاصة أن الجهاز التركي عرض على مديرة الـ"سي آي إيه" فيديوهات وتسجيلات صوتية، والعناصر التي تم الحصول عليها خلال تفتيش القنصلية العامة ومنزل القنصل السعودي في إسطنبول.
وكان الصحافي جمال خاشقجي (59 عاماً) كاتب مقالات رأي في صحيفة "واشنطن بوست" وقُتل في 2 أكتوبر/تشرين الأول، في القنصلية السعودية في إسطنبول، التي دخلها لإتمام معاملات إدارية.
وقد فقد أثره بعد دخوله المبنى، وفي الأيام التي تلت اختفاءه أفادت صحف تركية بينها "صباح" أن المحققين الأتراك يملكون تسجيلات فيديو، وأخرى صوتية تُثبت أن خاشقجي تعرَّض للتعذيب وقُتل وبُترت أعضاؤه.
لكن أنقرة لم تعترف أبداً بشكل رسمي بوجود هذه الوثائق، كما أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لم يأت على ذكرها في الخطاب الطويل الذي ألقاه الثلاثاء حول قضية خاشقجي.
وبحسب "صباح" فإن جينا هاسبل التي تولَّت إدارة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، في أبريل/نيسان، أجرت من جانب آخر "محادثات رفيعة المستوى" في أنقرة التي وصلتها الثلاثاء.
وبعد 18 يوماً على وقوع الجريمة، أقرَّت الرياض، فجر السبت الماضي، بمقتل خاشقجي، داخل قنصليتها بإسطنبول، لكنها قالت إن الأمر حدث جراء "شجار وتشابك بالأيدي"، وأعلنت توقيف 18 شخصاً كلهم سعوديون للتحقيق معهم على ذمة القضية، فيما لم توضح المملكة مكان جثمان خاشقجي.
غير أن الرواية الرسمية السعودية تلك قوبلت بتشكيك واسع من دول غربية ومنظمات حقوقية دولية، وتناقضت مع روايات سعودية غير رسمية، منها إعلان مسؤول سعودي، في تصريحات صحافية، أن "فريقاً من 15 سعودياً، تم إرسالهم للقاء خاشقجي، في 2 أكتوبر/تشرين الأول، لتخديره وخطفه، قبل أن يقتلوه بالخنق في شجار عندما قاوم".
وعلى خلفية الواقعة، أعفى العاهل السعودي مسؤولين بارزين من مناصبهم، بينهم نائب رئيس الاستخبارات أحمد عسيري، والمستشار بالديوان الملكي سعود بن عبدالله القحطاني، وقرَّر تشكيل لجنة برئاسة ولي العهد محمد بن سلمان لإعادة هيكلة الاستخبارات العامة.
أردوغان يؤكد تمسكه بمحاسبة قتلة خاشقجي
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء 24 أكتوبر/تشرين الأول، إن تركيا لن تدع المسؤولين عن قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي يفلتون من العدالة، بدءاً ممن أمروا بقتله وانتهاء بمن نفَّذوا.
وقال في كلمة في أنقرة "نحن مصرّون على عدم السماح بالتستر على هذا القتل، وعلى التأكد من عدم إفلات كل المسؤولين عنه من العدالة، بدءاً ممن أمروا به وانتهاء بمن نفَّذوه".
وأضاف أن البعض لم يشعر بارتياح إزاء عرِضه أدلةً متعلقةً بالتحقيقات أثناء خطابه أمس الثلاثاء.