يتحدث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أمام المشاركين في مؤتمر استثماري في الرياض، الأربعاء 24 أكتوبر/تشرين الأول 2018، في أول تصريحات علنية له منذ مقتل الصحافي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول قبل 3 أسابيع.
وقالت وسائل إعلام سعودية بينها موقع "سبق" الإلكتروني إن ولي العهد سيعلن خلال الجلسة عن "صفقة" كبيرة، سبق أن ألمح لها في حواره مع بلومبيرغ مطلع الشهر الجاري.
وكان الأمير محمد بن سلمان، قد كشف قبل أسبوعين أن هناك صفقة رائعة للسعودية، ستحمل رقمًا كبيرًا بعيدًا عن مجال النفط.
ورفض الأمير محمد بن سلمان خلال حوار بلومبيرغ الكشف عن مجال الصفقة إلا أنه أكد أنها ستكون في السعودية، وستحمل أرقامًا كبيرة.
وكان ولي العهد النافذ (33 عاماً) تناول قضية خاشقجي بشكل مقتضب في مقابلة مع وكالة "بلومبرغ" بُعيد الإعلان عن فقدان أثر الصحافي في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لكنه لم يتحدث علناً عن القضية التي تحوّلت إلى أزمة دولية.
وقال منظِّمو منتدى "مبادرة مستقبل الاستثمار" المنعقد في الرياض منذ أمس الثلاثاء، أن ولي العهد سيشارك في إحدى جلسات اليوم الثاني.
وكُتب في تغريدة على حساب المؤتمر على تويتر: "يزداد اليوم حماسةً وتميّزاً حيث سيترأس صاحب السمو الملكي ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان قائمة المتّحدثين".
ولم يتضح ما إذا كان ولي العهد سيتناول قضية خاشقجي، علماً أن الأمير محمد كان تطرق إلى مواضيع سياسية في النسخة الأولى من المنتدى العام الماضي، حيث تعهد بالانفتاح والقضاء على التشدّد في المملكة المحافظة.
غاب عن الجلسة الافتتاحية
وتغيَّب ولي العهد عن افتتاح المؤتمر وأُلغيت كلمته، وكان بريد إلكتروني وصل للصحافيين المتابعين لفعاليات المؤتمر، أخطرهم بعدم حضور ولي العهد.
وبعد الحديث عن غيابه عن المنتدى، وصل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، الثلاثاء 23 أكتوبر/تشرين الأول 2018، إلى مؤتمر دافوس الصحراء، الذي تنظمه المملكة ويرعاه ولي العهد.
وقالت وكالة رويترز للأنباء، نقلاً عن شهود عيان، إن الأمير محمد بن سلمان وصل إلى مؤتمر الاستثمار في الرياض لحضور إحدى جلساته، لكنه لم يلقِ الكلمة الافتتاحية التي كانت مقررة.
ومن المرجّح -بحسب المنظمين- أن تضم قائمة المتحدثين في الجلسة ذاتها رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري وولي عهد البحرين الأمير سلمان بن حمد آل خليفة.
وتسعى المملكة من خلال استضافة منتدى "مبادرة مستقبل الاستثمار" للعام الثاني إلى استقطاب استثمارات جديدة. وتطلق على المؤتمر وسائل الإعلام اسم "دافوس في الصحراء" تيمُّناً بمنتدى دافوس الاقتصادي العالمي الذي يعقد سنوياً في سويسرا.
مقتل خاشقجي يطغى على المؤتمر
لكن قضية الصحافي السعودي الذي قُتل في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول في إسطنبول، تطغى على أعمال المنتدى الذي تستضيفه الرياض حتى الخميس.
وأعلنت شخصيات سياسية واقتصادية وإعلامية عديدة مقاطعته، بعدما تحدثت تقارير إعلامية تركية خصوصاً عن تورط محمد بن سلمان في العملية.
وبعد 17 يوماً من الإنكار، أعلنت الرياض، السبت، أنّ خاشقجي قُتل عن طريق الخطأ في قنصليتها خلال "شجار"، مؤكدة أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لم يكن على علم بما حصل. وشكّكت دول ومنظمات عدة في الرواية السعودية.
وكان الأمير محمد بن سلمان قال في مقابلته مع "بلومبرغ" عندما سُئل عن مصير خاشقجي قبل أن تؤكد الرياض مقتله، إنه يعتقد أن الصحافي خرج من القنصلية السعودية بعد دخولها بدقائق.
وحضر ولي العهد جانباً من أعمال المؤتمر الثلاثاء، لكنه لم يلق أي كلمة.
وأقرّ وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي خالد الفالح في كلمة ألقاها في المنتدى الاستثماري في الرياض بأن القضية تحوّلت إلى أزمة.
وأوضح: "كما تعلمون هذه أيام صعبة (…) ونحن نمر بأزمة"، واصفاً مقتل خاشقجي بأنه "مقيت ومؤسف، ولا يمكن لأحد في المملكة أن يبرّره".
ومساء الثلاثاء أدان الرئيس الأميركي دونالد ترمب ما وصفه بأنه "أسوأ عملية تستّر" من قِبل السعوديين على قتل الصحافي، معتبراً أنها "إخفاق تام"، بينما بدأت الولايات المتحدة إجراءات إلغاء تأشيرات الدخول للسعوديين المتورطين في هذه القضية.
وكانت المملكة أعلنت توقيف 18 سعودياً على ذمة القضية.