غادرت مديرة وكالة "سي آي إيه" جينا هسبل إلى تركيا، أمس الإثنين 22 أكتوبر/تشرين الأول 2018، وسط ضجة دولية متنامية حول تفسير السعودية لمقتل الصحافي جمال خاشقجي، بحسب قول أشخاص مطلعين على المسألة.
وتأتي الزيارة رفيعة المستوى في الوقت الذي يلقي فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خطاباً سيعلن فيه لأول مرة تفاصيل عملية اغتيال خاشقجي بطريقة مختلفة، كما قال.
ويشير وصول مديرة الوكالة الاستخباراتية إلى الجهد الذي تبذله المخابرات الأميركية لتقييم المعلومات التي لدى الأتراك، بما في ذلك ما قاله المسؤولون الأتراك إنها التسجيلات التي توثق عملية قتل جمال خاشقجي.
ويشكك مسؤولو المخابرات الأميركيون بشكل متزايد في الرواية السعودية، وحذروا الرئيس ترمب من أن فكرة سفر 15 فرداً سعودياً إلى اسطنبول وقتل خاشقجي دون علم أو موافقة الزعماء السعوديين أمر مشكوك فيه، على حد قول مسؤول في البيت الأبيض.
ترمب غير راضٍ عما سمعه
وفي يوم الإثنين، قال ترمب للصحافيين: "إنني غير راض عما سمعته" من السعودية وتعهد بالوصول إلى تفاصيل ما حدث.
وأضاف: "لدينا رجال من المخابرات في تركيا. سنرى ما لديهم. سأعرف الكثير غداً". "سوف يعودون إما الليلة أو صباح الغد. لكن لدينا أناس في المملكة العربية السعودية وفي تركيا".
ورفضت متحدثة باسم وكالة المخابرات المركزية التعليق. فيما تحدث مسؤولون آخرون عن رحلة مديرة "السي آي إيه" بشرط عدم الكشف عن هويته بسبب الطبيعة الحساسة للرحلة.
وبعد ثلاثة أسابيع على اختفاء خاشقجي، لا تزال أجهزة الأمن الأميركية والأوروبية تفتقر إلى صورة كاملة لما حدث في القنصلية.
شكوك حول تورط ولي العهد بمقتل خاشقجي
وقال ستة مسؤولين أميركيين وغربيين يوم الإثنين إنهم يعتقدون أن ولي العهد، وهو الحاكم الفعلي للمملكة العربية السعودية، هو المسؤول في نهاية الأمر عن اختفاء خاشقجي؛ نظراً لدوره في الإشراف على أجهزة الأمن السعودية، لكنهم لا يملكون دليلاً دامغاً.
ويشتبه مسؤولون أتراك في أن خاشقجي، الذي كان يكتب بصحيفة واشنطن بوست، قتل وقطعت أوصاله داخل القنصلية في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول على يد فريق من السعوديين.
وقال المسؤولون الأمنيون الغربيون، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن أسمائهم، إن الصورة الكاملة لما حدث لخاشقجي لم تتضح لديهم بعد. ولا يعرف هؤلاء كيف مات وإلى أين نقلت جثته.
وأضاف المسؤولون أنه برغم التسريبات الإعلامية الكثيرة التي تزعم بأن تركيا تملك تسجيلات صوتية توثق تعذيب وقتل خاشقجي، لم يتم إطلاع وكالات أميركية أو وكالات حكومات حليفة على مثل تلك الأدلة.
وبالنسبة لحلفاء السعودية الغربيين، فإن أحد الأسئلة الرئيسية هو ما إذا كانوا يصدقون أن الأمير محمد بن سلمان، الذي يصور نفسه على أنه إصلاحي، له أي دور في الواقعة.
وما يزيد هذه الشكوك هو أن ما لا يقل عن 12 فرداً من أعضاء الفريق السعودي يرتبطون بأجهزة الأمن السعودية، والعديد منهم لديهم صلات بولي العهد شخصياً.