في الوقت الذي تتركز فيه الأنظار وعدسات الكاميرات على مبنى القنصلية السعودية المكون من 6 طوابق في إسطنبول، بانتظار معرفة مصير الصحافي والإعلامي جمال خاشقجي، أظهرت التحقيقات وكاميرات المراقبة أن هناك مكان آخر لا يقل أهمية.
لم يخطر على بال أحد في ظل هذه الأجواء أن منزل إقامة القنصل السعودي محمد العتيبي، يبعد مسافة 300 متر فقط عن مبنى القنصلية، ولكنه يتبع مسرح الجريمة خصوصاً وأنه شهد تحركات غريبة به.
يوم إجازة للموظفين
في ذلك اليوم الذي اختفى فيه جمال خاشقجي بعد دخوله مبنى القنصلية، وقبل ساعات من وصوله، فوجئ الموظفون الأتراك الذين يعملون في القنصلية ومنزل القنصل العتيبي بخبر إعطائهم إجازة ليعودوا إلى منازلهم، وهو ما يعد محاولة لإبعاد أي شهود على الحادثة التي كان يجهز لها.
وكشفت كاميرات المراقبة التي تم فحصها من قبل الأمن التركي، أن السيارة الرسمية "الميني باص" السوداء المظللة من نوع Mercedes Vito خرجت من القنصلية بعد دخول خاشقجي، واتجهت إلى منزل القنصل، وظلت هناك لمدة 4 ساعات، وهي السيارة التي من المحتمل أن يكون نقل عبرها خاشقجي، كما ذكرت صحيفة sabah التركية.
وبعد يومين اثنين من إختفاء جمال خاشقجي، فتح القنصل أبواب القنصلية ودواليبها أمام وكالة رويترز للأنباء، بعد أن كان قد اطمأن أنه استطاع نقل ما لا يمكنهم العثور عليه في القنصلية إلى منزل إقامته.
التحقيق والفحص لتجميع خيوط الحادثة مستمر، وفقا للسلطات الأمنية التركية، ويتم حاليا مراجعة 150 كاميرا مراقبة، حول القنصلية وفي أماكن أخرى لتتبع تحركات سيارات السفارة.
اثنتين من الكاميرات التي تصور بوضوح مخارج ومداخل القنصلية، لم تعثر على أي لقطة تثبت خروج خاشقجي من مبنى القنصلية.
المسؤولون السعوديون الغامضون
ووفقا لما جاء في موقع ntv، فإن الكاميرات كشفت أن 7 من المسؤولين الذين وصلوا إسطنبول في يوم اختفاء خاشقجي، لم يبقيا في تركيا سوى 3 ساعات فقط.
كان هؤلاء قد دخلوا القنصلية قبل خاشقجي بـ 30 دقيقة، ومن ثم غادروا المبنى الساعة الثانية أي بعد ساعة إلا ربع من دخول خاشقجي كما تثبتها الكاميرات.
يوم الثلاثاء 2 أكتوبر/ تشرين الأول، دخل الإعلامي السعودي جمال خاشقجي مبنى القنصلية السعودية في إسطنبول، ولحقه إلى داخل المبنى نفسه 15 مسؤولاً سعودياً.
هم خرجوا وسافروا خارج إسطنبول وهو لم يخرج بعد، لأنه قتل، فبحسب الصحف التركية تم تقطيع جثته وتهريبها خارج القنصلية.
ورغم أن مصير الجثة لا يزال مجهولاً، فإن صحيفة يني شفق التركية yenisafak كشفت تفاصيل جديدة عن هؤلاء الـ 15 سعودياً، الذين حطت الطائرتان التي استقلوهما بمطار إسطنبول وغادرتا في نفس اليوم، يوم اختفاء خاشقجي.
كشفت التحريات التركية أن الطائرتين تتبعان شركة طيران خاصة سعودية، مختصة بتنظيم رحلات لكبار الشخصيات مقرّها في العاصمة السعودية الرياض. حطت الطائرتان في مطار إسطنبول بتاريخ 2 أكتوبر قادمتين من الرياض، ووصلتا المطار في أوقات زمنية مختلفة.
6 سيارات وميني باص.. سيارتان إلى منزل القنصل السعودي
الأمن التركي وبعد مراقبته الكاميرات المحيطة بالقنصلية السعودية رصد خروج 6 سيارات سوداء. زجاجها مظلل لا يسمح بمعرفة من بداخلها.
سيارتان منهما توجّهتا لمنزل القنصل السعودي محمد العتيبي، وسيارتان عادتا إلى مبنى القنصلية بعد مدة زمنية قصيرة من مغادرتها.
ولكن حتى هذه اللحظة لم يتمكن الأمن التركي من تحديد مسار السيارتين الأخيرتين، لكنها فقط رُصدت عودتهما لمبنى القنصلية في ساعة متأخرة من الليل يوم اختفاء خاشقجي. بحسب ما نشرته صحيفة haberturk.