أثارت مادة بيضاء عُثر عليها في جرة بالقرب من قبر فرعوني بمصر، انتباه علماء آثار طليان ومصريين، ليس بسبب قدمها، وإنما لأنها أقدم قطعة جبن تكتشف في العالم على الإطلاق. حسب دراسة نشرت في دورية Analytical Chemistry.
القبر يعود لبتاحس، عمدة مدينة ممفيس المصرية خلال حكم الأسرة التاسعة عشرة في مصر، الذي استمرَّ من عام 1292 قبل الميلاد، حتى عام 1189 قبل الميلاد.
وكان القبر قد اكتشف في عام 1885، لكن أثره ضاع بسبب الرمال الجارفة، ثم أعيد اكتشافه من قبل علماء آثار فرنسييس في عام 2010.
القطعة أقدم جبنة تم اكتشافها على الإطلاق في قبر بتاحمس ولم تثر هذه الجبنة انتباه علماء الآثار، لكونها أقدم جبنة وُجدت في قبر مصري،بل لأنها أقدم جبنة اكتشفت على الإطلاق في قبر "بتاحمس" بمصر القديمة، وذلك حسب ما جاء في موقع الجمعية الكيميائية الأميركية.
ويشار إلى أن هذا القبر، الذي يقع في مدينة ممفيس، قد اكتشف في عام 1885، إلا أن أثره ضاع بسبب الرمال الجارفة.
وبعد أن أعيد اكتشافه في عام 2010، وجد العلماء جراراً مكسورة في الموقع،إذ احتوت إحداها على كتلة بيضاء صلبة، بالإضافة إلى قطعة قماش استُخدمت لتغطية الجرة والحفاظ على مكوناتها.
أراد عالم الآثار الإيطالي، إنريكو جريكو، وزملاؤه تحديد هوية هذه المادة. لذا حلَّل الباحثون عناصرها من خلال تقنية مطياف الكتلة والتحليل الكروماتوغرافي.
وبعد تنقية البروتينات، أظهرت النتائج أن العينة مصنوعة من حليب الأبقار والأغنام والماعز.كما رجَّحت خصائص قطعة القماش أنها استخدمت لاحتواء المواد الصلبة عوضاً عن السائلة.
واتَّضح خلال التحليل أن العينة ملوثة ببكتيريا "Brucella Melitensis"، التي تسبب داء البروسيلات.
ويُجدر بالذكر أن هذا المرض "القاتل" ينتقل من الحيوانات إلى البشر، بعد تناول منتجات الألبان غير المبسترة.
ويقول المشرف على البحث التاريخى، إنريكو جريكو، إن العلماء اشتبهوا في أن يكون ذلك نوعاً من أنواع الغذاء،وفقاً لطريقة الحفظ ومكان العثور داخل المقبرة، لكنه وبعد التحليل الكيميائي الأوَّلي للمادة تبيَّن أنها كانت قطعة جبن.
وتقول صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، إن الجبن قد يكون غير ملعون، لكن يجب على فريق البحث الاحتراس،حيث إن التحليل كشف عن وجود بكتيريا قد تسبب مرض الحمى المالطية، وهو مرض معدٍ يمكن أن يسبب "الحمى والصداع وآلام العضلات وغيرها من الأعراض".