كشف مصدر يمني لموقع Middle East Eye البريطاني، الأربعاء 13 يونيو/حزيران 2018، تعرُّض الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لضغوط من قِبل ولي عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد، من أجل الموافقة على بدء معركة ميناء الحديدة.
وبحسب الموقع البريطاني، أجبرت الإمارات الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، على إعلان دعمه الهجوم على ميناء الحديدة ضد إرادته؛ الأمر الذي سيؤدي إلى تهميش الزعيم اليمني.
في الوقت الحالي، قال المصدر اليمني المطَّلع إن الحديدة تواجه خطر الوقوع تحت سيطرة إماراتية بشكل كلي، عوضاً من أن تكون تحت سلطة الدولة اليمنية.
وانطلقت العملية التي تتلقى دعماً إماراتياً-سعودياً، لاسترجاع الحديدة من الحوثيين المتمردين، ظاهرياً، ستُشنّ هذه العملية بالنيابة عن حكومة هادي المعترف بها دولياً.
ووفقاً للمصدر الآنف ذكره، التقى الرئيس اليمني، يوم الإثنين 11 يونيو/حزيران 2018، وزيرَ الخارجية الإماراتي، عبد الله بن زايد، في المملكة العربية السعودية، بناء على طلب من الرياض، وذلك في إطار محاولة دعم هادي للعملية. وعلى أثر ذلك، توجَّه هادي الثلاثاء 12 يونيو/حزيران 2018، إلى أبوظبي لمقابلة لولي عهد محمد بن زايد، وقد انتهت هذه المقابلة بإذعان الرئيس اليمني للمطالب الإماراتية. وانطلقت العملية على الحديدة في اليوم الموالي، بحسب الموقع البريطاني.
بعد الإخفاق في تحريرها تم اللجوء إلى هادي
ومن جهة أخرى، أبلغ المصدر الموقع البريطاني أن الإمارات حاولت في البداية، تحرير الحديدة دون دعم هادي والحصول على الفضل في ذلك. كما أفاد المصدر بأن السيطرة على ميناء الحديدة سوف تمثل نصراً عظيماً للإمارات، التي لديها مشاريع للسيطرة على الموانئ على طول الساحل اليمني.
وفي السنوات الأخيرة، سجلت الإمارات حضوراً في العديد من الموانئ على شواطئ القرن الإفريقي عبر باب المندب، مباشرة من اليمن. كما تسعى أبوظبي إلى السيطرة على الممرات المائية الاستراتيجية المؤدية إلى قناة السويس. وقد صرح المصدر بأن الإماراتيين حاولوا الحصول على جزيرة سقطرى اليمنية، ومشيراً إلى أن الميناء اليمني سيلتحق بقائمة الموانئ التي بمقدورهم السيطرة عليها، بحسب الموقع البريطاني.
وبحسب المصدر الخاص للموقع البريطاني، ففي بداية الأمر، سعت الإمارات إلى الحصول على دعم واشنطن هجومها على الحديدة. لكنَّ ضمانات مماثلة لم تكن وشيكة. وفي يوم الإثنين 11 يونيو/حزيران 2018، أصدر مايك بومبيو، وزير الخارجية الأميركي، بياناً يروج من خلاله لحل سياسي للصراع، وينبّه إلى ضرورة تحرير تدفُّق المساعدات الإنسانية.
ويدخل نحو 80% من الغذاء والوقود والمساعدات الطبية والإمدادات التجارية إلى اليمن عبر ميناء الحديدة. وقال المصدر إن السعوديين تدخلوا بشكل مفاجئ، وتمكنوا من ترتيب اجتماع بين وزير الخارجية الإماراتي وهادي، في ظل تضاؤل الدعم الدولي. وأضاف المصدر أن الإمارات وجدت أنها بحاجة للحصول على بطاقة شرعية هادي. ولم يكن للهادي خيار سوى القبول.
العلاقات المتوترة
وشهدت العلاقات بين الرئيس اليمني والإماراتيين، الذين دخلوا الحرب اليمنية كجزء من التحالف الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين المتمردين، توتراً. ويقضي هادي، معظم وقته في الرياض بدلاً من عدن، التي يبدو أنها تعتبر مقر حكومته، لكنها تخضع لسيطرة الإماراتيين حالياً.
في فبراير/شباط 2017، واجه هادي بغضبٍ، محمد بن زايد في أبوظبي، حيث اتهم الإمارات بالتصرف مثل المحتل بدلاً من المحرر لليمن. وقد تفاقمت التوترات عقب مشاحنة علنية بشأن الوجود الإماراتي في جزيرة سقطرى. وقد قالت الحكومة اليمنية إنه تم احتلال هذه الجزيرة من قِبل دول الخليج.
وفي هذا الصدد، يبين المصدر أن هادي، من خلال إعطاء الهجوم المدعوم من الإمارات على الحديدة شرعية، مكَّن بالفعل الإمارات من السيطرة المستقبلية على المدينة. وقد تساءل المصدر قائلاً: "ماذا سيحدث بعد ذلك؟ هل ستلقى الحديدة المصير الذي آلت إليه عدن؟".
ومن ناحية أخرى، أفاد المصدر بأنه يمكن لهذا الأمر أن يكون إعلاناً لنهاية دور عبد ربه منصور هادي كزعيم يمني، مع تخلي الرئيس اليمني لصالح رجل الإمارات المتحدة والمملكة السعودية في اليمن، طارق صالح. ويمثل طارق صالح، قائد القوات البرية التي تهاجم الحديدة وابن شقيق الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح. وقد تم الاتصال بين الحكومتين السعودية والإماراتية للحصول على تعليق في هذا الشأن، بحسب الموقع البريطاني.