أمواج البحر العاتية تبتلع خيام النازحين بشاطئ خان يونس.. والاحتلال يواصل مجازره بحق المدنيين

عربي بوست
تم النشر: 2024/09/16 الساعة 06:01 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/09/16 الساعة 06:03 بتوقيت غرينتش
صورة تعبيرية لخيام النازحين في خانيونس بعد أن دمرها قصف الاحتلال للمدنيين/ رويترز

أغرقت أمواج البحر المرتفعة فجأة خيام النازحين الفلسطينيين الذين لجأوا إلى شاطئ بحر مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، بعد أن ضاقت بهم السبل في ظل الحرب المتواصلة، في وقت يواصل الاحتلال الإسرائيلي قصفه لمنازل وخيم النازحين، موقعاً مزيد من الشهداء. 

وأفادت مصادر محلية فلسطينية، صباح الاثنين 16 سبتمبر/ أيلول 2024، إن 12 فلسطينياً استشهدوا جراء قصف جوي إسرائيلي استهدف مخيم النصيرات ومنشأة تجارية تؤوي نازحين شمال غرب مدينة رفح.

خيام بدائية

وعلى طول الشاطئ، اصطفت الخيام البدائية التي لم تصمد أمام الأمواج العاتية، حيث جرفتها المياه وأغرقت الأمتعة وطعامهم المدخر.

ومن مدينة دير البلح وسط حتى جنوب القطاع مدينة خان يونس وأطراف مدينة رفح، تنتشر آلاف الخيام المهترئة المصنوعة من القماش والنايلون بشكل غير منظم، حيث تؤوي نازحين أُجبروا على مغادرة منازلهم قسراً بفعل أوامر الإخلاء الإسرائيلية، في ظل حرب متواصلة منذ 7 أكتوبر.

وأظهرت مقاطع فيديو وصور عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تلاطم الأمواج وهي تضرب الخيام القريبة من الشاطئ، مما دفع النازحين إلى الخروج منها والتوجه إلى مناطق أكثر بُعدا.

ولم يتمكن النازحون من سحب أمتعتهم البسيطة، إذ أغرقت الأمواج بعضها، مما شكل معاناة جديدة لهم.

مأساة مستمرة

تروي النازحة الفلسطينية أم أدم داود، التي لجأت إلى شاطئ بحر خان يونس بعد نزوحها من مدينة غزة، معاناتها مع المياه التي غمرت خيمتها بسبب الأمواج العالية.

وتقول: "غرقت الخيم بالمياه، ولا ندري ماذا نفعل، الوضع مأساوي للغاية".

وتضيف: "لا يوجد مكان آخر نذهب إليه، نطالب الدول العربية بالتحرك لوضع حد للظلم الذي نعيشه".

وعلى مقربة منها، تجلس مسنة فلسطينية على عتبة خيمتها التي جرفتها مياه البحر، وقد غمرت الحزن ملامح وجهها.

وتقول وهي تلوح بيدها نحو الخيمة الغارقة بالمياه: "طوال الليل كانت المياه تدخل علينا ولا ندري ماذا نفعل".

وفي مكان بجانبها، يحاول المسن الفلسطيني إبراهيم شمالي سحب بعض من ممتلكاته لينجو بها إلى بر الأمان بعد أن أغرقت مياه البحر خيمته.

ويقول: "عندما كنا نائمين، أغرقت الأمواج خيمتنا وسحبت الطعام والفراش".

ويتمنى إبراهيم أن تنتهي الحرب ليعود إلى منزله في مدينة غزة.

شتاء قادم

ومع اقتراب فصل الشتاء، تتعالى أمواج البحر وتنخفض درجات الحرارة في ظل غياب وسائل التدفئة واستمرار الحرب، مما يشكل هاجساً جديداً ومعاناة إضافية للنازحين.

والسبت، حذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، من كارثة إنسانية تواجه 2 مليون نازح فلسطيني في مناطق مختلفة من القطاع مع حلول فصل الشتاء.

وأطلق المكتب الحكومي، في بيان، نداء استغاثة إنساني عاجل لإنقاذ واقع النازحين مع دخول فصل الشتاء.

وقال إن "74% من خيام النازحين أصبحت غير صالحة للاستخدام، وذلك وفقاً لفرق التقييم الميداني الحكومية".

وأفادت تلك الفرق، بحسب المكتب الحكومي، "بوجود 100 ألف خيمة من أصل 135 ألف خيمة بحاجة إلى تغيير واستبدال فوري عاجل نتيجة اهترائها".

واستكمل البيان قائلاً، إن تلك الخيام "مصنوعة من الخشب والنايلون والقماش، واهترأت مع حرارة الشمس وظروف المناخ في غزة، وخرجت عن الخدمة بشكل كامل، بعد مرور 11 شهراً متواصلاً من النزوح وهذه الظروف غير الإنسانية".

وحذر من "كارثة إنسانية حقيقية مع دخول فصل الشتاء ما ينذر بأن يصبح 2 مليون إنسان بلا مأوى".

ومنذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة يواجه الفلسطينيون معاناة النزوح المتكرر، حيث يأمر الجيش الإسرائيلي أهالي مناطق وأحياء سكنية بإخلائها استعدادا لقصفها وتدميرها والتوغل فيها.

ويضطر 2 مليون نازح من أصل 2.3 مليون نسمة (إجمالي السكان)، خلال نزوحهم إلى اللجوء للمدارس أو لمنازل أقربائهم أو معارفهم، أو إقامة خيام في الشوارع والمدارس أو أماكن أخرى مثل السجون ومدن الألعاب، في ظل ظروف إنسانية صعبة حيث لا تتوفر المياه ولا الأطعمة الكافية، وتنتشر الأمراض.

وبدعم أمريكي مطلق، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 136 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.

تحميل المزيد