تمسك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاثنين 2 سبتمبر/ أيلول 2024، بالبقاء في محور فيلادلفيا، وطلب "الصفح" من عائلات ستة محتجزين تم انتشال جثثهم من نفق في جنوب قطاع غزة لعدم إعادتهم أحياء، وتوعد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بدفع ثمنًا باهظًا للغاية.
وقال نتنياهو في مؤتمر صحافي متلفز بالقدس المحتلة إن إسرائيل كانت قريبة من تحرير المحتجزين الستة لكن لم تنجح للأسف فقد قتلتهم حماس وستدفع ثمنًا باهظًا لذلك.
وجدد التأكيد على أن موقفه ثابت بشأن محور فيلادلفيا ولن يتغير، ورأى أن هذا المحور هو أنبوب الأكسجين لحماس ويجب قطعه، معتبرًا أن **"خروج الجيش الإسرائيلي من محور فيلادلفيا جعل غزة مصدر تهديد كبير لنا، وكان بمثابة فتح الطريق لدخول الأسلحة وغيرها إلى حماس".
وشدد على أنه لم يكن هناك اتفاق دولي سابق يسمح لنا باحتلال محور فيلادلفيا، وأكد أن تحقيق أهداف الحرب يمر عبر هذا المحور.
ولفت رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى أنه لم يوافق أبدًا على إخلاء محور فيلادلفيا عندما قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون مغادرة قطاع غزة، منوهًا إلى أنه **"عندما دخلنا إلى محور فيلادلفيا شعرنا بتغيير لصالحنا في الوضع العسكري".
وأضاف: يقولون لنا أخرجوا من محور فيلادلفيا لمدة 42 يومًا، وأنا أقول إذا فعلنا ذلك فلن نعود إليه ولو بعد 42 سنة، معتبرًا أن دخول الجيش الإسرائيلي إلى محور فيلادلفيا أجبر حماس على تغيير موقفها في المفاوضات.
وقال نتنياهو إنه حريص على إنجاز اتفاق، زاعمًا أنه لم يلحظ أي إيجابية من حماس باتجاه إبرام صفقة. وأشار إلى أن إسرائيل خاضت 3 حروب قضت فيها على كثير من أعدائها لكن لم تحظ بدعم دولي لإعادة احتلال غزة.
وشدد على أن إسرائيل في حرب مصيرية ضد ما وصفه بمحور الشر الإيراني، والعدو يريد تدميرنا جميعًا دون استثناء، وقال إنه بعدما خرجت إسرائيل من لبنان كان يجب عليها العودة مع أول صاروخ أطلق عليها من هناك.
كان بنيامين نتنياهو، الاثنين، قد قال في اجتماع الحكومة، يوم الاثنين، إن إسرائيل لن تنسحب من محور فيلادلفيا على الحدود بين قطاع غزة ومصر "لا بعد 42 يومًا ولا بعد 42 عامًا".
تصريحات نتنياهو جاءت خلال اجتماع الحكومة، وفق القناة 12 الإسرائيلية. ونقلت القناة العبرية عن نتنياهو قوله: "لن نغادر فيلادلفيا، ليس بعد 42 يومًا ولا بعد 42 عامًا أخرى".
وفترة 42 يومًا هي فترة المرحلة الأولى من اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار الذي يجري بحثها في مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس بوساطة مصرية وقطرية ودعم أمريكي.
وذكرت أن نتنياهو هاجم الإضراب الذي أعلنه اتحاد نقابات العمال "الهستدروت" في إسرائيل للضغط على الحكومة لإبرام اتفاق تبادل أسرى مع حركة حماس.
وبشأن تحرك النقابات، نقلت عن نتنياهو قوله: "الإضراب؟ إنه عار، إنه يعطي (زعيم حماس يحيى) السنوار ما يريد".
وانطلق صباح الاثنين إضراب في إسرائيل لاتحاد نقابات العمال "الهستدروت" كان مقررًا أن يستمر حتى صباح الثلاثاء لدفع حكومة نتنياهو للقبول بصفقة تبادل أسرى مع حركة "حماس"، إلا أن محكمة تل أبيب قررت إنهاءه استجابة لطلب الحكومة.
ويقول مسؤولون إسرائيليون وأفراد من عائلات الأسرى المحتجزين في غزة إن إصرار نتنياهو على موقفه بشأن محور فيلادلفيا **"يعطل التوصل إلى اتفاق".
ووصلت مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة إلى مرحلة حرجة، جراء إصرار نتنياهو على مواصلة الحرب على القطاع، وعدم الانسحاب من محوري نتساريم وفيلادلفيا وسط وجنوب القطاع، بينما تتمسك حركة حماس بإنهاء الحرب وعودة النازحين والانسحاب الإسرائيلي من كامل القطاع.
بايدن يبحث ملف الأسرى
في سياق مواز قال البيت الأبيض، الاثنين، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن ونائبته كامالا هاريس ناقشا خلال اجتماع مع فريق التفاوض الأمريكي "الخطوات المقبلة لضمان إطلاق سراح الرهائن" في قطاع غزة.
وأضاف البيت الأبيض، في بيان نشره على موقعه الإلكتروني، أن **"الرئيس بايدن ونائبته تلقيا إحاطة من فريق التفاوض حول وضع الاقتراح الأمريكي القطري المصري بشأن جسر الخلافات بين حماس وإسرائيل".
كما ناقش بايدن وهاريس "الخطوات المقبلة في الجهود الجارية لتأمين إطلاق سراح الرهائن، بما في ذلك استمرار المشاورات مع الوسطاء المشاركين قطر ومصر"، حسب البيان نفسه.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل بدعم أمريكي حربًا على غزة، خلّفت أكثر من 135 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.