قال تطبيق تليغرام، الأحد 25 أغسطس/آب 2024، إن مؤسسه بافيل دوروف ليس لديه ما يخفيه وإنه من العبث تحميله مسؤولية إساءة استخدام المنصة، وذلك بعد ساعات من إعلان السلطات الفرنسية التي ألقت القبض عليه، تمديد اعتقاله بتهمة ارتكاب جرائم مرتبطة بتطبيق المراسلة.
وكان اعتقال مؤسس تليغرام، في مطار لو بورجيه خارج باريس يوم السبت بمثابة أحدث تطور غير عادي في مسيرة أحد أكثر رموز التكنولوجيا تأثيرًا في العالم، بحسب ما ذكرته صحيفة الغارديان البريطانية.
تليغرام ينتظر حلاً سريعاً لاعتقال مؤسسه
وأضاف التطبيق في بيان عن احتجاز دوروف في فرنسا: "يلتزم تيليجرام بقوانين الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك قانون الخدمات الرقمية. إشرافه على المحتوى يتماشى مع معايير الصناعة ويتحسن باستمرار".
وجاء في البيان "ليس لدى الرئيس التنفيذي لشركة تيليجرام بافيل دوروف ما يخفيه وهو يسافر كثيراً في أوروبا. ومن العبث أن نزعم أن منصة أو مالكها مسؤولان عن إساءة استخدام تلك المنصة".
وأضاف "نحن ننتظر حلاً سريعاً لهذا الموقف".
التهم الموجه لمؤسس تليغرام
وقال مصدر قريب من التحقيق إن القاضي الذي يتولى القضية مدد احتجاز دوروف (39 عاما) إلى ما بعد مساء الأحد. ويمكن أن تستمر هذه الفترة الأولية من الاحتجاز لمدة أقصاها 96 ساعة.
وعندما تنتهي هذه المرحلة من الاحتجاز، يمكن للقاضي أن يقرر إطلاق سراحه أو توجيه اتهامات إليه وحبسه احتياطيا لفترة أطول.
وكان المحققون الفرنسيون قد أصدروا مذكرة اعتقال بحق دوروف في إطار تحقيق في مزاعم الاحتيال وتهريب المخدرات والجريمة المنظمة والترويج للإرهاب والتنمر الإلكتروني.
ويتهم دوروف بالفشل في اتخاذ إجراءات للحد من "الاستخدام الإجرامي لمنصته"، وتم إيقافه بعد وصوله إلى باريس من باكو على متن طائرته الخاصة مساء السبت. وقال أحد المحققين الذي أعرب عن دهشته من سفر دوروف إلى باريس وهو يعلم أنه مطلوب: "كفى من إفلات تيليجرام من العقاب".
واتهمت السلطات الروسية فرنسا برفض التعاون. وطلبت السفارة الروسية في باريس الوصول إلى دوروف وقالت إن فرنسا "تجنبت حتى الآن التعامل" مع الوضع.
وكان دوروف قد غادر روسيا في عام 2014 بعد رفضه الامتثال لمطالب الكرملين بإغلاق مجموعات المعارضة على شبكة تواصل اجتماعي اسمها VK وتشبه فيسبوك، والتي أسسها عندما كان يبلغ من العمر 22 عامًا.
على إثر ذلك غادر دوروف شبكة VK بعد نزاع مع مالكيها المرتبطين بالكرملين، ووجه تركيزه إلى تليغرام، التطبيق الذي أسسه مع شقيقه نيكولاي في عام 2013.
في البداية، كان تطبيق تيليجرام مشابهًا لتطبيقات المراسلة الأخرى، لكنه انحرف منذ ذلك الحين ليصبح شبكة اجتماعية قائمة بذاتها. وبالإضافة إلى التواصل بين شخصين، يمكن للمستخدمين الانضمام إلى مجموعات يصل عدد أعضائها إلى 200 ألف شخص وإنشاء "قنوات" بث يمكن للآخرين متابعتها وترك تعليقات عليها.
ويضم تليغرام اليوم 950 مليون مستخدم نشط شهريًا، وأصبح التطبيق مصدر رئيسي للمعلومات لكثير من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي.
ويعيش دوروف في دبي، حيث مقر تيليجرام، ويحمل الجنسيتين الفرنسية والإماراتية. وقال مؤخرا إنه حاول الاستقرار في برلين ولندن وسنغافورة وسان فرانسيسكو قبل اختيار دبي، التي أشاد ببيئة الأعمال فيها و"حيادها"، بحسب ما ذكرته صحيفة الغارديان البريطانية.