إسرائيل سترسل وفداً كاملاً لجولة المفاوضات المرتقبة في قطر.. وأمريكا ودول أوروبية تدعو للتوصل إلى اتفاق 

عربي بوست
تم النشر: 2024/08/14 الساعة 15:31 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/08/14 الساعة 18:06 بتوقيت غرينتش
نتنياهو ووزير جيش الاحتلال وقادة إسرائيل العسكريين في لقاء سابق / رويترز

قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأربعاء 14 أغسطس/آب 2024، أن يترأس رئيس "الموساد" دافيد برنياع وفد بلاده إلى المفاوضات المفترض أن تستأنف بالعاصمة القطرية الدوحة، الخميس، حول اتفاق لوقف الحرب على قطاع غزة بما يشمل صفقة لتبادل الأسرى في وقت دعا سفراء الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا في إسرائيل، للتوصل إلى اتفاق تبادل أسرى ووقف إطلاق نار في غزة.

هيئة البث العبرية الرسمية قالت إن نتنياهو قرر أن يضم وفد المفاوضات رئيس جهاز الأمن العام "الشاباك" رونين بار ومسؤول ملف المفقودين في جيش الاحتلال الإسرائيلي نيتسان ألون.

وأشارت الهيئة إلى أن نتنياهو أجرى مداولات مع الوفد قبل مغادرته إلى الدوحة، فيما قالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قرر إيفاد طاقم المفاوضات كاملاً يوم غد إلى الدوحة.

دعوة للتوصل إلى اتفاق مع حماس 

وبالتزامن نقل موقع "تايمز أوف إسرائيل" الإخباري الإسرائيلي عن سفراء الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا في إسرائيل قولهم في مؤتمر صحفي في تل أبيب، إن "إسرائيل وحماس يجب أن تتوصلا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة قريبًا، حيث قد لا تكون هناك فرص أخرى".

وحسب الموقع، "أصدر السفير الأمريكي جاك لو، والسفير الألماني ستيفن سيبرت، والسفير البريطاني سيمون والترز، بيانا مشتركا تضمن الدعوة".

ونقل عن السفير الأمريكي قوله خلال المؤتمر: "نحن بحاجة أيضًا إلى التوصل إلى حل دبلوماسي في الشمال (على الحدود مع لبنان حيث تدور مواجهات مع حزب الله)، إن الاجتماع الذي سيعقد غدًا مهم للغاية، فهو يحتاج إلى التوصل إلى حل" كما أضاف: "لا نعرف كم من الفرص الأخرى ستتاح لنا لإعادة لم شمل الرهائن مع عائلاتهم وإيجاد باب للاستقرار في المنطقة".

وتابع السفير الأمريكي: "لا يوجد وقت نضيعه، والولايات المتحدة تدعو جميع الأطراف إلى التوصل إلى اتفاق الآن".

إسرائيل ترسل وفداً كاملاً للتفاوض مع حماس
الرئيس الأمريكي جو بايدن مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو/الأناضول

بدوره، اعتبر سفير ألمانيا لدى تل أبيب، أن هذا الأسبوع "قد يكون حاسمًا" وقال سيبرت في إشارة إلى المفاوضات التي ستستأنف غدا بالدوحة: "أعيُن الملايين معلقة على محادثات الغد، والتي من شأنها أن تفتح إمكانية إيجاد حل سياسي للقتال في الشمال والسماح لعشرات الآلاف من الإسرائيليين النازحين بالعودة إلى ديارهم" على حد قوله.

من جهته، أشار السفير البريطاني إلى أن بلاده "ترحّب بالجهود الرامية إلى تأمين اتفاق" وشدد والترز على أنه "لا يمكن أن يكون هناك مزيد من التأخير".

وأضاف: "15 أغسطس (آب الجاري) هو الوقت المناسب للتوصل إلى صفقة، نحث إيران على الامتناع عن الإضرار بالجهود وسيدفعون الثمن إذا أضرّوا بالعملية".

مفاوضات مرتقبة في الدوحة 

كما سيشارك في المفاوضات المرتقبة كل من رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز، ورئيس المخابرات المصرية اللواء عباس كامل، ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.

وبينما لم يتضح بعد موقف حركة "حماس" من المشاركة في تلك المفاوضات، قالت هيئة البث العبرية إن مصر وقطر ستتولى إجراء الاتصالات مع الحركة الفلسطينية بشأن المفاوضات.

وكانت "حماس" طالبت، في بيان، الأحد الماضي، الوسطاء في هذا المفاوضة بـ "تقديم خطة لتنفيذ ما قاموا بعرضه على الحركة ووافقت عليه بتاريخ 2 يوليو/ تموز، استنادا إلى رؤية بايدن وقرار مجلس الأمن، وإلزام الاحتلال (الإسرائيلي) بذلك، بدلا من الذهاب إلى مزيد من جولات المفاوضات أو مقترحات جديدة توفر الغطاء لعدوان الاحتلال، وتمنحه مزيدًا من الوقت".

كما أضافت حماس آنذاك: "رغم أننا والوسطاء في مصر وقطر ندرك حقيقة نوايا ومواقف الاحتلال ورئيس حكومته (بنيامين نتنياهو)، إلا أن الحركة تجاوبت مع الاتفاق الأخير، والذي واجهه العدو بشروط جديدة لم تكن مطروحة طوال عملية التفاوض".

السنوار
زعيم حركة حماس في غزة يحيى السنوار/ تويتر

شروط نتنياهو تعرقل الهدنة 

ونهاية مايو/ أيار الماضي، طرح بايدن بنود صفقة عرضتها عليه إسرائيل "لوقف القتال والإفراج عن جميع المختطفين (الأسرى الإسرائيليين في غزة)"، وقبلتها حماس وقتها، وفق إعلام عبري.

لكن نتنياهو أضاف شروطًا جديدة اعتبرها كل من وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، ورئيس الموساد دافيد برنياع، أنها ستعرقل التوصل إلى الصفقة.

وتضمنت هذه الشروط منع عودة من أسماهم بـ "المسلحين الفلسطينيين" من جنوب قطاع غزة إلى شماله عبر تفتيش العائدين عند محور نتساريم، الذي أقامه جيش الاحتلال الإسرائيلي قرب مدينة غزة ويفصل شمال القطاع عن جنوبه، وبقاء جيش الاحتلال الإسرائيلي بمحور فيلادلفيا على الحدود بين غزة ومصر، الذي أعلن السيطرة عليه في 29 مايو/ أيار الماضي.

ثم أضاف نتنياهو لاحقًا شروطًا أخرى، بينها نفي أسرى فلسطينيين من ذوي المحكوميات العالية إلى دول أخرى مثل قطر وتركيا.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، يشن الاحتلال بدعم أمريكي حربًا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 132 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود.

وأعلنت إسرائيل نهاية يوليو/تموز الماضي، حالة الاستنفار تحسبًا لردود فعل انتقامية من إيران و"حزب الله" وحماس على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في 31 يوليو/ تموز الماضي، والقيادي العسكري البارز بالحزب فؤاد شكر ببيروت في اليوم السابق.

إسرائيل ترسل وفداً كاملاً للتفاوض مع حماس
رئيس المكتب السياسي السابق لحماس إسماعيل هنية/رويترز

وبينما تبنت تل أبيب اغتيال شكر، تلتزم الصمت حيال اتهام إيران وحماس لها باغتيال هنية، وإن ألمح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى مسؤولية بلاده عن قصف مقر إقامته خلال زيارة لطهران.

ومنذ أشهر، تقود مصر وقطر والولايات المتحدة مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة حماس، غير أنها لم تسفر عن بلورة اتفاق بسبب رفض إسرائيل مطلب حماس بإنهاء الحرب وسحب قواتها من قطاع غزة وعودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال القطاع.

تحميل المزيد