كشف الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، السبت 13 يوليو/تموز 2024، عن سياسته الخارجية، موجهاً رسالة إلى الولايات المتحدة أن بلاده لن ترضخ للضغوط.
جاء ذلك في مقال على صحيفة "طهران تايمز" الإيرانية، بعنوان "رسالتي إلى العالم الجديد".
في مقاله، أكد بزشكيان أنه تلاشح لمنصب رئيس الجمهورية "على أساس برنامج الإصلاح، وتعزيز الوحدة الوطنية، والتعامل البنّاء مع العالم".
كذلك، شدد على أن حكومته ستجعل في سلم أولوياتها الحفاظ على مكانة إيران الدولية، وانتهاج سياسة تعتمد على اغتنام الفرص من خلال التوازن في العلاقات مع كل البلدان، بما يتوافق مع المصالح الإيرانية، والتنمية الاقتصادية، "ومتطلبات السلام والأمن الإقليمي والعالمي".
حول العلاقات مع الولايات المتحدة، أوضح الرئيس الإيراني، أنه على واشنطن أن تفهم أن إيران "لا ولن تستجيب للضغوط".
وأشار إلى أن الولايات المتحدة انسحبت بشكل غير قانوني من الاتفاق النووي مع إيران، بسبب "المشاحنات والانتقامات المتعلقة بسياستها الداخلية"، مشيراً إلى أنها عمدت إلى جانب شن الحرب الاقتصادية ضد طهران، إلى "تصعيد حدة الصراع عبر الانخراط في إرهاب الدولة، من خلال اغتيال قائد قوة القدس قاسم سليماني".
وأضاف بزشكيان أنّ واشنطن وحلفاءها في الغرب "لم يفوّتوا فرصةً تاريخيةً لتقليص التوترات، وإدارتها في المنطقة والعالم فحسب، بل عملوا أيضاً على تقويض معاهدة حظر الانتشار النووي (NPT) بشكل خطير، من خلال إظهار أنّ تكاليف التزام مبادئ نظام حظر الانتشار النووي قد تفوق الفوائد التي قد يقدّمها".
كما أشار إلى أن الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين، أساؤوا استخدام نظام حظر الانتشار النووي، بهدف فبركة أزمة تتعلق بالبرنامج السلمي الإيراني، واستخدامها لممارسة الضغط المستمر على الشعب الإيراني.
كما اتهم الولايات المتحدة والغرب، بدعم إسرائيل، التي تثبت كل الأدلة امتلاكها أسلحة نووية، رغم عدم عضويتها في معاهدة حظر الانتشار النووي.
كما جدد بزشكيان تأكيد بلاده على أن العقيدة الدفاعية لها، لا تتضمن الأسلحة النووية.
ووجه رسالته إلى واشنطن قائلاً: "عليها أن تقبل واقع إيران، وتتجنب تصعيد التوترات الحالية".
في الإطار، أوضح أن طهران "ستضع تعزيز العلاقات مع جيرانها على رأس أولوياتها".
وأضاف: "سنبادر إلى التعاون مع تركيا والسعودية وسلطنة عُمان والعراق والبحرين وقطر والكويت والإمارات، والمنظمات الإقليمية، لتعميق العلاقات الاقتصادية، تعزيز العلاقات التجارية، زيادة الاستثمار المشترك، معالجة التحديات المشتركة، والمضي قدماً نحو إنشاء إطار إقليمي للحوار وبناء الثقة والتنمية".
أما بالنسبة للصين وروسيا، فقال إنهما "وقفتا إلى جانب إيران باستمرار خلال الأوقات الصعبة، ونحن نقدر هذه الصداقة بشدة".
وتابع قائلاً إن "روسيا حليف استراتيجي وجار مهم لإيران وستظل إدارتي ملتزمة بتوسيع وتعزيز تعاوننا"، مشيراً إلى أن طهران ستدعم بقوة المبادرات الرامية إلى إنهاء الصراع في أوكرانيا.
الحرب على غزة
وحول الحرب الجارية بغزة، قال بزشكيان، إنه سيعمل على وقف "المذبحة"، ومنع اتساع الحرب.
وقال إن إسرائيل لا تزال نظام فصل عنصري، وأضافت "الإبادة الجماعية" إلى سجلها المظلم من الاحتلال، وجرائم الحرب، والتطهير العرقي، وبناء المستوطنات، وحيازة الأسلحة النووية، والضم غير القانوني لأراضي الآخرين، وغزو الجيران.
فيما أكد بزشكيان، أن حكومته ستحثّ، "كإجراء أولي، الدول العربية المجاورة على التعاون والاستفادة من كل الوسائل السياسية والدبلوماسية، لإعطاء الأولوية لتحقيق وقف إطلاق نار دائم في القطاع، بهدف وقف المذبحة ومنع اتساع الصراع".
كما شدّد على "وجوب العمل بعد ذلك لإنهاء الاحتلال المطوّل الذي دمّر حياة 4 أجيال من الفلسطينيين".
في هذا السياق، أكد على أنّ "جميع الدول ملزمة بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية لعام 1948 باتخاذ التدابير اللازمة لمنع الإبادة الجماعية، وليس مكافأتها من خلال تطبيع العلاقات مع مرتكبيها المجرمين".