حذّر الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل الإثنين 24 يونيو/حزيران 2024 من أن إسرائيل لديها إرادة واضحة لضم الضفة الغربية المحتلة تدريجياً، معتبراً أن ذلك "لن يؤدي إلى السلام".
وفي مؤتمر صحفي عقب اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ قال بوريل: "يبدو أن هناك إرادة إسرائيلية واضحة لضم الضفة الغربية شيئاً فشيئاً، وهذا الأمر لن يؤدي إلى السلام".
بوريل أضاف: "لم نتوصل إلى وقف لإطلاق النار بقطاع غزة (بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية) رغم مرور 3 أسابيع على الاقتراح الذي يدعمه المجتمع الدولي".
ورداً على سؤال عما إذا كانت الحرب الإسرائيلية على غزة ستستمر، قال المسؤول الأوروبي: "يبدو الأمر كذلك للأسف، إنها الحرب التي ستختبر قدرة الفلسطينيين على البقاء في غزة".
سموتريتش يهدد بضم الضفة لإسرائيل
في السياق، قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إنه سيفرض أمراً واقعاً لجعل الضفقة الغربية المحتلة "جزءاً لا يتجزأ من إسرائيل" وسيعمل على منع إقامة دولة فلسطينية.
جاء ذلك خلال افتتاحه جلسة الكتلة البرلمانية لحزب الصهيونية الدينية الذي يتزعمه الإثنين، إذ تعهد بتنظيم البؤر الاستيطانية والمستوطنات الناشئة وإقامة مستوطنات جديدة.
وتطرق سموتريتش إلى ردات الفعل على التسجيلات التي كشفتها صحيفة نيويورك تايمز قائلاً إن "جهات عديدة في البلاد والعالم ردوا على ما نُشر بذهول".
وأضاف "نشرت ما لا يقل عن 21 منظمة يسارية مختلفة، بما في ذلك منظمة بتسيلم ومنظمة وشوفريم شتيكا، وثيقة تحذّر من أن الوضع في يهودا والسامرة (الضفة الغربية المحتلة) تغير تغيّراً كبيراً منذ توليت منصبي".
وقال سموتريتش: "إن مهمة حياتي هي إحباط أي إمكانية لإقامة دولة فلسطينية في قلب البلاد، ولهذا السبب دخلت العمل الجماهيري وأسست جمعية ريغافيم، وبعد ذلك التحقت بالقيادة الوطنية، وانتخبت للكنيست وعُيّنت وزيراً في الحكومة".
كما أكد سموتريتش: "أنا لا أخفي نيّاتي وأقول الأشياء بأكثر الطرق وضوحاً، أنوي استخدام سلطتي لإحداث تغيير في الوضع على الأرض، وتعزيز الاستيطان في يهودا والسامرة، وتنظيم الاستيطان الناشئ الذي يشكل حاجزاً أمام سيطرة العرب على المناطق المفتوحة".
والجمعة كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن مقطع مصور لسموتريتش يُفصح فيه عن خطة لتعزيز سيطرة إسرائيل على الضفة الغربية من دون إعلان ضمّها رسمياً، وسُمع الوزير الإسرائيلي في المقطع المصور وهو يقول إنّ الهدف منع الضفة من أن تصبح جزءاً من دولة فلسطينية.
كما أضاف أنّ من شأن هذه الخطوة أن تجعل السيطرة الإسرائيلية على الضفة مقبولة دولياً.
وفي المقطع المصور، الذي يعود إلى خطاب ألقاه سموتريتش في 9 يونيو/حزيران خلال تجمّع للمستوطنين، استعرض الوزير الإسرائيلي برنامجه الذي يشير إلى نقل صلاحيات قانونية كبيرة في الضفة الغربية المحتلة إلى "الإدارة المدنية" التي يقودها سموتريتش نفسه، وهو ما كان الأخير قد طالب به على مدار الأشهر الأخيرة من أجل منح المستوطنين تراخيص استيطانية جديدة في الأراضي الفلسطينية بالضفة الغربية.
ويقول الفلسطينيون إن إسرائيل تستغل حربها المتواصلة على قطاع غزة، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لتكثيف أنشطة الاستيطان وإجراءات ضم الضفة الغربية المحتلة، وتدعو المجتمع الدولي إيقاف مخططات تل أبيب.
وتعتبر الأمم المتحدة الاستيطان في الأراضي المحتلة غير قانوني، وتحذر من أنه يقوض فرص معالجة الصراع وفق مبدأ حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية)، وتطالب منذ عقود بوقفه دون جدوى.
وحسب تقديرات إسرائيلية، يقيم أكثر من 720 ألف مستوطن إسرائيلي في مستوطنات وبؤر استيطانية بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية المحتلة.