قدم 7 من أعضاء حزب العمال البريطاني في دائرة سلاو الانتخابية استقالتهم احتجاجاً على موقف الحزب من حرب غزة والتمييز الذي واجهه أعضاء مسلمون بالحزب، بحسب ما نشره موقع ميدل إيست آي البريطاني، الأربعاء 5 يونيو/حزيران 2024.
وفي رسالة مفتوحة إلى زعيم حزب العمال كير ستارمر يوم الإثنين، أعرب أعضاء الحزب ظفار عجيب، وصبيا أكرم، وحقيق دار، ومحمد نذير، ونفيدا قاسم، وقاص صباح، وجميلة صباح عن "خيبة أملهم وغضبهم" من قيادة حزب العمال.
وأشار الأعضاء إلى سياسة التمييز التي مورست بحق نائبتي الحزب ديان أبوت وفايزة شاهين مؤخراً.
كانت النائبة فايزة شاهين قد مُنعت من تمثيل حزب العمال في دائرة تشينغفورد وودفورد غرين بشمال شرق لندن، بزعم إعجابها بعدد من المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، التي تدين إسرائيل، مما أدى لاتهامها بـ "معاداة السامية"، في حين تم إخبار ديان أبوت مؤخراً فقط أنه سيُسمح لها بالترشح مرة أخرى بعد تعليق عضويتها في الحزب.
وقال أعضاء الحزب إن الجدل حول ما إذا كان بإمكان النائبتين الترشح للانتخابات سلط الضوء على "العنصرية المؤسسية" في حزب العمال، بحسب موقع بي بي سي البريطاني.
ونقل موقع ميدل إيست آي عن عضو المجلس الانتخابي السابق في دائرة سلاو حقيق دار قوله: "القضية الرئيسية هي غزة. لكنني أعتقد أن نقطة التحول كانت ما شهدناه خلال عطلة نهاية الأسبوع من المعاملة التي تلقاها أعضاء حزب العمال الذين مثلوا الحزب لفترة طويلة مثل ديان أبوت وفايزة شاهين".
انتقاد إسرائيل
وشددت رسالة الأعضاء السبعة أيضاً على أن أعضاء حزب العمال في دائرة سلاو، والعديد منهم من أقليات عرقية، واجهوا تهديدات بالعزل بسبب انتقادهم لإسرائيل.
وقال دار: "لقد وصلنا إلى مرحلة يتم فيها اتهام أي عضو مسلم بمعاداة السامية إذا قال أي شيء عن إسرائيل".
وتابع دار: "لقد تحدث الكثير من أعضاء الحزب ضد المسلمين، ولكن يبدو أنه لم يتم فعل أي شيء حيال ذلك… إنه ليس نفس الحزب الذي انضممنا إليه".
وكتب الأعضاء: "نحن الأعضاء العاديون، ليس أمامنا خيار سوى الاستقالة. يجب أن نبقى صادقين مع قيمنا وضميرنا، حتى لو تخلى عنها الحزب الذي كنا نؤمن به ذات يوم. لقد تغيرت مواقف حزب العمال الذي أخلصنا له على مدى أربعة عقود من الزمن… يجب أن نظل أصواتاً قوية ومستقلة لأحيائنا ومواطنينا".
قمع حرية التعبير
ويأتي ذلك بعدما قدم 20 من أعضاء مجلس حزب العمال في لانكشير في أبريل/نيسان الماضي، بسبب مزاعم بالتنمر ومحاولات القيادة "قمع" حرية التعبير.
وفي أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني العام الماضي، أدى رفض ستارمر لدعم وقف إطلاق النار في غزة وتعليقاته التي تؤيد العقاب الجماعي للفلسطينيين، إلى سلسلة من الاستقالات في المجلس، مما أدى إلى فقدان الحزب السيطرة على مجلسي مدينتي بيرنلي وأكسفورد .
وقبل الانتخابات المحلية الأخيرة، فقد حزب العمال أيضاً السيطرة على مجلسي هاستينغز ونورويتش، وخسر مجلسا أولدهام وكيركليس خلال الانتخابات، حيث أشار الناخبون إلى التخفيضات في الخدمات المحلية وموقف القيادة بشأن غزة كعوامل محفزة لعدم التصويت للحزب.
ووفقاً لتقرير صدر في شهر مايو/أيار، فقد الحزب ثلث حصته من الأصوات في المناطق ذات الأغلبية المسلمة خلال الانتخابات المحلية، ويرجع ذلك على الأرجح إلى موقفه من الحرب الإسرائيلية على غزة.
وكان تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية قد أشار إلى أن غزة ستكون أول معضلة لحزب العمال بعد فوزه المحتمل في الانتخابات القادمة المقرر إجراؤها في 4 تموز/يوليو المقبل.
وقالت الغارديان إن إجراء انتخابات مبكرة في بريطانيا، واليقين بأن أزمة غزة لن يتم حلها بحلول يوم الاقتراع، يعني أن ستارمر يعرف بالفعل أول وأهم تحد له في السياسة الخارجية لرئاسته المتوقعة للوزراء.
يأتي ذلك بينما قال وزير خارجية حكومة الظل في حزب العمال، ديفيد لامي، في وقت سابق إن الحزب سيعمل على الاعتراف بالدولة الفلسطينية إذا فاز بالسلطة.
وقال لامي إنه سيكون "من الأفضل" أن يكون الاعتراف البريطاني بالدولة الفلسطينية جزءاً من حل الدولتين الذي يجلب السلام إلى الشرق الأوسط، بحسب تقارير بريطانية.