ذكرت دراسة أجراها مركز أبحاث إسرائيلي أن اسم "فلسطين" قد أُزيل من معظم الخرائط التي ظهر فيها سابقاً في الكتب المدرسية السعودية، بحسب ما نشره موقع ميدل إيست آي البريطاني، الخميس 30 مايو/أيار 2024.
وبحسب الموقع البريطاني، فقد تتبعت الدراسة، التي أجرتها منظمة Impact-se غير الحكومية، التغييرات التي شهدتها الكتب المدرسية السعودية على مدى السنوات الخمس الماضية، وظهرت بوضوح في العام الدراسي الحالي 2023-2024.
وراجعت الدراسة 371 كتاباً مدرسياً تم نشرها بين عامي 2019 و2024، وسلطت الضوء على المحتوى الذي تمت إزالته أو تغييره أو بقي دون تغيير.
الدراسة ذكرت أن كتاب مادة الدراسات الاجتماعية للصف الثاني عشر، الذي يُعّرف الصهيونية كحركة عنصرية، لم يعد مدرجاً ضمن المنهج الدراسي منذ عام 2023، في حين أُزيل الفصل المتعلق بالقضية الفلسطينية من كتاب دراسي آخر لا يزال مدرجاً ضمن المناهج.
وقالت الدراسة: "معظم الخرائط أزالت أسماء جميع الدول غير المتاخمة للسعودية، بما في ذلك فلسطين، وفي بعض الحالات تمت إزالة جميع أسماء الدول".
وبالمثل، فإن خريطتين في كتاب الجغرافيا للصفوف من العاشر وحتى الثاني عشر، والتي كانت تتضمن سابقاً ذكر كلمة فلسطين، لا تعرضان الآن أسماء أي دولة متاخمة للمملكة. وقد ورد نفس الحذف في كتب الدراسات الاجتماعية للصفين السادس والسابع.
كما تمت إزالة الخرائط التي كانت تعرض في السابق اسم فلسطين التاريخية بدلاً من إسرائيل من كتب الدراسات الإسلامية والجغرافيا للصفوف من العاشر وحتى الثاني عشر.
أُزيلت الإشارة أيضاً إلى وصف إسرائيل بـ"الكيان الصهيوني" في كتاب الدراسات الاجتماعية لعام 2021 للصفوف من العاشر وحتى الثاني عشر في طبعة عام 2022، وتم وقف تدريس الكتاب المدرسي بأكمله الذي تضمن درساً عن الدعم العربي والسعودي للقضية الفلسطينية في عام 2023.
لهجة أقل عدائية
كما وثق التقرير بعض التعديلات في الكتب المدرسية التي تشير الآن إلى إسرائيل بنبرة أقل عدائية.
على سبيل المثال، استبدلت نسخة 2022 من كتاب الدراسات الاجتماعية في المدرسة الثانوية الإشارات إلى إسرائيل باسم "العدو الصهيوني" بعبارة "جيش الاحتلال الإسرائيلي".
وتم تبديل كلمات "العدو الإسرائيلي" إلى "الاحتلال الإسرائيلي"، و"الصهاينة" إلى "الإسرائيليين"، أو "جيش الاحتلال الإسرائيلي".
يذكر أن السعودية لم تعترف رسمياً بإسرائيل منذ إنشائها عام 1948، ولكن كانت هناك تكهنات مستمرة بأن المملكة ستطبع علاقاتها مع إسرائيل كما فعل جيرانها الخليجيون؛ البحرين والإمارات في السنوات الأخيرة.
لكن هذه الشائعات لم تتحقق في أعقاب الحرب الإسرائيلية التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023/ والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 36.000 فلسطيني.
وعارضت السعودية الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة.
وقالت وزارة الخارجية السعودية في فبراير/شباط الماضي، إنه لن يتم التطبيع دون وقف إطلاق النار والمضي قدماً نحو إقامة الدولة الفلسطينية.
وكانت تقارير عدة قد كشفت أيضاً أن الولايات المتحدة والسعودية تقتربان من إبرام اتفاق تاريخي سيوفر للمملكة ضمانات أمنية، ويمهد الطريق لعلاقات دبلوماسية محتملة مع إسرائيل، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر، في ظل الحديث عن دفع السعوديين لـ"خطة بديلة" تستثني الاحتلال الإسرائيلي من الصفقة التاريخية مع واشنطن.