تعهد الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الرئاسي دونالد ترامب، خلال اجتماع للمانحين، بسحق الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات إذا عاد إلى البيت الأبيض، بحسب ما نشرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، الثلاثاء 28 مايو/أيار 2024.
ووصف ترامب خلال اجتماع عقده في نيويورك قبل أيام مع مجموعة من المتبرعين الأثرياء وغالبيتهم من اليهود، المظاهرات التي اندلعت ضد الحرب الإسرائيلية في غزة بأنها جزء من "ثورة جذرية"، ووعد المانحين بأنه سيعيد الحركة 25 أو 30 عاماً إلى الوراء إذا ساعدوه على هزيمة جو بايدن في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وقال ترامب، وفقاً لصحيفة واشنطن بوست، التي كانت أول من نشر عن الحدث: "إذا أُعيد انتخابي، فسنعيد هذه الحركة 25 أو 30 عاماً إلى الوراء".
وأضاف ترامب أيضاً أن إدارته ستطرد الطلاب الأجانب الذين سيتبين أنهم يشاركون في الاحتجاجات.
وسُلطت الأضواء بشكل أكبر على الاحتجاجات الطلابية المؤيدة للفلسطينيين في أبريل/نيسان الماضي عندما أقام المتظاهرون في جامعة كولومبيا مخيماً في الحرم الجامعي، وطالبوا بسحب الاستثمارات من الشركات المتواطئة مع إسرائيل.
وقد اكتسبت هذه الاحتجاجات الطلابية زخماً عالمياً وامتدت لتشمل جامعات أوروبية وآسيوية أيضاً.
وفي كلمته أمام الاجتماع الذي انعقد في نيويورك في 14 مايو/أيار 2024، سمع ترامب أحد المانحين يشكو من أن العديد من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس المشاركين في الاحتجاجات يمكن أن يشغلوا، في المستقبل، مناصب في السلطة في الولايات المتحدة.
وأشاد بشرطة نيويورك التي قامت بفض المخيمات الاحتجاجية في جامعة كولومبيا، مطالباً بأن تحذو قوات الشرطة في مدن أخرى نفس النهج، مضيفاً: "يجب أن تتوقف هذه المخيمات الآن".
الجمهوريون المناهضون للاحتجاجات
ويسعى الجمهوريون بشكل متزايد إلى جعل احتجاجات الحرم الجامعي قضية انتخابية، وإظهارها بمظهر من مظاهر "الفوضى" في عهد بايدن.
وعقد الجمهوريون في الكونغرس سلسلة من جلسات الاستماع في الكابيتول هيل لتسليط الضوء على هذا الاتجاه، مع التركيز على التقارير حول معاداة السامية بين المتظاهرين والزعم بفشل رؤساء الجامعات عدة مرات في مكافحتها.
وفي آخر جلسة استماع الأسبوع الماضي، هاجم أعضاء الحزب الجمهوري في لجنة التعليم والقوى العاملة رؤساء جامعات نورث وسترن وروتجرز الذين أجروا مفاوضات بشأن الفض الطوعي للمخيمات، بدلاً من استدعاء الشرطة، كما دعا ترامب، بحسب صحيفة الغارديان البريطانية.
وفي تصريحات أخرى أمام المانحين، تراجع ترامب بشكل واضح عن انتقاده لإسرائيل بعد أشهر من المراوغة بالقول إنه يدعم حق إسرائيل في مواصلة "حربها على الإرهاب".
وكان قد قال في وقت سابق إن إسرائيل "تخسر حرب العلاقات العامة" بأفعالها في غزة.
وفي حديثه لصحيفة يسرائيل هيوم الإسرائيلية واسعة الانتشار في مارس/آذار الماضي، قال ترامب: "عليكم إنهاء حربكم… عليكم فعل ذلك". وقال أيضاً إن على إسرائيل "العودة إلى السلام والتوقف عن قتل الناس".
وخلال الاجتماع الذي قال عنه ترامب مازحاً إن "98% من أصدقائي اليهود حضروه"، ورد أن ترامب فشل في ذكر اسم بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي يستاء منه لاعترافه بفوز بايدن في انتخابات 2020 ولم يتحدث إليه منذ ذلك الحين.
لكنه تفاخر بسياساته تجاه إسرائيل، وتحديداً قرار نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، والاعتراف بضم إسرائيل لمرتفعات الجولان التي استولت عليها إسرائيل من سوريا في حرب الأيام الستة عام 1967.
يأتي ذلك بينما يستعد ترامب لخوض الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل أمام الرئيس جو بايدن في مشهد انتخابي مكرر، فيما سيعقد المرشحان أول مناظرة رئاسية في 27 يونيو/حزيران المقبل.