في وقت تشتد فيه المنافسة مع الصين وروسيا على القارة الأفريقية، استقبل الرئيس الأمريكي جو بايدن نظيره الكيني وليام روتو، الخميس 23 مايو/أيار 2024، في البيت الأبيض، بحفاوة واضحة، وكشف عن خطط لإعلان كينيا حليفاً رئيسياً من خارج حلف شمال الأطلسي "الناتو".
وستكون كينيا أول دولة في منطقة جنوب الصحراء تحصل على هذا التصنيف المخصص حالياً لـ18 دولة أخرى من بينها أوكرانيا، والذي يعزز الروابط العسكرية والدبلوماسية على الرغم من عدم وجود اتفاق أمني رسمي بينهما.
تأتي الزيارة في وقت تقف فيه الولايات المتحدة وحليفتها فرنسا في موقف دفاعي في أفريقيا، حيث تعمل الاستثمارات الصينية الضخمة واستخدام روسيا لمجموعات مسلحة غامضة على تغيير الوضع الجيوسياسي، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
"نحن أقوى"
وخلال استقباله روتو أمام حرس الشرف في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض، أكد بايدن أن البلدين "توحدهما القيم الديمقراطية ذاتها"، مضيفاً: "نحن أقوى والعالم أكثر أماناً عندما تعمل كينيا والولايات المتحدة معاً".
وأشاد بدور الدولة الواقعة بشرق أفريقيا في محاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" وحركة الشباب في الصومال المجاورة.
من جانبه، قال روتو، الذي أكد أيضاً على السجل الديمقراطي لكينيا، إنه سيناقش مع بايدن التغير المناخي وأزمة الديون وأمن شرق أفريقيا.
روتو أضاف: "أنا على ثقة، سيدي الرئيس، من أن الشراكة بين الولايات المتحدة وكينيا ستوفر لنا الحلول التي يحتاجها العالم بشدة".
وجاء في بيان مشترك للرئيسين أن بايدن "أعلن عزمه تصنيف كينيا كحليف رئيسي من خارج الناتو"، مشيراً إلى أن "هذا رمز قوي للعلاقة الوثيقة بين بلدينا".
قيادة شرطية دولية مرتقبة
وتناولت المحادثات في المكتب البيضاوي أيضاً قيادة كينيا لمهمة شرطة دولية مرتقبة إلى هايتي، التي تشهد أزمة إنسانية وترزح تحت وطأة أشهر من عنف العصابات والفوضى السياسية.
ومن المتوقع أن تصل مجموعة أولى من الشرطة الكينية إلى عاصمة هايتي بورت أو برنس هذا الأسبوع، حسبما قالت مصادر أمنية لوكالة الأنباء الفرنسية، على الرغم من طعن قضائي مؤخراً ضد إرسال هذه البعثة من نيروبي.
ودافع روتو عن قرار إرسال القوات الأمنية باعتباره "مهمة من أجل الإنسانية" في أفقر دولة في نصف الكرة الغربي، والتي تعاني من الفقر وانعدام الاستقرار السياسي والكوارث الطبيعية منذ عقود.
والولايات المتحدة أكبر داعم للبعثة الأمنية الكينية إلى هايتي، وقد تعهدت بتقديم أكثر من 300 مليون دولار منذ تفاقم أزمة هايتي قبل عدة سنوات فيما كانت دول أخرى بطيئة في تقديم الدعم.
وأعلن البلدان أيضاً عن شراكات في مجال الصحة والمعركة ضد تغير المناخ فضلاً عن استثمارات في القطاع الخاص.
"رؤية مشتركة"
كما أصدر الطرفان "بيان رؤية مشتركة" بشأن خفض الديون المتزايدة عن كاهل الدول النامية والعائق الذي تمثله أمام الدول الأفريقية التي تحاول تنمية اقتصاداتها.
وعقد بايدن (81 عاماً) قمة للقادة الأفارقة في 2022، لكنه لم يفِ بوعوده بزيارة القارة كرئيس. وفيما يبدو أنه سعي لاستدراك ذلك، قال الرئيس الديمقراطي، الذي سيتنافس أمام الرئيس السابق دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية المقررة في تشرين الثاني/نوفمبر، الأربعاء، إنه يعتزم زيارة أفريقيا في شباط/فبراير المقبل عندما يبدأ فترة رئاسية جديدة.
وكثيراً ما كانت أفريقيا في أدنى سلم اهتمامات الدبلوماسيين الأمريكيين، لكنها باتت تمثل مصدر قلق متزايد في واشنطن، خوفاً من تعاظم النفوذ الصيني، والحضور الروسي المتزايد في بعض بلدان القارة.
وأقامت روسيا مواطئ أقدام جديدة، آخرها في النيجر، حيث وافقت الولايات المتحدة على سحب قواتها البالغ قوامها 1000 جندي بالتزامن مع وصول القوات الروسية.
وتواجه الولايات المتحدة أيضاً منافسة من الصين، التي ضخت المليارات من أموال البنية التحتية في أفريقيا على مدى العقدين الماضيين.
وتمثل العلاقة الجيدة مع كينيا نقطة مضيئة في السجل الدبلوماسي لإدارة بايدن، بعد سلسلة من الانتكاسات في أفريقيا.
وبرزت مجموعات مسلحة روسية غامضة بينها مجموعة فاغنر وخليفتها على ما يبدو المعروفة باسم الفيلق الأفريقي، كلاعبين رئيسيين في عدد كبير من النزاعات في أفريقيا، فيما تستخدم الصين قوتها الاقتصادية لتوفر روابط اقتصادية تتجاوز تلك التي تتمتع بها واشنطن مع الدول الأفريقية.