تداول مستخدمون على نطاق واسع في شبكات التواصل الاجتماعي، الثلاثاء 21 مايو/أيار 2024، فيديو زعموا أنه يظهر لحظة سقوط طائرة الرئيس الإيراني السابق، إبراهيم رئيسي، والوفد المرافق له، ما أدى إلى وفاتهم، لكن الفيديو المتداول يعود إلى عام 2022.
جاء نشر الفيديو، بعدما تداولته حسابات إيرانية، ونقلت عنها حسابات بعض وسائل الإعلام، وكُتب على الفيديو بالفارسية "لحظة سقوط هليكوبتر"، في إشارة إلى مروحية الرئيس الإيراني السابق، وحقق الفيديو على حسابات في موقع "إكس"، مئات آلاف المشاهدات خلال ساعات قليلة.
يُسمع في الفيديو صوت صراخ ومناشدات باللغة الفارسية، وتم تصوير الفيديو من داخل المروحية، ويظهر الفيديو لقطات للمروحية وهي تقترب من جبل قبل أن يحدث الارتطام ثم يتحول الفيديو إلى لقطة سوداء.
أجرى "عربي بوست" فحصاً للفيديو، وتبيّن أنه لا يعود إلى حادثة سقوط طائرة رئيسي، بل يعود تاريخ الفيديو إلى 17 أغسطس/آب 2022، وهو لحادثة سقوط مروحية لـ"ديمتري فلوريس"، والذي كان في عام 2022 مرشحاً رئاسياً في بنما، وقد تحطمت المروحية في غابة غرب البلاد.
فلوريس كان حينها على متن المروحية مع 6 أشخاص آخرين، عندما واجهت المروحية صعوبات خلال تحليقها في المنطقة الجبلية وسط ظروف جوية سيئة، وسقطت المروحية حينها، وتم إنقاذ جميع ركابها.
وهذا الفيديو نشره فلوريس على مواقع التواصل عقب الحادثة، وتم تداول قصته في العديد من وسائل الإعلام المحلية والغربية، وأكد فلوريس حينها أن سقوط المروحية تسبب لدى الركاب بكسور في السيقان والأذرع.
ويظهر التحقق من الفيديو الذي يزعم أنه يصور لحظة سقوط مروحية الرئيس الإيراني السابق، أنه تم تركيب صوت الشخص الذي يصرخ ويناشد باللغة الفارسية على الفيديو، وهو صوت مختلف عن الصوت الأصلي في الفيديو الأصلي الذي يعود للسياسي البنمي.
والصوت الحقيقي المصاحب للفيديو، يتضمن صوت إنذار من داخل المروحية، وصراخاً يُسمع من راكبيها، وعندما تتحطم تُسمع أصوات أشخاص يتأوهون من حادثة الارتطام.
ومنذ وفاة رئيسي والوفد المصاحب له يوم الإثنين 20 مايو/أيار 2024، بمحافظة أذربيجان الشرقية، انتشرت الكثير من الفيديوهات والصور التي لا تمت للحادثة بصلة، فضلاً عن نشر صور أخرى لتحطم مروحية إيرانية، وأظهر التحقق منها أنها تعود إلى عام 2020.
كانت مروحية الرئيس الإيراني السابق قد تحطمت أثناء عودته والوفد المرافق له، من مراسم افتتاح سد على الحدود، بمشاركة رئيس أذربيجان إلهام علييف.
تمكنت فرق الإنقاذ من الوصول إلى حطام المروحية بعد جهود استمرت 15 ساعة، واستطاعت طائرة مسيرة تركية من طراز "أقينجي" كشف موقع تحطم المروحية، وشاركت في أعمال البحث بناءً على طلب إيراني من السلطات التركية.
وتوفي في الحادث إلى جانب رئيسي، وزير الخارجية، حسين أمير عبد اللهيان، ومحافظ تبريز مالك رحمتي، وإمام صلاة الجمعة في تبريز محمد علي هاشم، إضافة إلى اثنين من كبار الضباط في الحرس الثوري، وطاقم المروحية المكون من ثلاثة أفراد.