أظهرت صور الأقمار الصناعية التي نشرتها وكالة "أسوشيتد برس"، الثلاثاء 21 مايو/أيار 2024، نزوحاً جماعياً للفلسطينيين من رفح جنوب قطاع غزة، بالتزامن مع بدء الاحتلال الإسرائيلي عمليته البرية على المدينة.
الصور التي تم التقاطها في 5 مايو/أيار ثم في 8 مايو/أيار 2024، تظهر النزوح من رفح، والتغيير على الأرض بعد أن أصدر الاحتلال أمر الإخلاء القسري الأول للمدينة في 6 مايو/أيار الجاري.
النزوح من رفح بعد أوامر الإخلاء القسري
حيث تظهر الصور أن الخيام المزدحمة في وسط وشمال غرب مدينة رفح، أصبحت متناثرة في غضون أيام من أوامر الإخلاء الإسرائيلية.
في مخيم تل السلطان للاجئين بمدينة رفح، فإنه في غضون ثلاثة أيام فقط اختفى على الأقل نصف مئات الخيام المتكدسة في المنطقة، بسبب حزم الفلسطينيين أمتعتهم ومغادرتها.
كما تظهر صورتان أخريان حي الشابورة المركزي بمدينة رفح، خياماً مكتظة في شوارع المدينة تفسح المجال أمام البقع الرملية.
وتأتي عمليات النزوح من رفح في الوقت الذي تهدد فيه إسرائيل بغزو كامل للمدينة، الأمر الذي أثار قلقاً عالمياً. وقبل صدور أوامر الإخلاء، لجأ نحو 1.3 مليون فلسطيني – العديد منهم نزحوا بالفعل من أجزاء أخرى من غزة – إلى هناك، وفقاً للأمم المتحدة.
لا مكان في غزة يكفي للنازحين
كما لم يتضح إلى أين يتجه جميع الفلسطينيين الذين يحزمون خيامهم ويهربون من رفح، وتقول جماعات حقوق الإنسان إنه لا يوجد مكان في غزة به ما يكفي من الغذاء أو الماء أو الخيام للناس النازحة حديثاً.
وزعمت إسرائيل أن عملياتها في المدينة محدودة النطاق، وهو ادعاء رددته الولايات المتحدة، لكن مدير "هيومن رايتس ووتش" في إسرائيل وفلسطين، عمر شاكر، قال إن النزوح الجماعي أظهر واقعاً مختلفاً على الأرض، ودعا المجتمع الدولي إلى وقف الهجوم الإسرائيلي الذي هددت به.
وقال: "لدينا اليوم وضع حيث تم تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين مرة أخرى من منازلهم، مذعورين، وليس لديهم مكان يذهبون إليه".
ومنذ 6 مايو/أيار الجاري، يشن جيش الاحتلال هجوماً برياً على رفح، وأعلن في اليوم التالي السيطرة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح البري مع مصر؛ مما تسببه بإغلاقه أمام المساعدات الإنسانية المحدودة بالأساس.
والإثنين، أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن الاحتلال الإسرائيلي أجبر 810 آلاف فلسطيني على النزوح قسراً من مدينة رفح جنوبي قطاع غزة خلال الأسبوعين الماضيين.
وتشير تقديرات جيش الاحتلال إلى أن الحرب على غزة قد تستمر ستة أشهر أخرى، في الوقت الذي بدت فيه محادثات وقف إطلاق النار متعثرة.