انتهى جيش الاحتلال في الأيام الأخيرة من "بناء 4 قواعد عسكرية" على طول ممر يعرف باسم "نتساريم"، يقسم قطاع غزة إلى شمال وجنوب، إذ تتيح القواعد إقامة دائمة لمئات الجنود، بحسب تقرير لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، الخميس 9 مايو/أيار 2024.
الصحيفة أشارت إلى أن "القواعد تتيح الإقامة لمئات الجنود، الذين ينتمون الآن إلى لواءين احتياطيين"، موضحة أن بعض هذه القوات "ستكون مسؤولة أيضاً عن تأمين بناء الرصيف البحري من قبل الجيش الأمريكي على ساحل القطاع".
ووفقاً للصحيفة فإنه تم توفير صاريتين كبيرتين إلى المواقع الدائمة للاتصالات التشغيلية وعشرات وسائل التجميع والمراقبة والتصوير، والتي تتم إدارتها على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع.
الصحيفة أوضحت أيضاً أن الجنود شهدوا استقبالاً خلوياً في بعض الشبكات الإسرائيلية في ممر نتساريم، على الرغم من أن الأمر البري يمنع إدخال الهواتف المحمولة إلى المنطقة في الطرف الغربي من الممر الذي يبلغ طوله ثمانية كيلومترات، بالقرب من الشاطئ.
ويعمل جيش الاحتلال حالياً على استكمال طرق عبور كبيرة بوسائل التفتيش عن بعد، خاصة الكاميرات المزودة بتقنية التعرف على الوجه، لصالح إمكانية فورية لإعادة مئات الآلاف من النازحين من غزة من الملاجئ في جنوب قطاع غزة إلى منازلهم. في الشمال – كورقة مساومة أساسية في صفقة إعادة الأسرى لدى المقاومة.
وفي مارس/آذار الماضي، أظهرت صور أقمار اصطناعية أن جيش الاحتلال شرع ببناء طريق يقسم قطاع غزة إلى قسمين انتهاء بساحل البحر المتوسط، وفقاً لشبكة "سي إن إن" الأمريكية.
وانتشرت تسمية الممر بـ"نتساريم" في إسرائيل، بناء على مستوطنة إسرائيلية سابقة في قطاع غزة، حملت نفس الاسم.
أين يقع ممر نتساريم، وما الغرض منه؟
يمتد "ممر نتساريم" أو "الطريق 794″، لمسافة تزيد عن 6 كيلومترات، من الخط الفاصل بين غزة ومستوطنات الغلاف شرق القطاع ليصل إلى الساحل غرباً.
بدأ إنشاء الممر بإقامة طريق يقسم قطاع غزة إلى قسمين، من شرق منطقة جحر الديك إلى غرب منطقة البيدر الساحلية.
تقع هذه المنطقة غرب مدينة غزة، في المنطقة الشرقية التي تعلو شرق وادي غزة، الذي بدوره يفصل القطاع جغرافياً عن بعضه، ليرسم بذلك الاحتلال خطاً عسكرياً يفصل شمال غزة عن جنوبها، بعد عمليات التهجير القسري التي قام بها في شمال القطاع.
أجبر الاحتلال الأهالي في شمال غزة إلى النزوح باتجاه الجنوب، بعد تنفيذه أحزمة نارية واجتياحاً برياً، ما تسبب بارتكابه مجازر كبيرة ومتعددة بحق المدنيين منذ بداية الحرب، وتقديمه إلى محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب حرب إبادة جماعية.
في نهاية ممر نتساريم من جهة الشاطئ، يقع اللسان البحري الذي أقامه الجيش الأمريكي ومؤسسة "المطبخ العالمي" منذ 1 أبريل/نيسان 2024، وفي 28 من الشهر ذاته، أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي عبر حسابه في "إكس"، مشاركة الجيش الإسرائيلي في عمليات الرصيف البحري العائم الذي كان من المزمع ربطه باللسان البحري، لإيصال المساعدات الإنسانية بحراً إلى شمال غزة.
أنشأ الجيش الإسرائيلي ممر نتساريم في الأول من مارس/آذار 2024، ليشق طريقاً حديثاً، على حساب البنى والمباني السكنية والأراضي الفلسطينية، بعد قصفها وتدميرها.