توغلت آليات عسكرية إسرائيلية، فجر الخميس 9 مايو/أيار 2024، في أحياء تل الهوى والزيتون والصبرة، جنوبي مدينة غزة، تحت غطاء غارات جوية كثيفة استهدفت مناطق متفرقة شملت منازل وطرقات وأراضي خالية، ما أسفر عن شهداء وجرحى وحركة نزوح، فيما أظهرت صور أقمار صناعية جديدة توغلاً إسرائيلياً في مناطق سكنية شرق رفح رافقه دمار كبير في المنازل.
وأفاد شهود عيان، بأن طائرات إسرائيلية وبالتزامن مع توغل الآليات، شنت غارات مكثفة على أحياء الزيتون وتل الهوى والصبرة استهدفت منازل وطرقات وأراضي خالية، ما أدى إلى وقوع عدد من الشهداء والإصابات في صفوف المدنيين الفلسطينيين.
وأشار الشهود إلى أن الطائرات المروحية والدبابات الإسرائيلية فتحت نيران أسلحتها الرشاشة بشكل كثيف تجاه مناطق متفرقة من حي الزيتون.
وذكر الشهود، أنه تحت غطاء هذا القصف الكثيف وإطلاق النار توغلت آليات عسكرية إسرائيلية بشكل مفاجئ في شارع 8 ومنطقة المصلبة في حي الزيتون، فيما تقدمت أخرى في أطراف حي تل الهوى الشرقية.
وأسفر عن الهجمات عمليات نزوح للمئات من الفلسطينيين من حيي الزيتون وتل الهوى إلى مناطق شمالي مدينة غزة، وفق الشهود.
هجمات مستمرة على رفح
يأتي ذلك فيما تواصل القوات الإسرائيلية هجماتها وعملياتها العسكرية البرية في مناطق شرقي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة منذ الإثنين، ما أسفر عن حركة نزوح لأكثر من 100 ألف فلسطيني من هذه المناطق إلى جنوب غربي القطاع.
وأظهرت صور أقمار صناعية جديدة تم التقاطها بعد توغل القوات الإسرائيلية في رفح، أضراراً واسعة النطاق في جنوب مدينة غزة، بما في ذلك مساحات كبيرة من المباني المسطحة، ومجموعات من المركبات المدرعة الإسرائيلية في المكان.
وفي حين وصفت إسرائيل العملية التي بدأت في وقت سابق من هذا الأسبوع بأنها محدودة، فإن الصور التي التقطتها شركة "بلانيت لابز" التجارية للأقمار الصناعية صباح الثلاثاء، ونشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية الخميس 9 مايو/أيار 2024، تظهر دماراً كبيراً في أجزاء من المدينة.
بحسب الصور، فإن شبكة من المباني المتضررة تصل إلى أكثر من 3 كيلومترات داخل المنطقة القريبة من معبر رفح الحدودي مع مصر، وذلك بعد أن سيطرت إسرائيل على هذا المعبر.
وفي حين أنه من غير الممكن معرفة السبب الدقيق للأضرار التي تظهر في صور الأقمار الصناعية، فإن الكثير مما يمكن رؤيته يتوافق مع آثار عمليات الترحيل وغيرها من العمليات البرية الإسرائيلية في أماكن أخرى من قطاع غزة.
وأصبحت رفح ملجأً لأكثر من مليون فلسطيني فروا من القصف الإسرائيلي على أجزاء أخرى من غزة، وهناك مخاوف واسعة النطاق من أن يكون الغزو واسع النطاق كارثياً.
وتعد رفح أيضاً موطناً لواحدة من نقطتي الدخول الرئيسيتين للغالبية العظمى من المساعدات التي تمكنت من دخول غزة خلال الحرب. منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة، لم يمر أي وقود أو مساعدات، وفقاً لسكوت أندرسون، نائب مدير الأونروا، وكالة المعونة الرئيسية التابعة للأمم المتحدة في غزة.
والإثنين، أصدر جيش الاحتلال أوامر لنحو 110 آلاف شخص بإخلاء أجزاء من رفح. وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن الآلاف غادروا المدينة، مشيرة إلى تصاعد الغارات الجوية الإسرائيلية على المناطق الواقعة شرق رفح.
وحذرت السلطات الصحية المحلية من "ارتفاع كبير" في عدد الشهداء بسبب القصف الإسرائيلي المكثف على قطاع غزة، وخاصة في رفح.
حيث قال الدكتور مروان الهمص، مدير المستشفى، الثلاثاء، إن جثث 58 شهيداً قتلوا في الغارات الإسرائيلية وصلت إلى مستشفى أبو يوسف النجار في رفح منذ يوم الأحد.
وخلفت الحرب الإسرائيلية على غزة، التي بدأت في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عشرات آلاف القتلى والجرحى من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وحوالي 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف القتال فوراً، وكذلك رغم أن محكمة العدل الدولية طالبتها بتدابير فورية لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.