كشفت القناة 13 الإسرائيلية عن جلسة "صاخبة" شهدتها قاعة اجتماعات مجلس وزراء الاحتلال صباح الأحد 5 مايو/أيار 2024، حيث وقعت مواجهات حادة بين الوزراء، وغادر وزير الجيش يوآف غالانت الاجتماع غاضباً، فيما رفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تهديدات الوزراء بالانسحاب من الحكومة.
وتأتي هذه الجلسة في الوقت الذي جرت فيه محادثات "مكوكية" في القاهرة بين وفد حركة المقاومة الإسلامية حماس، والوسطاء المصريين، بحضور مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية "CIA" حول المقترح الأخير حول صفقة التبادل ووقف إطلاق النار في غزة، والذي يهدد وزراء في حكومة الاحتلال بالانسحاب من الحكومة وحلها إن تمت الموافقة عليه.
ففي جلسة مجلس الوزراء صباح الأحد، وقعت مواجهة بين وزير الجيش يوآف غالانت ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
حيث قال غالانت: "أهداف الحرب هي القضاء على حماس، وإطلاق سراح المختطفين، والحفاظ على حرية العمل في غزة. ونحن نعمل وفق ذلك".
وزير الأمن القومي بن غفير قاطع غالانت وانتقد إدارته للحرب قائلاً: "لم تسمحوا لجنودنا بالرد لمدة شهر. إنهم يتعرضون للهجوم، وأنت ورئيس الأركان تطلبون منهم البقاء".
وأضاف وزير التراث عميحاي إلياهو، وهو من حزب "بن غفير": "سمعت الجنرال إليعازر توليدانو يتحدث عن حقيقة أن أيام انتصاراتنا قد انتهت كما في حرب الأيام الستة أو مع علم الحبر".
عند هذه النقطة، غادر غالانت الاجتماع بشكل واضح.
حينها توجه بن غفير إلى نتنياهو قائلاً: "لم أرَ شيئاً كهذا. هذا الوزير يفعل ما يريد. لا تطرده على أي حال، ولكن عليك أن توبّخه، فهو متغطرس".
أجاب نتنياهو: "لا تعظني بالأخلاق، يكفي أن الجميع هنا يهددون بإغلاق الباب، (ويقصد الانسحاب من الحكومة)، لا أحتاج للتهديدات للدخول إلى رفح، لقد وعدت بأننا سنفعل ذلك".
وأضاف نتنياهو: "قريباً سيعود غالانت ويعطيكم الإجابات"، لكن وزير الدفاع لم يعد إلى اللقاء بعد خروجه من الغرفة.
التهديد بالانسحاب من الحكومة
وتنتظر تل أبيب رد حركة حماس على المقترح الأخير لصفقة التبادل والذي تمت صياغته في تل أبيب بحضور وفد مصري، وقد جرت خلال اليومين الماضيين مباحثات مكوكية في القاهرة بين وفد حماس والوسطاء، تمهيداً لتقديم الحركة ردها عليه.
وقد سبق أن هدد الحليفان في الائتلاف الحكومي وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير بحل الحكومة إن تم إقرار هذا الاقتراح من صفقة التبادل، بسبب ما وصفاه بتنازل كبير من تل أبيب.
حيث أعربت تل أبيب لأول مرة في الاقتراح الجديد عن استعداد ضمني لمناقشة إنهاء الحرب في غزة في المراحل المقبلة من المفاوضات.
وتضمن الاقتراح الجديد الاستجابة لمطالب حماس الأساسية، مثل الاستعداد لإعادة النازحين الفلسطينيين إلى منازلهم بالكامل، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من الممر الذي يعبر القطاع، والاستعداد للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، وذلك في إطار تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاقية.
وبوساطة مصر وقطر ومشاركة الولايات المتحدة، تجري إسرائيل و"حماس" منذ أشهر مفاوضات غير مباشرة متعثرة للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.
وتقدر تل أبيب وجود 133 أسيراً إسرائيلياً في غزة، فيما أعلنت "حماس" مقتل 70 منهم في غارات عشوائية شنتها إسرائيل التي تحتجز في سجونها ما لا يقل عن 9 آلاف و500 فلسطيني.
وتتمسك "حماس" بإنهاء الحرب المستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وانسحاب الجيش الإسرائيلي، وحرية عودة النازحين إلى مناطقهم، وإدخال مساعدات إنسانية كافية، وإنهاء الحصار، ضمن أي صفقة لتبادل الأسرى.