أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني الخميس 2 مايو/أيار 2024، استشهاد اثنين من معتقلي غزة، أحدهما الطبيب عدنان أحمد عطية البرش من جباليا، وهو استشاري ورئيس قسم العظام في مستشفى الشفاء في غزة، وسط حالة من الحزن على منصات التواصل الاجتماعي.
وفي بيان مشترك للهيئة والنادي أن "الشهيد الطبيب البرش (50 عاماً) اعتقل على يد جيش الاحتلال في شهر ديسمبر/كانون الأول 2023، خلال تواجده في مستشفى العودة، إلى جانب مجموعة من الأطباء".
ووفقاً للمعلومات المتوفرة والتي أُبلغت فيها الشؤون المدنية الفلسطينية، فقد استشهد البرش في سجن عوفر في تاريخ 19 أبريل/نيسان 2024، ولا يزال جثمانه محتجزاً، علماً أن الشهيد البرش، كان قد تعرض لإصابة خلال تواجده في المستشفى الإندونيسي قبل نحو 5 شهور، حسب البيان.
من هو د. عدنان البرش؟
الدكتور عدنان البرش ابن مدينة جباليا البلد، وهو من أمهر جراحي فلسطين على الإطلاق ورئيس قسم العظام بمستشفى الشفاء بغزة، من مواليد مدينة جباليا عام 1974 وأنهى الدراسة الإعدادية من مدرسة الفالوجا، والثانوية من مدرسة حليمة السعدية، ثُم انتقل ليكمل مسيرته الدراسية إلى رومانيا وحصل على درجة البكالوريوس في الطب من جامعة ياش.
كما حصل البرش على البورد الأردني والبورد الفلسطيني في جراحة العظام والمفاصل، والزمالة البريطانية في جراحة الكسور المعقدة في لندن، وماجستير علوم سياسية من جامعة الأزهر بغزة.
وتداول ناشطون وصحفيون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو للدكتور عدنان البرش خلال لقاءاته السابقة مع قنوات تلفزيونية، يوضح فيها حجم المعاناة في التعامل مع المصابين جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، لا سيما التعامل مع عشرات الحالات في يوم واحد.
وفي مقطع آخر، قال فيه البرش، عندما أخرجهم الاحتلال من مستشفى الشفاء متأثراً: "خرجنا من المستشفى بغصة، ولكن الحمد لله أدينا الرسالة وأجرنا على الله".
والشهيد الثاني، حسب بيان الهيئة والنادي، هو إسماعيل عبد الباري رجب خضر (33 عاماً)، ووفقاً للمعلومات التي توفرت أنه استشهد بعد عملية اعتقاله، حيث جرى تسليم جثمانه الخميس مع العشرات من معتقلي غزة الذين أفرج عنهم عبر معبر كرم أبو سالم، كما أعلنت هيئة الحدود والمعابر في غزة.
"عملية اغتيال متعمدة"
في السياق، اعتبرت هيئة الأسرى ونادي الأسير، أن الشهيدين البرش، وخضر قضيا نتيجة لجرائم التعذيب والجرائم الطبية التي يواجهها معتقلو غزة، وذلك في ضوء استمرار جريمة الإخفاء القسري بحقهم.
البيان شدد على أن ما جرى مع البرش بشكل خاص هو عملية اغتيال متعمدة، تأتي في إطار عملية استهداف ممنهجة للأطباء في غزة والمنظومة الصحية.
كما أضاف البيان أنه بالكشف عن استشهاد البرش وخضر، فإن عدد الشهداء الأسرى الذين ارتقوا في سجون الاحتلال الإسرائيلي، ومعسكراته جراء جرائم التعذيب والجرائم الطبية، وسياسة التجويع؛ يرتفع إلى 18 شهيداً، وهم ممن تم الإعلان عن استشهادهم ومعرفة هوياتهم باستثناء شهيد من عمال غزة، أعلن عنه دون الكشف عن هويته.
وجددت الهيئة ونادي الأسير، مطالبتهما للأمم المتحدة، وكافة المؤسسات الدولية، لتحمل مسؤولياتها تجاه الجرائم التي ينفذها الاحتلال بحقّ الأسرى والمعتقلين، وعدم الاكتفاء بنشر التقارير والشهادات والإعلان عنها والتحذير منها.
من جانبها، طالبت حركة حماس المجتمع الدولي بالعمل "فوراً" من أجل محاسبة إسرائيل على مقتل "مختطفين" من غزة في سجونها وإجبارها على الكشف عن مصيرهم وإعادتهم إلى ذويهم.
منذ اجتياحه القطاع في 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، اعتقل الجيش الإسرائيلي آلاف الفلسطينيين، بينهم نساء وأطفال وعاملون في الطواقم الصحية والدفاع المدني، أفرج لاحقاً عن عدد ضئيل منهم، فيما لا يزال مصير الآخرين مجهولاً.
ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حرباً مدمرة على غزة خلّفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، ما استدعى محاكمة تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بدعوى "إبادة جماعية".