قدّم المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) جيمس إلدر، وصفاً مروعاً للوضع المزري في قطاع غزة، مشيراً إلى أنه لم يرَ في حياته دماراً مثل ما حدث خان يونس وغزة، مضيفاً أن الأسوأ لم يأتِ بعد في ظل التهديد الإسرائيلي لاجتياح رفح.
مقابر تمتلئ بالأطفال في رفح
في مقاله بصحيفة "الغارديان"، الأربعاء 1 مايو/أيار 2024، أشار إلدر، إلى أن الحرب على غزة تجبر الكثير من الأطفال على إغماض أعينهم، لافتاً إلى أنه رأى المقابر تمتلئ بالأطفال في رفح.
حيث أوضح أنه خلال 3 زيارات إلى وحدة العناية المركزة في المستشفى الأوروبي في رفح جنوبي القطاع "رأيت العديد من الأطفال يشغلون السرير نفسه".
وأضاف: "قبل بضعة أسابيع فقط، كان العالم يدين القتل غير المبرر لسبعة من عمال الإغاثة التابعين للمطبخ المركزي العالمي، وبعد أسبوع، تعرضت سيارة تابعة لليونيسف للقصف أثناء محاولتها الوصول إلى من هم في أمس الحاجة إليها".
تابع قائلاً: كما أدت الغارات الجوية المكثفة هذا الأسبوع إلى مقتل المزيد من المدنيين البالغين والأطفال في رفح، ولكن هذه هي غزة، حيث يتلاشى الغضب إزاء الهجمات وسط مآسٍ جديدة ناشئة".
إلى ذلك، حذّر المسؤول الأممي من تبعات الهجوم على رفح، منوهاً إلى أنه سيأتي في الوقت الذي تلوح فيه المجاعة بالأفق، مع ارتفاع أعداد القتلى بالقطاع.
كما يصف المسؤول الأممي حجم الكارثة بالقطاع، ويقول، إنه "مرت 6 أشهر وهذه الحرب تحطم بعضاً من أحلك الأرقام القياسية للإنسانية"، حيث تشير التقارير إلى مقتل أكثر من 14 ألف طفل، مضيفاً: "الأمور تزداد سوءاً، في ظل تهديدات باستمرار هذا المسار المرعب".
المتحدث الأممي يصف الوضع المأساوي برفح
ولفت إلى أن الأوضاع ستنهار سريعاً في رفح إذا شنت إسرائيل هجوماً عليها، حيث يتكدس بالمحافظة أكثر من 1.4 مليون مدني، وسط ظروف معيشية مزرية، معظمهم تضررت أو دمرت منازلهم.
فلم يعد هناك مكان للذهاب إليه في غزة، كما يروي المسؤول الأممي، الذي أشار إلى النقص الشديد في إمدادات المياه، سواء لأغراض الشرب أم الصرف الصحي، لافتاً إلى أنه في رفح مرحاض واحد تقريباً لكل 850 شخصاً، ولكل 3500 شخص مكان استحمام واحد.
ويتابع إلدر: "حاول أن تتخيل معي أن هناك، فتاة مراهقة، أو رجلاً مسناً، أو امرأة حاملاً، يقفون في طابور ليوم كامل من أجل الاستحمام فقط".
كما أكد أن الهجوم على رفح سيكون كارثياً، حيث تعتبر "مدينة أطفال" لوجود نحو 600 ألف طفل منهم هناك.
المسؤول الأممي، تطرق إلى الوضع الكارثي لأكبر مستشفى متبقٍّ في غزة، المستشفى الأوروبي، والذي سمي بهذا الاسم نسبة إلى الاتحاد الأوروبي الذي تولى تكاليف بنائه.
ويضيف: "عندما زرت المستشفى في أبريل/نيسان الماضي، كان جراح الأطفال، منحنياً فوق طفل صغير آخر اسمه محمود، كان يعاني من إصابة بالرأس جراء انفجار صاروخ أصاب منزل عائلته، ويسألني والدموع تتساقط من عينيه: "ماذا فعل هذا الصبي الصغير؟".
كما نوّه إلى أن هذه القصة واحدة من القصص العديدة من المستشفى الأوروبي، الذي أصبح اليوم أكثر أهمية من أي وقت مضى، لأن النظام الصحي بغزة تم تدميره بشكل منهجي.
حيث تعمل اليوم 10 مستشفيات فقط جزئياً من أصل 36 في غزة، في الوقت الذي يحتاج فيه أطفال غزة إلى الرعاية الصحية.
في 31 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وصفت منظمة اليونيسف، غزة بأنها مقبرة للأطفال، "وفي الشهر الماضي رأيت مقابر جديدة يجري بناؤها في رفح، كل يوم تجلب الحرب المزيد من الموت والدمار الكبير"، كما يروي كاتب المقال.
لم أشاهد دماراً مثل الذي رأيته في خان يونس وغزة
المتحدث باسم اليونيسف، أشار إلى أنه خلال السنوات العشرين التي قضاها بالعمل مع الأمم المتحدة، لم يشاهد قط دماراً مثل ذلك الذي رآه في مدينتي خان يونس وغزة بالقطاع، محذراً من أن المشاهد ذاتها ستحدث إذا اجتاح الجيش الإسرائيلي رفح.
إلى ذلك شدد كاتب المقال على أن غزة بحاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، مضيفاً: "يجب أن نرى إتاحة الوصول الآمن وغير المقيد للإغاثة الإنسانية".