أحرجت مذيعة قناة "Sky News" البريطانية سياسية إسرائيلية خلال لقاء صحفي حول قضية إيجاد مقابر جماعية لفلسطينيين أعدمهم جيش الاحتلال في غزة وأيديهم مكبلة خلف ظهورهم.
يأتي ذلك بعد أن أعلن مدير الدفاع المدني في خان يونس يامن أبو سليمان "رصد 3 مقابر جماعية في مستشفى ناصر، تضم 392 جثة تظهر على بعضها آثار التعذيب، مؤشرات أخرى لشبهات تنفيذ إعدامات ميدانية، ودفن بعضهم أحياء".
وفي مقابلة أجرتها الصحفية المشهورة كاي بيرلي مع السياسية فلور ناحوم عن هوية الضحايا أصحاب الجثث التي وجدت في المقابر الجماعة، وعن سبب تقييد أيديهم قبل قتلهم، قالت حسن: "هذه الجثث من المحتمل أنها تعود لإرهابيين من حركة حماس، نعلم بأننا قتلنا 15 ألف إرهابي في غزة، وكان هناك معارك ضارية في تلك المناطق، هؤلاء الأشخاص قُتلوا خلال معارك مسلحة مع إسرائيل، لقد قُتلوا وأيديهم مكبلة لأنهم ربما حاولوا مقاومة الجيش الإسرائيلي، لم أكن هناك ولا أعلم إذا قاموا فعلاً بالمقاومة".
وعند سؤالها عن كيفية إمكانية مقاومة هؤلاء الأشخاص لجيش الاحتلال وأيديهم مكبلة، لم تستطِع ناحوم الإجابة على السؤال، وقالت للمذيعة بأنها لا تعلم لأنها لم تكن هناك ولا تعرف تفاصيل ما حدث.
بحسب وسائل إعلام إسرائيلية فإن فلور وهي نائبة رئيس بلدية الاحتلال في القدس المسؤولة عن العلاقات الخارجية.
ويخرج مسؤولون وممثلون عن الاحتلال بشكل واسع على وسائل الإعلام العالمية لتبرير جرائم حكومتهم وجيشهم خصوصاً منذ بدء الحرب على قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، ولكنهم لا يتحملون انتقادات مباشرة أو أسئلة محرجة وقوية، حيث يباشرون باتهام المذيعين أمامهم بـ"معاداة السامية".
مقابر جماعية بخان يونس
وفيما يخص المقابر الجماعية في خان يونس، فقد أعلن جهاز الدفاع المدني في غزة، الخميس 25 أبريل/نيسان 2024، عن وجود شبهات بتعرض بعض ضحايا المقابر الجماعية المكتشفة في مستشفى "ناصر" لسرقات أعضاء، فيما طالب حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بتحقيق دولي فوري.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده الدفاع المدني بمدينة رفح جنوب قطاع غزة لتسليط الضوء على قضية المقابر الجماعية الثلاث، التي تم اكتشافها في مستشفى "ناصر" بمدينة خان يونس عقب انسحاب الجيش الإسرائيلي منه في 7 أبريل/نيسان.
وخلال المؤتمر عرض مدير إدارة الإمداد والتجهيز بالدفاع المدني في قطاع غزة، محمد المغير مقطع فيديو مصوراً يُظهر بعض جثث ضحايا المقابر الجماعية، حيث بدت عليهم علامات التعذيب والتكبيل بقيود بلاستيكية.
وقال المغير إن طواقم الدفاع المدني بغزة "وجدت بعض الجثث مربوطة الأيدي، والبطن مفتوحاً ومخيطاً بطريقة تخالف الطرق الاعتيادية لخياطة الجروح في قطاع غزة، مما يثير شبهات حول اختفاء بعض الأعضاء البشرية".
وأضاف: "تم أيضاً رصد جثة لأحد المواطنين يرتدي ملابس عمليات؛ مما يثير الشكوك حول دفنه حياً"، كما أشار إلى "رصد جثة لطفلة مبتورة اليد والأرجل، وكانت ترتدي ملابس غرفة العمليات؛ مما يثير شكوكاً حول دفنها وهي على قيد الحياة".
وذكر المغير أنه تم كذلك "رصد تكبيل أيدي بعض الشهداء بمرابط بلاستيكية، وارتداؤها رداء أبيض استخدمه الاحتلال كملابس للمعتقلين في مستشفى ناصر، وتوجد علامات إصابة بطلق ناري بالرأس؛ مما يثير الشكوك على إعدامهم وتصفيتهم ميدانياً".
وتابع: "رصدنا العديد من الجثث تم تغيير أكفانها ووضعها في أكفان جديدة لونها أسود وأزرق، وهي عبارة عن أكياس نايلون بلاستيكية تخالف الألوان المستخدمة في غزة؛ مما يثير الشكوك حول أن هدف الاحتلال من ذلك كان رفع حرارة الجثث من أجل تسريع عملية تحللها وإخفاء الأدلة".
ولفت المغير إلى أنه تمت ملاحظة "عمليات دفن لأعماق تزيد عن 3 أمتار"، إضافة إلى "تكدس الجثث فوق بعضها البعض".
وخلال المؤتمر الصحفي ذاته، أعلن مدير الدفاع المدني في خان يونس يامن أبو سليمان "رصد 3 مقابر جماعية في مستشفى ناصر، تضم 392 جثة تظهر على بعضها آثار التعذيب، مؤشرات أخرى لشبهات تنفيذ إعدامات ميدانية، ودفن بعضهم أحياء".
وذكر أن "من بين الجثامين 165 مجهولي الهوية ولم يتم التعرف عليهم بسبب تغيير الاحتلال مظاهر العلامات الخاصة للتعرف على الجثث وتشويهها".
من جانبها، طالبت حركة حماس بإجراء تحقيق دولي "فوري" بشأن المقابر الجماعية التي تضم مئات الجثامين لفلسطينيين قتلهم الجيش الإسرائيلي في مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.