أفاد تقرير مجموعة المراجعة الخارجية المستقلة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، الإثنين 22 أبريل/نيسان 2024، أنه لا يمكن الاستغناء عن دور الوكالة في المنطقة، مشيرا إلى أن الكثيرين يعتبرونها "شريان حياة"، وذلك خلال في مؤتمر صحفي بمقر الأمم المتحدة عقدته رئيسة المجموعة كاترين كولونا، نُشر ملخصه على الموقع الإلكتروني للأمم المتحدة.
في 5 فبراير/شباط أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوريتش، وبالتشاور مع المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني، عن المراجعة المستقلة بقيادة كاترين كولونا والتي عملت مع 3 منظمات بحثية هي معهد راؤول والنبرغ في السويد، ومعهد ميشيلسن في النرويج، والمعهد الدنماركي لحقوق الإنسان.
موقف حيادي
جرت المراجعة الخارجية المستقلة بالتوازي مع تحقيق يقوم به حالياً مكتب الأمم المتحدة لخدمات الرقابة الداخلية، حول ادعاءات تورط 12 موظفاً لدى الأونروا في هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر على مستوطنات غلاف غزة، وفق ما هو مدون بموقع الأمم المتحدة.
تقول كولونا وهي وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة، إن الوكالة "وضعت عدداً كبيراً من الآليات والإجراءات لضمان التزامها بالمبادئ الإنسانية، بالتركيز على مبدأ الحياد، وتتبع نهجاً للحياد أكثر تطوراً من أي جهة أخرى مشابهة أممية أو غير حكومية".
كما أشارت إلى أنه "في ظل غياب حل سياسي، تقدم الأونروا مساعدات إنسانية منقذة للحياة وخدمات أساسية للسكان، وفيما نتحدث الآن في هذا الوقت الحرج، تقوم الأونروا بدور حيوي في الاستجابة الإنسانية في غزة".
كما أوضحت أن "الكثيرين ينظرون إلى الأونروا باعتبارها شريان حياة إنسانياً".
الاحتلال لم يعبر عن أي مخاوف من قبل
كذلك، حددت المراجعة المستقلة في تقريرها النهائي تدابير لمساعدة الأونروا في التعامل مع التحديات الماثلة أمام حيادها، في 8 مجالات بينها الحكومة والتعليم وحيادية الموظفين وغيرها.
كولونا أوضحت أن الأونروا "تشارك قائمة موظفيها بأسمائهم ووظائفهم، بصورة سنوية مع الحكومات المضيفة في لبنان والأردن وسوريا، ومع إسرائيل والولايات المتحدة بشأن الموظفين في القدس الشرقية وغزة والضفة الغربية".
وأضافت أن "الحكومة الإسرائيلية لم تبلغ الأونروا بأي مخاوف تتعلق بأي من موظفي الأونروا بناء على تلك القوائم منذ عام 2011".
وأعربت رئيسة مجموعة المراجعة عن ثقتها بأن تطبيق تلك التوصيات سيساعد الأونروا على الوفاء بولايتها.
ترحيب من غوتيريش
من جهته، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن امتنانه وتقديره لرئيسة المراجعة والمؤسسات المشاركة، وقبول التوصيات الواردة فيه.
كما رحب المفوض العام لوكالة الأونروا، بنتائج وتوصيات التقرير بشأن التزام الوكالة بالمبدأ الإنساني المتمثل في الحياد.
وأكد "التزام الوكالة الراسخ بتطبيق قيم الأمم المتحدة والمبادئ الإنسانية".
وتتعرض الوكالة الأممية لهجوم إسرائيلي وصل حد المطالبة المتكررة بإنهاء دورها ووجودها.
ومنذ 26 يناير/كانون الثاني، علقت 18 دولة والاتحاد الأوروبي تمويلها للوكالة الأممية، على خلفية مزاعم إسرائيلية بأن عدداً من موظفيها شاركوا بالهجوم على مستوطنات محاذية لقطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول، فيما أعلنت الوكالة أنها تحقق بتلك المزاعم.
لكن بعض هذه الجهات والدول بدأت في مارس/آذار الماضي بمراجعة قراراتها إزاء الأونروا، وأفرجت عن تمويلات للوكالة.
ترحيب فلسطيني
في أول تعقيب لها، رحبت فلسطين، الاثنين، بتقرير المراجعة المستقلة بخصوص وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" الذي أعد بطلب من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوريتش، وأكد أهمية وجود الوكالة والتزامها بمبدأ الحياد، وذلك وفق ما جاء في بيان لوزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية
الخارجية الفلسطينية رحبت بنتائج التقرير الذي أكد أن "الأونروا منظمة لا غنى عنها وأن دورها حيوي ولا يمكن الاستغناء عنه في تقديم المساعدة لملايين اللاجئين الفلسطينيين في جميع ميادين العمليات المشار إليها في ولايتها.
وشددت على أهمية "التوصيات الرامية إلى تعزيز معايير الأونروا التي تعتبر راقية بالفعل فيما يتعلق بالحياد والإنسانية".
وأشارت إلى أن "دولة فلسطين سوف تتعاون مع الأمين العام للأمم المتحدة، والمفوض العام للأونروا (فيليب لازاريني) لضمان تنفيذ ولاية الأونروا بأكبر قدر من الفعالية، وفقا لقرارات الجمعية العامة ذات الصلة".
ورأت في نتائج التقرير "شهادة والتزاما من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالحفاظ على ولاية الأونروا وضمان استمراريتها، حتى يتم تعزيز حقوق لاجئي فلسطين وإيجاد حل سياسي عادل، وفقا للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة".
وثمنت دور الدول المانحة، داعية الدول التي قطعت التمويل عن الأونروا إلى إعادة النظر بشكل عاجل في قراراتها، والانخراط مع الأونروا لضمان الدعم اللازم وضمان استدامته وفعاليته".
وتأسست "أونروا "بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1949، وتم تفويضها بتقديم المساعدة والحماية للاجئين في مناطق عملياتها الخمس، الأردن، وسوريا، ولبنان، والضفة الغربية، وقطاع غزة.
ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر حربا مدمرة على غزة، خلفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، معظمهم أطفال ونساء ما استدعى محاكمة تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بدعوى "إبادة جماعية".