قالت صحيفة The Times البريطانية إن روسيا زادت من دعمها للواء الليبي المتقاعد، خليفة حفتر، الذي يسيطر على الشرق الليبي، في مقابل مساعدتها على "إحكام قبضتها" على أفريقيا، وأشارت الصحيفة إلى أن موسكو نقلت أطناناً من الأسلحة إلى ليبيا، في إطار التحالف بين خليفة حفتر وروسيا.
في تقرير نشرته "التايمز"، الإثنين 15 أبريل/نيسان 2024، قالت إن البحرية الروسية شحنت آلاف الأطنان من الأسلحة إلى ليبيا، مستغلة علاقات خليفة حفتر وروسيا لإنشاء منطقة استراتيجية يمكنها من خلالها تعزيز وجودها العسكري في أفريقيا.
تحالف عسكري بين خليفة حفتر وروسيا
حسب الصحيفة البريطانية دخلت السفينة الروسية برفقة فرقاطة تابعة للبحرية، إلى ميناء طبرق في شرق ليبيا، في 8 أبريل/نيسان، بعد إبحارها من قاعدة موسكو البحرية في طرطوس بسوريا، وأفرغت ما يصل إلى 6000 طن من المعدات.
بينما أشارت إلى أنه في السنوات الأخيرة نشرت روسيا مرتزقة من مجموعة فاغنر، يدعمون اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، لكن حجم الشحنة الجديدة يتزامن مع إدخال قوات روسية نظامية إلى أفريقيا بعد زوال فاغنر.
حيث قال جليل حرشاوي، المحلل في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن، الذي أكد تسليم الشحنة هذا الشهر: "الدولة الروسية لم تعد تعمل في الخفاء، وصارت الآن ترسل علناً إمدادات عسكرية، ويمكنها فعل ذلك بفضل عائلة حفتر المطيعة للغاية".
تتزامن حركة السفن الروسية مع وصول مدربين عسكريين روس إلى النيجر، حيث ألغى المجلس العسكري العلاقات الطويلة الأمد مع الولايات المتحدة، بينما أقامت موسكو أيضاً علاقات مع قادة الانقلاب في مالي وبوركينا فاسو المجاورتين.
في شرق ليبيا، يقول حرشاوي إنَّ عدد الأفراد الروس في قاعدة براك الشاطئ من 300 إلى نحو 400. وجعل حفتر ميناء طبرق متاحاً لروسيا بعد زيارات متكررة، العام الماضي، لنائب وزير الدفاع الروسي يونس- بك يفكوروف.
كما أضاف حرشاوي: "إنَّ الطموح وراء المغازلة الروسية المكثفة هو التوقيع على مذكرة دفاع رسمية، من شأنها ترسيخ وجود بحري روسي دائم في طبرق. ولا أعتقد أنهما وقَّعا على المذكرة بعد، لكن طبرق تعمل بالفعل كقناة بحرية تفتح أفريقيا بأكملها أمام موسكو".
اتفاق دفاعي بين الطرفين
كانت مصادر مطلعة على الأمر طلبت عدم الكشف عن هويتها لمناقشة القضايا الحساسة، قد صرحت لوكالة Bloomberg بأنَّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والقائد العسكري الشرقي لليبيا، خليفة حفتر، توصلا لاتفاق دفاعي بعد اجتماعهما في موسكو، في أواخر سبتمبر/أيلول.
أضافت Bloomberg أنَّ روسيا تتحرك لتوسيع وجودها العسكري في شرق ليبيا، في خطة يمكن أن تؤدي إلى إنشاء قاعدة بحرية؛ ما يمنحها موطئ قدم كبيراً على عتبة أوروبا الجنوبية.
في حين شكك سيرجيو سكاندورا، الصحفي في إذاعة Radio Radicale في إيطاليا، الذي يتابع الاتجار في البحر المتوسط، في كفاءة عملية إيريني البحرية، التابعة للاتحاد الأوروبي، التي أُطلِقَت في عام 2020، لضمان تطبيق حظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة على ليبيا. وتساءل: "هل من الممكن أنهم فاتهم مرور الروس؟".
حسب صحيفة "التايمز" يشكل تحالف خليفة حفتر وروسيا، الذي كان ذات يوم أحد أصول وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، بمثابة ضربة للولايات المتحدة.
حيث قال النقاد أيضاً إنَّ الجهود المماثلة التي بذلتها الولايات المتحدة لجذب الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش ربما شجّعته على تحسين العلاقات مع روسيا، وليس قطعها.
كما أشار حرشاوي: "في الدبلوماسية تعرض الحوافز، وتتحدث عن العواقب السلبية لعدم التعاون. ولا أعتقد أنَّ الأمريكيين فعلوا ذلك مع حفتر، لقد كانوا مترددين للغاية في اتخاذ موقف صارم".